سفير فلسطين في الجزائر لؤي عيسى في حديث لـ"المساء":

متمسكون بحقنا ونرفض المساومة بقضيتنا

متمسكون بحقنا ونرفض المساومة بقضيتنا
  • القراءات: 562
حاورته: نوال جاوت حاورته: نوال جاوت
ما المنتظر من الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟ ونحن نعيش يوميا عمليات انتهاك اسرائيلية في حق الفلسطينيين؟
فاقد الشيء لا يعطيه، أقول إنه إذا كنا حريصين فعلا على قضايا أمتنا، وعلى عناويننا الأساسية يجب أن نفهم من هو العدو ومن هو الصديق، يجب أن نوجه بنادقنا وإمكانياتنا ضد عدونا، لا نحو صدور بعضنا البعض مهما اختفلنا، لأن هذا يضعفنا ويبعدنا عن النتيجة، العدو الصهيوني هو الآن يمشي قدما في مخططه من أجل التهويد، وهو يرى أن الفرصة سانحة لأننا ضعفاء، لأننا نقاتل بعضنا البعض، وهو يعتقد أن هذه الفرصة تاريخية له ليطالب بيهودية الدولة.
ويهودية الدولة تعني أننا لسنا مواطنين، تعني أنه سيجلب من تبقى من اليهود في العالم إلى فلسطين، تعني أيضا أنه سيكون القاضي، تعني أن تاريخنا كاذب، وتاريخه صحيح، يهودية الدولة تعني أنه هو العقل ونحن العمال، تعني أن أموالنا لابد أن تصب في مصلحته ليقوم باستغلالها ونحن عمال له.. هذه كلها عناوين لابد أن نتوقف عندها، في هذا اليوم يجب أن نضع المعادلات في مكانها المناسب، يجب أن نصحو وتصحو أمتنا.
عندما أغرقنا في معادلة صراع الحضارات التي أطلقها الغرب ضدنا، قدمنا لهم أيضا بكل حب حوار الحضارات لأننا كمسلمين ندعو للسلام والاستقرار والعدل والأمان، بينما لا يريدون لنا ذلك، لذلك يغرقوننا بردّات الفعل هنا وهناك، ومن ثمة يتهموننا بالإرهاب ويغرقوننا بمسائل مختلفة بينما هم الإرهابيون ويفعلون كل شيء من أجل طردنا من أرضنا.
ما يحدث في فلسطين لا يمكن أن يقبله عقل ولا القرن العشرون يحتمل ما يجري فيه من استيلاء على الأراضي، وقتل وتهويد وإبعاد، وما يجري في القدس لا يمكن السكوت عنه، لأن هناك تعتيما اعلاميا على ما يجري على تهويد القدس على انتهاكات الأقصى على القتل، حتى الاعلام العربي لا يسلط الضوء عليه بالعموم، نقول في هذا اليوم العالمي مستغلين هذه الوقفة والحراك الجزائري بالنسبة لنا لأنه مستمر ودائم حتى ننال حريتنا، ويجسد مقولة الجزائر أن حريتها لن تكتمل حتى تنال فلسطين حريتها، نحن على العهد باقون، نحن مستمرون في التركيز على هذه المسائل.
نرى في اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني أننا قلنا للعالم وأثبتنا له أن اسرائيل دولة عنصرية، وفاشية يحكمها الفكر العنصري الصهيوني، ولا تريد السلام بل السيطرة... نحن قلنا كفى عبثية فلنذهب إلى الأمم المتحدة لنصوت على أن تكون فلسطين دولة كاملة العضوية لا مراقبة فقط، لذلك فعيوننا على العالم عند التصويت، وإذا لم يوافق العالم على ذلك فنحن لدينا أدوات صراع مختلفة بما فيها الانتماء إلى كل المنظمات الدولية، ونحن على الأرض بعظامنا وأظافرنا ولحومنا وأطفالنا وشبابنا ونسائنا، سنقاتل حتى ننتزع حريتنا لأننا لا نرضى الذل ولا نرضاه بهذه الأمة مهما كانت الفتن التي تجري هنا وهناك.
نحن أصحاب الأرض موجودون موحدون في مجابهة العدو الصهيوني لنصلي جميعا في أقصاه.

هناك مساع دولية للاعتراف بدولة فلسطين آخرها استعداد فرنسا لهذه الخطوة، ما تعليقكم؟
هو شيء جميل جدا، حيث تطور الموقف الفرنسي كثيرا في الآونة الأخيرة بشكل إيجابي، لكنه لم يصل بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه.
ونحن نعلق الكثير على ما يجري من حوار داخل المجتمع الفرنسي ومؤسساته الرسمية، ونأمل أن تستطيع الجمعية الفرنسية، أن تصدر اعترافا بدولة فلسطين لأن هذا الاعتراف سيفيدنا جدا.
عندما اعترف مجلس العموم البريطاني، اعترافا رمزيا بدولة فلسطين، علقت أنها عندما تعترف بفلسطين سيكون اعترافا كاملا لا رمزيا.
وهذا الاعتراف سيفيدنا بتصويت مجلس الأمن الدولي على العضوية الكاملة، نحن نحتاج إلى تسعة أصوات وصوت فرنسا هو الصوت الحاسم، وسيكون موقفنا جيدا عند ذلك، لكن إذا ما استخدم حق "الفيتو" من إحدى الدول دائمة العضوية، لكن في كل الأحوال جاهزون لكل البدائل.. فشعبنا مقاتل ونأمل لهذه الأمة أن تكون لها صورة واضحة، أن تعرف العدو من الصديق، وتتجمع حول قضاياها، ويجب أن نعرف كيف نخوض صراعاتنا وكل واحد صاحب رأي ولكن المعارك تخاض بأولوياتها.

أين وصلت عملية إعمار غزّة؟
نحن نعيد المسائل دائما، ما جرى سابقا يتكرر حاليا.. ما جرى في ٢٠٠٨ و٢٠١٢ يجري في ٢٠١٤، ما تقرر في القمة العربية في ٢٠١٠، من تخصيص غلاف مالي لإعادة إعمار غزة (٥٠٠ مليون دولار) لم يصل شيء، هم يقولون ولا ينفذون، الشيء الوحيد الملموس هو وضع العراقيل ونحن لا نقبل الشروط، لقد ضحينا بالنفس والنفيس من أجل قضيتنا ولن نقبل بأي شروط تتناقض مع مصالح شعبنا وقضيتنا، وسنعمل على إسقاط الذرائع، وهو ما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، ليتحرك سريعا لجمع أي مبالغ ومساعدات لإسعاف أهالينا في غزة لن نقايض.. "فتحنا" و"حماسنا"، "جهادنا" و"جبهتنا الشعبية" كلنا وكل الكتل وشعبنا المقاوم سنظل نقاوم.