الأنصار متحمسون وواثقون من التأهل للموعد البرازيلي
- 1351
وضبط أنصار ”الخضر” عقارب ساعاتهم على (19:15 سا) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، على أمل الخروج في احتفالات عارمة عقب تحقيق زملاء مجيد بوقرة التأهل للمونديال الرابع في تاريخ الجزائر.
وتُركت جميع الأحاديث والمناقشات المتعلقة بمواضيع أخرى بغضّ النظر عن أهميتها جانبا، فقد ارتفعت الإثارة بشكل واضح بين الأنصار، وبدأت دقات القلوب تتسارع يوما بعد يوم وتزداد قوّتها مع اقتراب هذا اللقاء الحاسم. فمن الطارف إلى برج بوعريريج مرورا بعنابة، سكيكدة، جيجل، قسنطينة، باتنة، بسكرة، سطيف، انتشرت بشكل كبير الشعارات الضخمة والأعلام الصغيرة والأقمصة التي تحمل ألوان الفريق الوطني، فتم تعليقها على شرفات المنازل وبواجهات المحلات وبالشوارع وعلى الأعمدة والأشجار، كما غطت عشرات المركبات؛ حيث يمكن رؤية أعلام تحمل اللونين الأخضر والأبيض ويتوسطها هلال ونجمة حمراوان في كل مكان، وهي نفس أجواء التفاؤل التي سادت كامل ربوع الوطن منذ 4 سنوات على بعد أيام قليلة من مباراة أم درمان الشهيرة، والتي خاضها ”الخضر” ضد الفريق المصري، لكن اللقاء الفاصل هذه المرة، سيُلعب بأرض الجزائر.
وتُعد الثقة العمياء أحيانا في قدرات سفيان فيغولي وزملائه في الفوز باللقاء والتأهل على حساب البوركينابيين، ميزة أخرى لهذا اللقاء الهام؛ إذ من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا، إيجاد مناصر متشائم يشك في إمكانية تأهل الجزائر لكأس العالم، التي ستحتضن منافساتها الأراضي البرازيلية، التي تُعد بلد كرة القدم بدون منازع.
بسطيف، على سبيل المثال، ووسط موكب ”مختلط” من المركبات والدراجات النارية التي جابت يوم السبت وسط عاصمة الهضاب العليا، كان أحد المناصرين الذي كان يركب خلف سائق دراجة نارية، يحمل بحماس في إحدى اليدين الراية الوطنية، وفي اليد الأخرى علم البرازيل.
وقال مناصر وفيّ للفريق الوطني زيتوني بن غريب (18 سنة) لدى توقفه لوهلة بساحة 8 ماي 1945: ”لقد تم رسم الطريق نحو البرازيل”... وحتى وإن اعترف بأن اللقاء لن يكون مجرد فسحة إلا أنه ينتظر الكثير من اللقاء، الذي سيخوضه أشبال وحيد حليلوزيتش. ويضيف: ”لقد تابعت بانتباه شديد الندوة الصحفية التي نشّطها الناخب الوطني، والتي بثتها الإذاعة. ولديّ إحساس بأن ”الكوتش وحيد” حضّر خطة الإطاحة بالبوركينابيين بشكل جيد، ولي الثقة التامة فيه وفي أشباله”.
وغير بعيد عن ذات المكان، قال الشاب زعوش ـ وهو صاحب متجر لبيع الأقراص المضغوطة معروف بشكل كبير في سطيف ويعيش أحلى أيامه بعد انتعاش تجارة بيع الأقراص المضغوطة، التي تتغنى بأمجاد الخضر في تحقيق الانتصار ـ إنه من غير الوارد تماما أن لا يتمكن هجومنا من تسجيل 3 أهداف على الأقل.
وفي إطار نفس الأجواء الحماسية، اكتست العديد من مناطق هذه الولاية الواقعة أقصى شرق البلاد، الأخضر والأبيض؛ حيث يجوب مئات الشباب الشوارع الرئيسة للمناطق العمرانية ويلوّحون بالأعلام الجزائرية، في حين يرتدي آخرون ألبسة بالألوان الوطنية ويحيون مواكب السيارات، التي تزيّنت بالأبيض والأخضر، وصنعت منبهاتها أجواء من الابتهاج.
ومن جهته، قال سليم هاني (30 سنة): ”سنفوز حتما على بوركينافاسو؛ لأننا الأقوى”، وهو الرأي الذي يشاطره أصدقاؤه، الذين يجوبون وسط مدينة الطارف وهم يرددون: ”وان، تو، ثري فيفا لالجيري”، مضيفين: ”نحن نقيم الأفراح مبكرا، لكننا نعطيكم موعدا يوم الثلاثاء المقبل على حوالي الساعة التاسعة ليلا؛ حيث ستحضرون الحفل الحقيقي”.
وبهذه الولاية التي تقع على بعد 600 كلم عن الجزائر العاصمة، لاقت المبادرة التي أطلقتها نهاية الأسبوع المنصرم الإذاعة المحلية للطارف من أجل اختيار أفضل شرفة منزل مزيَّنة بالألوان الوطنية، صدى كبيرا بين سكان المنطقة.