مديرية الغابات تدق ناقوس الخطر وتحمّل الفلاحين المسؤولية
230 حريقا يتلف 982 هكتارا منذ الفاتح جوان
- 744
أرجعت المديرية العامة للغابات أمس، سبب ارتفاع الحرائق في الفترة الأخيرة إلى التصرفات غير المسؤولة لبعض الفلاحين الذين قاموا مؤخرا بإشعال النيران في المساحات المحصودة للتخلص من بقايا عمليات الحصاد، وهو ما ساهم بشكل كبير في انتقال النيران للمساحات الغابية التي اندلع بها 230 حريقا وإتلاف 982 هكتارا.
وبالمناسبة، وجهت المديرة العامة للغابات نداء للفلاحين والموالين لإعلام محافظات الغابات عند إشعال النيران لتطهير المساحات الفلاحية أو تجديد الغطاء النباتي، لضمان التحكم فيها وإطفائها بأقل التكاليف والأضرار.
وفي تصريح نائب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات، عبد الغاني بومسعود لـ ”المساء”، قال إن المتسبب في اندلاع الحرائق الأخيرة التي عرفتها أكثر من 10 ولايات، هو العنصر البشري وذلك بسبب جهله أو تجاهله للمخاطر المنجرة عن عدم احترام الإجراءات الأمنية، مشيرا إلى أن القانون يفرض على الفلاحين إنجاز خنادق لفصل المساحات الزراعية عن المحيط الغابي بعرض 10 أمتار، مع اشتراط عدم تواجد الأعشاب به لضمان عدم انتقال ألسنة النيران للنسيج الأخضر.
وبلغة الأرقام، أشار بومسعود إلى أن حصيلة أولية منذ الفاتح جوان بينت اندلاع 230 بؤرة حريق، تسببت في إتلاف 982 هكتارا من الغطاء النباتي، 207 منها من الغابات و183 من الأدغال و592 من الأحراش، فيما كانت ولاية عين الدفلى الأكثر تضررا من الحرائق بـ383 هكتارا، تليها تيسمسلت بـ191 هكتارا وتلمسان بـ 94 هكتارا، ثم تيزي وزو بـ83 هكتارا.
ولضمان التدخل السريع لإخماد الحرائق فور اندلاعها هذه السنة، أشار ممثل مديرية الغابات إلى تجنيد 961 عون مراقبة عبر 414 برجا، مدعمة بتجهيزات حديثة للمراقبة الجوية والاتصالات اللاسلكية لإعلام وحدات التدخل، على أن يتم نقل كل البيانات عبر أنظمة معلوماتية ترسل إلى كل وحدات المتابعة عبر كل محافظات الغابات والمديرية العامة.
بالمقابل، تم تجنيد 2351 عونا، موزعين على 486 فرقة متنقلة للتدخل السريع، يتم في كل مرة إعلامهم بنشريات خاصة، مجهزين بعتاد عصري يخص بدلات وخوذات خاصة، بالإضافة إلى 27 شاحنة للتزود بالمياه، مع تخصيص 2838 نقطة لجمع المياه.
وعلى صعيد آخر، تدعمت المديرية العامة للغابات بخريطة لتحديد المواقع المهددة باندلاع الحرائق، وتخص المناطق التي يسجل بها عدد كبير من الحرائق في كل سنة، وعلى ضوء هذه الخريطة، يتم توزيع الفرق المتنقلة لضمان سرعة التدخل.
ومقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، أشار بومسعود إلى تسجيل ارتفاع في الحرائق وفي المساحات المتلفة، مؤكدا أنه تم خلال السنة الفارطة إحصاء 38 حريقا، تسبب في إتلاف 51 هكتارا، في حين شهدت سنة 2017 اندلاع 231 حريقا تسبب في إتلاف 1079 هكتارا، وهي السنة التي سجل بها أكبر عدد من الحرائق.
وبخصوص التوجيهات التي تم تقديمها لسكان الغابات والفلاحين والموالين، لخصها المتحدث في احترام القانون والمطالبة برخصة لإشعال النيران بهدف إتلاف بقايا الحصاد أو فتح مسالك أو تجديد الغطاء النباتي لرعي الأبقار، وهو القانون الذي لم يعد يطبق اليوم من منطلق أنه إلى غاية اللحظة لم يتقدم أحد لطلب رخصة، مع ضرورة إشراك أعوان الغابات في عملية إشعال وإخماد النيران التي يتم إشعالها لأسباب فلاحية.
للتذكير، فقد تسبب 2992 حريقا اندلع سنة 2017 في إتلاف 53975 هكتارا عبر 13 ولاية، وهي أكبر حصيلة تم تسجيلها منذ الاستقلال.