اليوم التاسع للحملة الانتخابية

صون حريات وحقوق كافة المواطنين

صون حريات وحقوق كافة المواطنين
  • القراءات: 649
مليكة. خ مليكة. خ
طغت الدعوات إلى الدفاع عن الوحدة الوطنية مع التعهد بالتكفل بالانشغالات الاجتماعية، على خطابات المترشحين في اليوم التاسع من الحملة الانتخابية، التي بدت فيها الجموع الغفيرة للمواطنين تتجاوب مع اللقاءات المنظَّمة في إطار التعريف بالبرامج الانتخابية عبر مختلف ولايات الوطن. وفي هذا السياق يتأكد المنحى التصاعدي للحملة، التي تدخل مرحلتها  الهامة خلال هذا  الأسبوع الثاني؛ حيث يُنتظر أن تشهد تنافسا كبيرا بين المترشحين، الذين سيضطرون للاعتماد على تقنيات جديدة في الإقناع؛ لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين.

وأبرزُ ما ميّز الحملة أمس هو تركيز أغلب المترشحين على تقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مع تقديم الوعود قصد استمالة المواطنين، في حين سُجل نقص اهتمام البرامج الانتخابية للمترشحين، ببعض المجالات، خاصة الثقافة.

وإذا كانت هذه الوعود قد انصبت على الشق الاجتماعي، إلا أن المتنافسين ركزوا على تعزيز الوحدة الوطنية؛ باعتبارها أولوية الأولويات، داعين الشعب الجزائري إلى الحفاظ على التماسك الاجتماعي، الذي من شأنه أن يحصّن البلاد من المؤثرات الخارجية التي لا تخدم مصلحة الوطن.

ومن هنا كانت دعوة مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، الذي اختار ولايتي تبسة وسوق أهراس الحدوديتين في اليوم التاسع من الحملة، لإبراز أهمية الحفاظ على استقرار البلاد في ظل التهديدات التي تحيط بالمنطقة؛ في إشارة إلى الأعمال الإرهابية الأخيرة التي شهدتها الحدود الجزائرية التونسية، وهي مناسبة استغلها عبد المالك سلال، للتذكير بإنجازات السيد عبد العزيز بوتفليقة على الصعيد الأمني، لا سيما بخصوص تطبيق ميثاق المصالحة الوطنية، الذي أعطى ثماره في الميدان.

وإذ يقر المترشحون بأهمية الحفاظ على المصالحة التي حقنت دماء الجزائريين، فإنهم أجمعوا على أهمية تعميقها، مثلما جاء في خطاب المترشح الحر علي بن فليس، الذي تعهّد بالذهاب بعيدا بهذه المصالحة، من خلال  فتح حوار وطني واسع مع كل الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني، دون إقصاء أو تهميش أو إبعاد أي طرف”.

ولا تكاد خطابات المترشحين تمر دون التعريج على الأهمية التي تمثلها فئة الشباب، مثلما هو شأن مرشحة حزب العمال لويزة حنون، التي دعت الشباب إلى أن يكونوا “خَلَفا لجيلي الثورة والاستقلال؛ بإحداث قطيعة مع مخلفات سياسة نظام الحزب الواحد.

أما المترشح علي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54، فأبرز بخصوص هذه النقطة، أهمية التداول على السلطة في إحداث التغيير بأسلوب هادئ، وترك الفرصة للشباب لتسيير بلادهم، وذلك في الوقت الذي أشار موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، إلى أن السياسة ليست حكرا على مسؤولين أو سياسيين بعينهم، وإنما تعني الشباب والمواطنين البسطاء كذلك، وأن المستقبل بين أيدي الشباب شريطة أن يشاركوا أكثر في الحياة السياسية. 

كما حظي الجانب الاقتصادي باهتمام بعض المترشحين؛ حيث تعهّد مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، بالعمل، في حال انتخابه، على تشجيع المؤسسة الاقتصادية العائلية، الموفرة للثروة ومناصب الشغل، في حين ندّدت الأمينة العامة لحزب العمال بغياب الرقابة خلال إبرام الصفقات العمومية، وهي ممارسة تعود، كما قالت، إلى “نظام الحزب الواحد”.

أما مترشح جبهة المستقبل فتَعهّد بإجراء “حصيلة تقييمية للاقتصاد الوطني لـ15 سنة الماضية، وذلك لمعرفة كيف صُرفت أموال الدولة، ومن قام بصرفها، وكيف يتم استرجاع  ما تم نهبه”، وذلك بإشراك كل فئات المجتمع، في حين أكد على ضرورة أن تستعيد الصحراء موقعها ومكانتها التي تليق بها؛ كونها الخزّان الحقيقي لهذا الوطن الغني بالثروات الطبيعية، لا سيما الباطنية منها، التي تُعد المستقبل الحقيقي، ومصدر عيش كل الجزائريين.

من جهة أخرى، أخذت مسألة بناء دولة ديمقراطية حديثة حيّزا في خطابات المترشحين؛ حيث تم التأكيد على ضرورة صون حريات وحقوق كافة المواطنين