بعد مرور خمس جولات من البطولة الوطنية

التحكيم في قفص الاتهام، احتجاجات بالجملة و"الفار" خارج التغطية

التحكيم في قفص الاتهام، احتجاجات بالجملة و"الفار" خارج التغطية
  • 483
ت. عمارة ت. عمارة

أصبح التحكيم في البطولة الوطنية، منذ بداية الموسم الجاري، محور انتقادات قوية واحتجاجات كبيرة من طرف العديد من الأندية، بسبب توالي الأخطاء التحكيمية المؤثرة، التي كان يظن الكثير من الجزائريين، بأنها ستختفي من البطولة الوطنية، باستعمال تقنية الحكم الفيديو المساعد "الفار"، التي بدأ تطبيقها بقرار من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مع بداية الموسم الجاري.

قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مع بداية الموسم الجاري، بتطبيق تقنية الحكم الفيديو المساعد "الفار"، لأول مرة في البطولة الوطنية، في خطوة أرادت بها "الفاف" وضع حد للمشاكل التحكيمية والشكاوى المتكررة، من المظالم التحكيمية، من طرف مسؤولي الأندية والمدربين وحتى اللاعبين، والتي كانت علامة مسجلة في البطولة الوطنية لسنوات، واستثمرت "الفاف" أموالا طائلة من أجل تطبيق هذه التقنية، بمساعدة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي قدم إعانة مادية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تخصص لتطوير كرة القدم النسوية وتدعيم الهياكل والمنشآت، بالإضافة إلى تطوير التحكيم، واستغلت تلك الأموال في تمويل الاعتماد على تقنية "الفار"، بالإضافة إلى إنهاء أشغال مركز التحضيرات الجهوي في تلمسان.

غير أن الجولات الخمس الأولى من البطولة الوطنية، شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية، وبشكل متكرر، ما أثار الكثير من الأسئلة بخصوص جدوى الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، لأن هذه التقنية لا تحضر في جميع المباريات، حيث يجري تطبيقها حاليا في نصف المباريات كل جولة (4 مباريات)، بسبب عدم توفر بعض الملاعب على الشروط اللازمة لتطبيق هذ التقنية، خاصة الملاعب الصغيرة، على غرار ملاعب خنشلة و"20 أوت"، بالإضافة إلى عدم قدرة التلفزيون الجزائري على توفير خدمة تغطية كل المباريات، والعدد اللازم من الكاميرات، لتسهيل تطبيق هذه التقنية، حيث اشترطت الشركة الموفرة لخدمة "الفار" (برتغالية)، توفير ست كاميرات على الأقل، وهي كلها معطيات لم تسمح بتطبيق هذه التقنية بالفعالية المناسبة.

ترجي مستغانم وشبيبة القبائل آخر ضحايا التحكيم

ومنه عرفت الجولة الماضية (الخامسة) احتجاجات كبيرة جدا، بسبب الأخطاء التحكيمية، أولها كان من طرف نادي ترجي مستغانم، الذي انهزم أمام وفاق سطيف بنتيجة هدف دون رد، سجله اللاعب مولاي من ضربة جزاء مشكوك فيها، حيث أصدر الترجي بيانا انتقد فيه الأخطاء التحكيمية للحكم رفيق عوينة، ووصف ضربة الجزاء تلك، بـ"الخيالية"، علما أن مباراة الوفاق والترجي لم تعرف استعمال تقنية "الفار"، كما احتجت شبيبة القبائل أيضا، خلال مواجهتها نادي مولودية وهران، والتي خسرتها بهدفين نظيفين، بعد أن تم إلغاء ضربة جزاء، تحصل عليها الفريق، عندما كانت النتيجة لصالح الحمراوة بهدف دون رد، والغريب أن الحكم حركات احتسب ضربة الجزاء لصالح اللاعب لحلو أخريب، لكن اضطر إلى إلغائها بعد اللجوء إلى تقنية "الفار"، ما أثار الكثير من الجدل بخصوص تقدير الحكام، وهو ما أوضحه المدرب عبد الحق بن شيخة خلال تصريحاته.

يتساءل متابعو البطولة الوطنية، عن سر استمرار المظالم التحكيمية والأخطاء المتكررة، رغم الاعتماد على تقنية "الفار"، حيث يتم التشكيك في قدرة بعض الحكام على استعمال هذه التقنية، بسبب خبرتهم المتواضعة، رغم أنهم تلقوا تكوينا قبل انطلاق الموسم في مقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالقاهرة، في حين أن البعض الأخر يرى بأن الإمكانيات التقنية، وفي مقدمتها عدم توفر العدد اللازم من الكاميرات، لا تسمح بتطبيق هذه التقنية بالشروط الكاملة، وهو ما لا يسهل من مهمة الحكام، لأنهم لا يتحصلون على الزوايا المناسبة عند إعادة اللقطات، ويرتقب أن تلجأ "الفاف" لتحسين هذه العملية، خلال الجولات المقبلة، على أمل التقليل من الاحتجاجات، والمتوقع أن تصل إلى ذروتها مع اقتراب نهاية الموسم الكروي.