رئيس جنوب إفريقيا يشرع اليوم في زيارة دولة إلى الجزائر
عهد جديد لعلاقات تاريخية متينة
- 261
يشرع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة السيّد سيريل رامافوزا، اليوم، في زيارة دولة إلى الجزائر وذلك بدعوة كريمة من رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، حسبما أفاد به أمس، بيان لرئاسة الجمهورية.
دخلت العلاقات التاريخية بين الجزائر وجنوب إفريقيا عهدا جديدا بفضل حرص قائدي البلدين، على تعزيز أواصر الأخوة والصداقة التي تربط بين البلدين منذ خمسينيات القرن الماضي، والدفع بها إلى آفاق أرحب انطلاقا من قواعد صلبة لتعاون مشترك واعد. وتندرج زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، السيّد ماتاميلا سيريل رامافوزا، إلى الجزائر بداية من اليوم، في إطار الديناميكية الجديدة والقفزة النوعية التي تعرفها العلاقة المتينة بين البلدين وتطلعاتهما المشتركة لتكامل اقتصادي شامل، وعملهما من أجل تحقيق السلم والأمن والازدهار في إفريقيا والعالم، بفضل التطابق التام لوجهات النظر فيما يتعلق بدعم القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، وذلك انطلاقا من كفاحهما الطويل ضد القوى الاستعمارية.
وتعود هذه العلاقات التاريخية إلى المرحلة التي دعمت فيها الجزائر نضال شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الأبارتايد، واحتضنت الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي لطالما أشاد بالسند القوي الذي وجده في الجزائر التي كان يقول إنها "صنعت منه رجلا"، وهو الأمر الذي دفعه إلى جعلها وجهته الأولى بعد خروجه من السجن في تسعينيات القرن الماضي.
وإلى غاية اليوم، لا تزال الجزائر وجنوب إفريقيا من كبار المرافعين من أجل تحقيق قيم وأهداف تعزيز تعددية الأقطاب وتكريس القانون الدولي، وترقية التسوية السلمية للنزاعات وجعل العالم أكثر أمنا وسلاما وازدهارا، وهما من كبار المدافعين عن القضيتين العادلتين للشعبين الفلسطيني والصحراوي.
وكان رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، قد نوّه في كلمة له بمناسبة إشرافه مؤخرا على مراسم افتتاح السنة القضائية الجديدة، بالمساهمة الفعّالة لـ"النزهاء عبر العالم ومنهم إخواننا في جنوب إفريقيا"، في قرار محكمة الجنايات الدولية القاضي بإصدار مذكّرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وانطلاقا من متانة العلاقات السياسية يسعى البلدان إلى العمل سويا من أجل تعزيز وتنشيط التعاون الاقتصادي، واستكشاف فرص الاستثمار وبحث إمكانيات تعاون جديدة في شتى المجالات.
ويرتقب أن تلتئم بمناسبة هذه الزيارة أشغال اللجنة الثنائية رفيعة المستوى. وقد وقّع البلدان في أوت 2023، على مذكّرة تفاهم بين غرفتي التجارة والصناعة الجزائرية والجنوب إفريقية تهدف إلى إنشاء مجلس أعمال مشترك، كما أطلقت الجزائر خلال نفس السنة خطا جويا مباشرا نحو جنوب إفريقيا بهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بقرار من رئيس الجمهورية، الذي قرر أيضا تسمية ملعب براقي الجديد باسم "نيلسون مانديلا" في لفتة رمزية لقيت استحسان الشعب الجنوب إفريقي، مثلما أكد عليه حفيد الزعيم الراحل، زويليفيليل مانديلا، الذي زار الجزائر في عدة مناسبات.