وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري لـ ”المساء":

عازمون على إنجاز 2500 كيلومتر من شبكات توزيع المياه سنويا

عازمون على إنجاز 2500 كيلومتر من شبكات توزيع المياه سنويا
  • 800
نوال. ح نوال. ح

أكد وزير الموارد المائية و البيئة السيد عبد الوهاب نوري لـ«المساء" أن الدولة بذلت مجهودات  جبارة للنهوض بقطاع الري والموارد المائية بعد تخصيص أكثر من 50 مليار دولار خلال العشر سنوات الفارطة، وهو المبلغ الذي تم صرفه في إنجاز العديد من المنشآت الكبرى وأنظمة التحويل التي سمحت بتحسين مستوى توزيع وصرف المياه. نوري رد على المشككين في طريقة استغلال هذه الأموال قائلا "لا يعترف بالقفزة المحققة في قطاع الري إلا من هو جاحد وفاقد للبصر" داعيا إياهم إلى زيارة السدود الجديدة والاطلاع على عمل الأنظمة الكبرى لتحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست ونظام " الماو" الذي يجمع مستغانم بوهران وأرزيو .

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه المصادف لـ22 مارس من كل سنة والمنظم هذه السنة تحت شعار" الماء والتشغيل"، أكد وزير الموارد المائية أن المشاريع الكبرى التي انجزت خلال السنوات الفارطة بحاجة كبيرة لمن يسيريها ويؤطرها، وهو ما جعل الوزارة تولي اهتماما كبيرا لمجال التكوين  والرسكلة، مع السهر على توفير اليد العاملة المؤهلة عبر كل التخصصات . وبلغة الأرقام أعلن نوري عن إنشاء أكثر من 50 ألف مؤسسة صغيرة تنشط في مجال مهن المياه توظف كل واحدة منها بين 5 إلى 10 عمال، وهناك نية في الرفع من عدد المكونين عبر مراكز التكوين المهني وتلك التابعة للمؤسسات المعنية بتسيير المياه لتغطية كل الطلبات والحرص على تحسين نوعية الخدمة العمومية .

وبالنظر إلى اختيار شعار الاحتفالات هذه السنة  "الماء والتشغيل"، أعلن الوزير عن تدشين أول مركز لتكوين الشباب والإطارات تابع لمؤسسة الجزائرية للمياه، وقد اختيرت منطقة شراربة بالعاصمة لاحتضان المركز بطاقة 250 مقعدا بيداغوجيا على أن يتم فتح مراكز مماثلة عبر عدد من ولايات الوطن، وهو ما يسمح بتوفير يد عاملة مؤهلة في كل المهن المرتبطة بالمياه، انطلاقا من أعوان الصيانة، تنصيب العدادات، رفع البيانات بالإضافة إلى إدراج تخصص المناجمنت في نشاط المؤسسة لتحسين علاقتها بالزبائن . وفيما يخص تأطير المركز، أشار نوري إلى أن الوزارة تحصي عددا كبيرا من الإطارات ممن لديهم خبرة يجب نقلها للأجيال القادمة، علما أن التكوين في بداية الأمر سيكون مخصصا لعمال الشركة لتحسين مهاراتهم ليتم في مرحلة ثانية التوقيع على اتفاقيات مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين لتكوين المؤطرين قصد نقل المعارف للمتربصين عبر معاهد التكوين  في مهن المياه.

ونظرا لتزامن الاحتفالات باليوم العالمي للمياه مع تساقط الأمطار الشتوية المتأخرة، صرح الوزير أن العديد من المواطنين فقدوا الأمل خلال الخمس الأشهر الفارطة بسبب شح السماء، لكن إطارات وزارة الموارد المائية كانوا متفائلين بوصول الأمطار الشتوية في وقت متأخر على العادة، وهو ما سجل فعلا خلال هذا الشهر، مما سمح  بارتفاع نسبة امتلاء السدود لأكثر من 68 بالمائة، وهناك توقعات بوصول اضطرابات جوية أخرى خلال الأيام المقبلة ما يبشر بأكبر  قدر ممكن من المياه السطحية.

أما فيما يخص مرافقة أصحاب المؤسسات الصغيرة في مجال التكوين، فقد أشار نوري إلى أن المؤسسات التي تعنى بمجال إنتاج وتوزيع وصرف المياه تقوم دوريا بتكوين المقاولين، خاصة وأن الوزارة عازمة على مد 2500 كيلومتر من شبكات توزيع المياه سنويا، مع تنصيب 320 عدادا  جديدا كل سنة، وهو ما يسمح بخفض نسبة تسربات المياه و ضمان تدفق المياه بشكل يسمح بتوزيع يومي 24 ساعة على 24. كما أن عملية صيانة الشبكات وتغيير القديمة منها من شأنه وضع حد نهائي للقنوات المصنوعة من مادة الامنيوت التي لا تزال متواجدة عبر عدد من المدن الداخلية، ليؤكد الوزير حرصه الحفاظ على صحة المواطن و ضمان توفير مياه شرب نقية يتم معاينتها يوميا من  طرف المخابر الموزعة عبر 48 ولاية .

وردا على سؤال لـ«المساء" حول موعد تسليم مشروع تطهير وادى الحراش، كشف نوري أن الحكومة تولي أهمية كبرى للمشروع الذي خصص له غلاف مالي يزيد عن 1 مليار دولار، وبالنظر إلى تعقد أشغال تنظيف مياه الوادي وضرورة تغيير مجراه عبر عدد من البلديات لضمان عدم تلوثه مرة أخرى، تقرر عدم تحديد موعد نهائي لتسلم المشروع، خاصة وأن الشريك الكوري فتح عدة ورشات في وقت واحد يتم كل سنة تسليم المشاريع التي انتهت بها الأشغال، ليبدى الوزير استحسانه لنوعية الأشغال التي تم انجازها متوقعا بلوغ رهان تنظيف الوادي في اقرب وقت. وفيما يخص نتائج الزيارة الأخيرة لإيران، كشف الوزير عن التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة لتبادل المعارف، مع إمكانية إنشاء شركات مختلطة بالجزائر في مجال مهن المياه.