أحيا منتدى الذاكرة أمس، بمقر جريدة المجاهد الذكرى الـ38 لرحيل المجاهد مسعود زقار (رشيد كازا)، الذي بقيت مسيرته محط بحث لم يكشف بعد عن الكثير من تفاصيلها وبقيت حبيسة الظل والأدراج المقفلة.

نشط اللقاء الدكتور فاروق معزوزي، مخرج الفيلم الوثائقي "الرجل اللغز.. مسعود زقار" الذي قدم نبذة عن حياة هذا البطل قبل وبعد الاستقلال وكيف تفتقت عبقريته إلى أن وصل إلى القمة. وهنا أشار المخرج إلى أن "زقار بريء من أي خيانة بشهادة الكثير من قادة الثورة والمناضلين"، وأنه كقائد وثائر "بقي على العهد وهو ما أثبتته الأيام لكنه تعرض للإهانة والظلم، حيث تم سجنه وبقي محبوسا 3 سنوات ولم يطلب حينها سوى رفع القيود من يديه كي لا تراه بها أمه". وطالب المخرج بضرورة إعادة الاعتبار لهذه الشخصية الوطنية مع تعريف الأجيال بها لما لمسيرتها من عبرة وتحدي وحب للوطن.

بدوره تناول رفيق الراحل زقار المجاهد علي شريف، بعضا من حياة زقار مؤكدا أن علاقة الرئيس الراحل هواري بومدين به كانت متينة جدا، “فلا مكان ولا دور لأحدهما دون الآخر" وقال سي شريف، إن "بومدين كان يفكر وزقار ينفذ"، علما أن الراحل زقار، كان يتكفل بمصاريف عائلة بومدين خلال حرب التحرير بسرية تامة لم يتفطن لها بومدين إلا بعد الاستقلال.

وعن علاقته بزقار، قال علي شريف، إنه عرفه سنة 1951 وعمره لا يتجاوز الـ18 سنة، ثم أصبح (أي زقار) أمين سر الشهيد العربي بن مهيدي، بمنطقة وهران، كما استعرض موهبة هذا الرجل حينها في التجارة منها البحرية، أما السيد عيسى قاسمي، فأكد أن الثورة لم تنجح بالخطابات بل بعبقرية الرجال منهم زقار، الذي غزى العالم وكان مؤسسة قائمة بذاتها. وعلى هامش اللقاء تحدث الدكتور فاروق معزوزي، لـ"المساء" عن فيلمه الوثائقي الذي كان في 4 أجزاء وتضمن 300 صورة و120 وثيقة والكثير من المادة التاريخية الدسمة وكان بالنسبة للجزائريين اكتشافا جديدا. وقال إن زقار كان مؤسسة مكتملة الأركان واشتغل بالصفقات الكبرى منها الأسلحة.

علما أن 80 بالمائة من تجهيزات الاتصالات بالثورة هو من جلبها وموّلها، واشتغل في المخابرات وفهم مبكرا الدور الأمريكي وقوته وصناعة اللوبيات داخل الولايات المتحدة فأسس فيها لوبي جزائري لخدمة مصالح الجزائر، وموّل الحملات الانتخابية لبعض الرؤساء هناك منهم نيكسون، كما كان وراء إعادة العلاقات الجزائرية ـ الأمريكية التي انقطعت في نهاية الستينيات.