المدير العام للديوان الوطني للحليب مراد عليم لـ”المساء”:

30 % من فاتورة مسحوق الحليب تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي

30 % من فاتورة مسحوق الحليب تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • 2519
نوال. ح / تصوير: ياسين. أ نوال. ح / تصوير: ياسين. أ

كشف المدير العام للديوان الوطني للحليب مراد عليم، لـ”المساء” أنه في حالة تخصيص الدولة لـ30 بالمائة من قيمة فاتورة استيراد مسحوق الحليب لدعم مزارع تربية أبقار الحلوب، وإدخال التقنيات الحديثة من مجال إنتاج وجمع  الحليب الطازج، يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي بعد ثلاثة سنوات على أكثر تقدير، مع استخلاف الحليب المنتج على أساس مسحوق الحليب المستورد بحليب بقر طازج.

وحسب مدير الديوان الوطني للحليب، مراد عليم، في لقاء له مع ”المساء” فقد كان آخر اجتماع لوزير الفلاحة، مع أعضاء المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة إنتاج الحليب و الديوان الوطني للحليب، فرصة لتسليط الضوء على الإستراتيجية الجديدة في مجال إنتاج الحليب الطازج، مع تغيير نظرة المهنيين و باقي المواطنين  للديوان الذي لا يجب ربطه بعملية استيراد مسحوق الحليب وتوزيعه على الملابن لإنتاج الحليب المدعم، من منطلق أن مهمته الرئيسية هي الرفع من قدرات إنتاج الحليب الطازج.

وهي المهمة التي يتم حاليا تنفيذها منذ أكثر من خمس سنوات، بعد  إنشاء ثلاث مجموعات متخصصة للدعم والاستشارة في مجال تربية الأبقار بولايات كل من غليزان، البليدة وسوق أهراس، وتضم 240 مستثمرة زراعية تنشط عبر 7 أحواض لإنتاج الحليب الطازج من أصل 11 حوضا محصيا من طرف مصالح الديوان عبر 11 ولاية. وقصد الرفع من عدد هذه المجموعات تماشيا وتوصيات وزير الفلاحة،  وجه عليم، نداء لكل رجال الأعمال للاستثمار في المزارع الكبيرة المدمجة للرفع من عدد الأبقار الحلوب العصرية التي يمكنها إنتاج ما يزيد عن 25 لترا يوميا للبقرة الواحدة، مشيرا إلى أنه استقبل عددا من طلبات الاستثمار في هذا المجال بهدف الاستفادة من المرافقة التقنية المقربة لإطارات وخبراء الديوان، مع اقتراح أنواع سلالات الأبقار الحلوب التي من شأنها رفع تحدي مضاعفة إنتاج الحليب الطازج، واختيار  مناطق إنشاء المزارع الجديدة التي يجب أن تكون قريبة من مناطق إنتاج الأعلاف.

المرافقة التقنية المقربة ترفع الإنتاج إلى 25 لترا للبقرة الواحدة

وعن نشاط المجموعات متخصصة للدعم والاستشارة في مجال تربية الأبقار، أشار مسؤول الديوان، إلى أن المجموعات تضم عددا من الولايات في المجموعة الواحدة، و يهتم الديوان بتوفير متابعة يومية للموال للرد على انشغالاته وتلقينه التقنيات الجديدة لعصرنة نشاط إنتاج الحليب، خاصة وأن هذا النوع من النشاط كان منحصرا لدى بعض العائلات الريفية، ويخص إنتاج يغطي طلبات أفراد العائلة والقرية فقط.

وقد وضع الديوان ـ يقول المسؤول ـ مختصين في التغذية والصحة الحيوانية في خدمة المربي لتلقينه كيفية وأوقات تقديم الغذاء المركز، و القيمة الحقيقية للأعلاف والمياه المخصصة يوميا للأبقار الحلوب، وهو العمل الذي أعطى نتائج ايجابية السنة الفارطة، بعد تنظيم 1764 زيارة نصح وإرشاد، وإعداد 18 بطاقة فنية للإعلام و24 حلقة تكوينية لصالح المربين، الأمر الذي سمح برفع طاقة إنتاج البقرة الواحدة من 6 و9 لترات خلال السنوات الفارطة، إلى 20 و25 لترا خلال سنة 2018.

