القورصو يبرز فضل الحدث في توحيد صوت الثورة

مؤتمر الصومام عبّد الطريق نحو الاستقلال

مؤتمر الصومام عبّد الطريق نحو الاستقلال
المؤرخ محمد ولد سي قدور القورصو
  • القراءات: 863
و. أ و. أ

أكد المؤرخ محمد ولد سي قدور القورصو أن مؤتمر الصومام عبّد الطريق المؤدي لاسترجاع السيادة الوطنية، مبرزا البعد الموحد الذي دافع عنه منظمو هذا اللقاء التاريخي.و.أ

وفي تصريح لوكالة الأنباء عشية إحياء الذكرى الـ64 لهذا الحدث المنعقد يوم 20 أوت 1956، أكد المؤرخ أن مؤتمر الصومام الذي يعد حجر الزاوية لصرح الجزائر المناضلة، عبّد الطريق نحو استرجاع السيادة الوطنية وحدد النهج الواجب اتباعه من أجل جزائر المستقبل.

واعتبر في هذا الخصوص أن أحد أكبر انتصارات هذا المؤتمر كانت العبقرية الاستراتيجية لجبهة التحرير الوطني التي تمكنت من فرض نفسها كجبهة نضال، ثم كمتحدث وحيد على الرغم من المقاومات والاختلافات والمناورات الداخلية والخارجية.

كما أشار المؤرخ إلى أن الرهان بالنسبة لعبان رمضان والعربي بن مهيدي كان يتمثل في الخروج بثورة واحدة وصوت واحد (...)”.

وأضاف أن انتصار مؤتمر الصومام كان بحكم الواقع انتصارا لعبان رمضان الذي كان شعاره وحدة النضال التي تمر عبر توسيع وفتح القاعدة النضالية والمكافحة لجبهة التحرير الوطني لجميع القوى الوطنية المناهضة للاستعمار، بحيث أوضح أنه حتى الجاليتين المسيحية واليهودية تم طلب مساعدتهما للكفاح التحرري. وعلاوة على الطابع الجامع، تطرق ذات المؤرخ إلى جوانب أخرى ضرورية، في رأيه، للفهم الجيد والنزيه لروح مؤتمر الصومام وما بعد الصومام.

وقال في هذا الشأن إن اندلاع الثورة كان خطوة عبقرية من قبل مصمميه، معتبرا أن النضالات التي خاضها الشعب الجزائري ضد المستعمر تعد بمثابة دروس حقيقية في الاستراتيجية العسكرية.

واستطرد يقول غير أن كل ذلك تطلب تجسيدا فعالا وعقلانيًا وموضوعيًا لطموحات بحجم التحديات والمخاطر، معتبرا في ذات السياق أن إعلان 1 نوفمبر 1954 باعتباره إعلان حرب حقيقي باسم الشعب الجزائري ضد فرنسا الاستعمارية لم يكن ليشكل لوحده خارطة طريق ولا ميثاق للثورة المعلن عنها.

وذكر السيد القورصو أن المؤرخين يجمعون على أنه لم يكن هناك لعدة أشهر أي قيادة مؤكدة ومعترف بها من قبل جميع رؤساء المناطق قادرة على جمعهم في لقاء تقييمي. كما أشار من جانب آخر إلى أن عبان كانت له نظرة انتقادية وجديدة ومتبصرة حول ظروف اندلاع الثورة.

عبان رمضان كان حازما ومن معارضي النزعة الفردية والزعامة

ولدى تطرقه إلى خصال أحد أهم مهندسي مؤتمر الصومام، أوضح المؤرخ أن عبان كان حازمًا وصارما وأنه كان من معارضي النزعة الفردية وروح العشيرة والزعامة المتنامية لبعض المسؤولين السياسيين والعسكريين في الداخل والخارج.

وذكر في هذا السياق، بما قاله عبان لفرحات عباس: جبهة التحرير الوطني ليست ملكا لأحد وإنما للشعب الذي يكافح والمجموعة التي فجرت الثورة لم تكتسب أي حق ملكية على هذا الأخير وإذا لم تكن الثورة عمل الجميع فإنها ستجهض حتما.

وفي معرض حديثه عن مفهوم الأمة الذي تم إبرازه في نفس الوقت في أرضية الصومام وفي بيان 1 نوفمبر 1954، أوضح المؤرخ أن هذا المفهوم لا يعود إلى عام 1954” مثله مثل البعد المغاربي وأن كلاهما دافعت عنهما جبهة التحرير الوطني ثم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

في الأخير، شدد السيد القورصو على أن الأمر ضروري والذي لن نتوقف أبدًا عن تكراره هو أنه لا يوجد تاريخ بدون مصادر ولاسيما الأرشيف.