"يا جبل ما يهزك ريح"

توعدت القيادة السياسية على لسان رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، اللوبيات التي تستهدف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بالتصدي بحزم لها ولمحاولات أصحاب الأجندات المشبوهة ومن يقف وراءها، والتي تهدف إلى النيل من تماسك المؤسسة العسكرية وتمسكها بمهامها الدستورية في المحافظة على الاستقلال الوطني، والدفاع عن سيادة البلاد وسلامتها ووحدتها الترابية والشعبية.

هذا الجيش الذي يقول رئيس الجمهورية لأفراده إن "وقوفكم إلى جانب الحراك المبارك لبناء جمهورية جديدة نحن بصدد وضع أسسها تحت راية بيان أول نوفمبر كان مصدر إزعاج لأعداء الجزائر من الحاقدين والحاسدين المتسترين بلوبيات مازالت أسيرة ماض ولى إلى غير رجعة"، مؤكدا أنها معروفة في مهدها، ومعروفة بامتداداتها معروفة بأدواتها من الذين لم يتعلموا من تجارب التاريخ التي بينت أن "الحملات اليائسة ضد الجيش الوطني الشعبي مهما تنوعت فنون وشرور أصحابها في التضليل لن تزيد شعبنا إلا التفافا حول جيشه ولن تزيد جيشه إلا انصهارا في شعبه"، وهي الحقيقة التي عكستها أهم شعارات الحراك الشعبي "جيش شعب خاوة، خاوة".

لقد جاء هذا الشعار ليكرس معادلة ذهبية طرفاها الجيش والشعب وهي المعادلة التي تنفرد بها المؤسسة العسكرية الجزائرية التي تأسست على تضحيات الشعب الجسام منذ أول يوم من الاحتلال الفرنسي الغاشم لبلادنا من خلال المقاومات الشعبية التي لم تنقطع إلى ثورة التحرير المجيدة التي أعادت الاستقلال وبنت مؤسسات الدولة الحديثة والتي لعب فيها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني دورا رئيسيا خاصة في مجال البناء والتشييد ووضع أسس الاقتصاد الوطني الحديث في جميع أبعاده.

إن الجيش الذي حافظ على الأمة في إحدى أصعب مراحلها الأمنية في نهاية تسعينيات القرن الماضي فيما عرف بالعشرية السوداء وأحبط كل محاولات تقسيمه وتفكيكه، هاهو يجدد تمسكه بمهامه الدستورية كجيش وطني شعبي ويحبط محاولة جره إلى المربع الذي يريده أعداء الأمة وأعداء المؤسسة العسكرية الساهرة على حدود البلاد وأمنها، خاصة من خلال الدعوات إلى التدخل في الشأن السياسي والتأثير على سير الأحداث السياسية والاجتماعية.

إن الجيش الذي بنى استراتيجيته القتالية والتحديثية على الالتزام بمهامه الدستورية لا يمكن إلا أن يناصب العداء من طرف الطامعين في الخارج والداخل، في خيرات الجزائر، الساعين إلى إضعاف جبهتها الداخلية من خلال محاولة إحداث شرخ بين الشعب والجيش ليسهل عليهم تمرير أجنداتهم الاستعمارية القديمة - الجديدة، لكن الأحداث والتطورات الحاصلة تبين أن هذه الأحلام ستصبح كوابيس تجثم على صدور أصحابها بفضل ما تحقق وما سيتحقق في الجمهورية الجزائرية الجديدة، "فلا تدخلوا بين اللحم والظفر". كما يقول المثل الشعبي، أو كما يقول إخواننا الفلسطينيون: "ياجبل ما يهزك ريح".