وعن واقع إنتاج الحليب كشف عليم، أن تقارير الديوان تشير إلى أن 50 بالمائة من مزارع تربية الأبقار الحلوب تقع بشرق البلاد، والجزائر تحصى اليوم 1,895 مليون رأس بقر منها 971 ألف رأس لأبقار الحلوب، 310 ألاف رأس أبقار حلوب عصرية، والبقية أبقار حلوب تخص سلالات محلية. أما فيما يخص الإنتاج الإجمالي  للحليب الطازج فقد بلغ السنة الفارطة، 3,5 مليار لتر منه 2,6 مليار حليب بقر طازج، يوفر منها للاستهلاك الوطني 1,8 مليار لتر، وهو ما يمثل نسبة 70 بالمائة من الإنتاج الإجمالي، والبقية مخصص للاستهلاك الفردي للمربين، وتربية و تسمين العجول والأبقار الحلوب حديثة الميلاد، مع العلم أن حصة الفرد الواحد من الحليب ومشتقاته بلغت 139 لترا، في الوقت الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة تخصيص 90 لترا من الحليب و مشتقاته لكل فرد في السنة.

ويطمح الديوان إلى بلوغ الاكتفاء الذاتي بخصوص إنتاج الحليب بعد 3 سنوات على أكثر تقدير، يقول  المدير العام للديوان، وذلك بشرط أن تخصص الحكومة ما قيمته 30 بالمائة من فاتورة الاستيراد لعصرنة الإسطبلات واستيراد سلالات جديدة من أبقار الحلوب تضمن رفع الإنتاج المحلي.

الجنوب،، من إنتاج الخضر إلى أكبر منتج للحليب الطازج

كما توقع عليم، تغطية 20 بالمائة إضافية من طلبات السوق الوطنية من الحليب، في حالة فتح مزارع جديدة لتربية أبقار الحلوب في الولايات الجنوبية، على غرار البيّض، أدرار وغرداية، مشيرا إلى أن تقارير اللجان المحلية أكدت نجاح كل تجارب المربين بهذه الولايات بالنظر إلى توفر المياه والأعلاف الخضراء طوال أيام السنة، مع العلم أن عدد الأبقار عند المربين بالجنوب يتراوح اليوم بين 200 و800 بقر حلوب، و الإنتاج اليومي لكل بقرة يتراوح بين 20 و30 لترا في اليوم، وهي التجربة التي ينوي المجمع استغلالها لاستقطاب رجال المال للاستثمار في مجال تربية الأبقار بالجنوب.

ومن بين المشاريع الجديدة التي يدرسها الديوان حاليا مع أحد المصنّعين المتخصص في الصناعات الغذائية، أشار عليم، إلى إنشاء شهر سبتمبر المقبل، مزرعة مندمجة لتربية 3 آلاف بقرة حلوب على مساحة 5 آلاف هكتار بولاية البيّض، وسيقترح الديوان المرافقة التقنية للمصنع مع وضعه على اتصال مع إحدى التعاونيات الفلاحية المتخصصة في استيراد الأبقار الحلوب.

تعاونيات فلاحية لضم الملابن و المربين وجامعي الحليب قريبا

على صعيد آخر، أعلن المدير العام للديوان الوطني للحليب، عن فتح المشاورات مع أعضاء المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة إنتاج الحليب وممثلي الكنفدرالية الصناعية للمنتجين الجزائريين، لإنشاء تعاونيات فلاحية تضم المربين و الملابن وجامعي الحليب لضمان جمع أكبر حصة من الحليب الطازج. وسيتم عما قريب رفع الملف لوزير الفلاحة، لاعتماد الفكرة والشروع في تنفيذها في أقرب وقت، وهو ما يجبر الملابن (عمومية وخاصة) ـ يقول عليم ـ على تطوير نشاطها وعدم انتظار دعم الدولة في مجال مسحوق الحليب لتطوير نشاطها، بالإضافة إلى تقريب المنتجين في الشعبة خاصة وأن الملابن ستساهم عبر التعاونية في استيراد الأبقار الحلوب التي ستوضع تحت خدمة المربين الذين من جهتهم يدفعون قيمة البقرة عبر الحليب الطازج الموجه يوميا للمبلنة.

كما يتوقع مدير الديوان حل العديد من المشاكل المهنية عبر هذه التعاونيات، خاصة في مجال جمع الحليب الطازج المنتج يوميا لدى المربي، بالإضافة إلى تقليص تكاليف استيراد الأبقار، مع العلم أن كل المستوردين يسوقون البقر الحلوب  بهامش ربح يصل إلى 80 ألف دينار، وهي القيمة المالية التي سيتم اقتصادها عند تسليم مهمة الاستيراد للتعاونية نفسها.   

للتذكير يطمح الديوان الوطني للحليب لرفع عدد الأبقار الحلوب بـ200 ألف رأس إضافية بما يسمح برفع إنتاج الحالي بـ1,2 مليار لتر، وهو ما يعادل 123600 طن من مسحوق الحليب، مع اقتصاد ما قيمته 74 مليار دينار من فاتورة استيراد مسحوق الحليب.