أعلنت وزيرة البيئة وجودة الحياة، كوثر كريكو، أمس، عن تخصيص 1000 قرض مصغّر للشباب الراغبين في التوجه نحو المقاولاتية البيئية، لتحفيزهم على الولوج إلى المهن البيئية بعد تلقي تكوين متخصص يندرج ضمن مدوّنة المهن البيئية الجديدة، مشيرة إلى أن هذه التدابير تأتي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لدعم التنمية المستدامة والاقتصاد الجزائري.

أكدت الوزيرة، خلال لقاء تنسيقي مع قطاعي التكوين والتعليم المهنيين والمؤسسات المصغّرة والنّاشئة، حول المقاولاتية الذاتية "تكوين، دعم ومرافقة" أن دعم المقاولاتية البيئية أصبح خيارا استراتيجيا تسعى من خلاله الدولة، إلى بناء جيل من الشباب المحترف في المهن الخضراء تماشيا مع رؤية رئيس الجمهورية، الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وحماية التنوّع البيولوجي، مبرزة أهمية هذا الصرح التشاركي بين القطاعات الوزارية والمؤسسات الوطنية في تكوين وتأطير الشباب على احتراف المهن البيئية، حيث اعتبرت هذه المبادرة "حلقة أساسية في مسار بناء اقتصاد وطني صديق للبيئة".

كما أشارت كريكو، إلى أن اللقاء يشكل منعطفا مهما يفتح آفاقا جديدة أمام الشباب في مجال التخصص والاحترافية في المهن البيئية، موضحة بأن المعهد الوطني للتكوينات البيئية سيتكفّل بالإشراف على توفير تكوينات تقنية موجهة للشباب المتربصين بمؤسسات التكوين والتعليم المهنيين في عدة اختصاصات، قصد تثمين الموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الدائري وحماية الإيكولوجية.

من جهتها أكدت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين نسيمة ارحاب، أن إدماج المهن الخضراء في منظومة التكوين المهني يعكس التزام الدولة ببناء اقتصاد مستدام ومسؤول، يوازن بين متطلّبات التنمية وحماية البيئة، مبرزة أن هذا التوجه الاستراتيجي يدخل في صميم مساعي الانتقال نحو اقتصاد أخضر ودائري.

وقالت إن الجزائر على غرار الدول الساعية إلى تحقيق الانتقال البيئي تولي عناية خاصة لحماية البيئة والتسيير المستدام للموارد الطبيعية، مشيرة إلى أن قطاع التكوين والتعليم المهنيين أطلق خلال السنوات الأخيرة برنامجا وطنيا واسعا لإدماج البعد البيئي في عروض التكوين. وكشفت أن عدد المتخرجين في التخصصات البيئية بلغ في 2024، نحو 365 متخرّج في تخصصات فرز النّفايات واستعادتها وإعادة تدويرها والمقاولاتية في تسيير النّفايات، معتبرة هذه النّتائج تعكس إرادة فعلية في تكوين يد عاملة مؤهلة قادرة على دعم التحوّل البيئي والاقتصادي الذي تنشده الجزائر.

بدوره اعتبر وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات المصغّرة والمؤسسات النّاشئة، نور الدين واضح، المقاولاتية الذاتية ركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي قائم على روح المبادرة، مشيرا إلى أن مصالحه ستعمل على مرافقة الشباب لتمكينه من دخول عالم الشغل ذاتيا. كما أكد الوزير، دعم قطاعه للمقاولاتية البيئية لترقية الاقتصاد الأخضر واستعمال المواد القابلة للرسكلة لتقليل فاتورة الاستيراد، مشيرا إلى أن المؤسسات النّاشئة ستكون وسيلة فعّالة لتوفير مواد أولية بأقل التكاليف، مع إشراك المؤسسات المصغّرة والنّاشئة في المشاريع البيئية كخيار استراتيجي لتعزيز التنمية المستدامة وخلق قيمة مضافة.

وخلال أشغال اللقاء التنسيقي، قدمت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، سعاد بن جميل، عرضا حول جهود الوكالة في ترقية المقاولاتية الخضراء، حيث أبانت الحصيلة عن مساهمة الوكالة  في تمويل 2789 مشروع بيئي، منها 84 في إعادة تدوير البلاستيك والمواد الأخرى.