في أول دراسة بحثية حول "كورونا" بالبليدة
17 ٪ من مهنيي الصحة أصيبوا بالفيروس
- 459
أكدت دراسة تقييمية أنجزتها مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، استحالة تحديد هوية أول شخص مسؤول عن انتشار عدوى فيروس "كورونا" بداية العام الجاري، في هذه الولاية قبل توسع رقعته إلى كل ولايات الوطن الأخرى.
وأرجعت النتائج الأولية لهذه الدراسة التي أشرف عليها البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، بالتعاون مع معهد باستور، ذلك إلى الانتشار المتسارع والكبير للفيروس وخاصة في ظل عدم وجود إجراءات وقائية احترازية في تلك الفترة. وأكدت الدراسة البحثية الأولى من نوعها منذ ظهور الوباء، بخصوص قدرة التحكم في موجة التفشي الجديدة، بضرورة مراقبة الحالات الحميدة الحاملة للفيروس، والتي ينتقل أصحابها بكل حرية متسببين في انتشار العدوى دون علمهم في الأوساط الأخرى. وكشفت الدراسة، أن الإصابة بالسمنة كانت من "أخطر العوامل" التي تسببت في تعقيدات صحية لأصحابها، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة الأخرى من ضغط دم وسكري وربو. وخلصت الدراسة التي اعتمدت على عينات من ولاية البليدة، إلى أن نسبة 17,1 بالمئة من مهنيي قطاع الصحة تعرضوا للإصابة بالفيروس.
يذكر أن الدراسة اعتمدت على عينة من 2753 شخص من مهنيي قطاع الصحة تأكد أن 470 من بينهم، أصيبوا بالوباء بما يعادل نسبة 17,1 من المئة، حيث ظهرت على 54 بالمئة منهم أعراض ظاهرة وخطيرة، بينما لم يظهر 37,6 بالمئة من بينهم أية أعراض متعارف عليها بخصوص الكشف ومعرفة المصابين بالفيروس. وتعتبر فئة أسلاك الشبه الطبي والأطباء العامين والصيادلة، الشرائح الأكثر عرضة للإصابة بالوباء بنسبة 20 بالمئة، تلاها الإداريون بنسبة 13,7 بالمائة والأطباء المقيمون بنسبة 11,9 بالمئة وعمال المخبر بنسبة 9,6 بالمئة والمساعدون المحاضرون بنسبة 9,1 بالمئة، فالأساتذة المساعدين بنسبة 6,9 بالمئة من إجمالي العينة التي تم إخضاعها لهذه الدراسة. وأكد البروفسور بوعمرة، أن الدراسة التي سهر عليها ركز فيها على ولاية البليدة دون غيرها من الولايات الأخرى كونها شكلت أول "بؤرة" لظهور الوباء، وقد اختار مستخدمي الصحة كمرجع لأنهم كانوا في واجهة التكفّل بالمصابين. وقال إنه ركز في دراسته التي استمرت على مدار أربعة أشهر على الفئات المهنية العاملة خلال الفترة الليلية، كون الفرق الطبية العاملة نهارا كانت منهمكة في التكفل بالمصابين.
وأثبتت النتائج الأولية للدراسة بخصوص المستوى الدراسي للفئات المصابة، أن ذوي المستوى الجامعي كانوا أقل عرضة للإصابة من غيرهم بنسبة 15,1 بالمئة، في حين كانت نسبة ذوي المستوى الثانوي 18,6 بالمئة والمستوى الابتدائي بنسبة 24,3 بالمئة.
أما بالنسبة للفئات العمرية التي لم يسلم جلها من الإصابة ـ حسب ذات الخبير ـ فقد كان معدل الإصابة متقاربا بين المسنّين ومتوسطي العمر والفئة الشابة، حيث بلغت نسبة 20,4 بالمئة بالنسبة للشريحة العمرية ما بين 45-49 سنة و20,2 بالنسبة للشريحة العمرية ما بين 50- 54 سنة و20 بالمئة بالنسبة للفئة 20- 24 سنة.