بحضور شخصيات سياسية ورياضية ومحبيه
الحاج بديار يوارى الثرى بمقبرة عين البيضاء
- 1441
وري الثرى، اللاعب الدولي السابق ولمولودية وهران، الحاج الهواري بديار، يوم أمس، بمقبرة عين البيضاء بوهران في أجواء مهيبة، حضرها حشد غفير من محبي المرحوم من مختلف ربوع الوطن، والعديد من الشخصيات السياسية، والوجوه الرياضية التي عايشت المرحوم خاصة بمدينته وهران .
شارك في تشييع الجنازة، الوالي السيد مولود شريفي، ورئيس المجلس الشعبي الولائي البروفيسور محمد بوبكر، ورئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين بوخاتم، ومنتخبون محليون، وممثلون عن السلطات الأمنية والعسكرية، ورئيس الرابطة الجهوية لكرة القدم أحمد بن سكران، ورئيس الرابطة الوهرانية غربال ميلود، كما حضر الجنازة زملاء بديار في مولودية وهران، يتقدمهم حميدة عبد الكريم، والذين صنعوا معه شهرة المولودية الوهرانية وطنيا، ومغاربيا، ورافقوه إلى غاية اعتزاله اللعب سنة 1971، ولاعبين سابقين للمولودية من مختلف الأجيال، وآخرين ممثلين عن الأندية الجارة كالجمعية، ورائد وهران، ونجوم الكرة الجزائرية كلخضر بلومي، وعلي بن الشيخ، وفضيل مغارية، والرؤساء السابقون لمولودية وهران يوسف جباري، والعربي عبد الإله، ورؤساء مختلف الجمعيات الرياضية الناشطة بعاصمة غرب البلاد.
كانت بداية قصة الحاج بديار مع رياضة كرة القدم مع فريق جمعية وهران في صنف الأصاغر، بعدما تصيده مدربها آنذاك المرحوم الحاج هدفي في مباراة بأحد أحياء وهران، وعرض عليه الانضمام إلى المدرسة الكروية الوهرانية، فقبل إلى غاية سنة 1956 التي توقف فيها أي نشاط كروي، بسبب اشتداد لهيب الثورة التحريرية حتى غداة الاستقلال، التي عاود اللعب فيها بجمعية هران، لكن لسنة واحدة فقط، وفي السنة الموالية (1963)، اتصل به مسؤولو مولودية وهران من بينهم الجيلالي عبد الحميد، وميسوم الهواري، وآخرون من أجل الالتحاق بفريقهم، وهو ما كان، واستمر عطاؤه حتى موسم 1970/1971، الذي نال فيه أوّل لقب له، وللمولودية، ليعتزل اللعب، وهو في سن الخامسة والثلاثين.
وعكس الكثيرين الذين يعتقدون أن الفقيد بديار عشق منصب قلب الدفاع، منذ بداية مداعبته الكرة، فإنّ أول مركز شغله كان وسط الميدان، وكان ذلك بجمعية وهران، والمتسبب في هذا التغيير يعود إلى مدرب منتخب الغرب الحاج قناوي، الذي طلب من بديار اللعب في محور الدفاع في مباراة رسمية سنة 1964، وهو المنصب الذي اشتهر به بعد ذلك كونه كان يتمتع بقابلية تقنية سهلت عليه التأقلم مع أي منصب مغاير.
أما قصته مع الفريق الوطني، فبدأت أول استدعاء تلقاه من طرف الناخب الوطني آنذاك خباطو موسم 1965/ 1966، وتحديدا يوم 26 فيفري 1963 بمناسبة مباراة دولية كسبها المنتخب الوطني أمام تشيكوسلوفاكيا بنتيجة (2/0)، وكان بديار أول لاعب من القطاع الوهراني يلتحق بالفريق الوطني، الذي لعب له في 10 مباريات دولية بالنخبة الوطنية، وكان المرحوم يؤكد دائما وفي في أي لقاء صحفي على التضحيات التي كان يبذلها من أجل حجز مقعد في الفريق الوطني لغزارة الأقدام الجيدة التي كنت تمارس في البطولة الوطنية آنذاك، وكانت آخر مباراة له يوم 25 جويلية 1965، وانهزم فيها رفقة الفريق الوطني بكوت ديفوار أمام منتخب ”الفيلة” بهدفين نظيفين.
كان المرحوم بديار، يؤكّد خلال مقابلاته الإعلامية أو الخاصة على فضل مدربين على ما وصل إليه في تلك الحقبة الكروية الزاهرة، بداية بالحاج هدفي بجمعية وهران، وواضح، والبرتغالي كارلوس قوميز الذي تحصّل معه بديار ومولودية وهران على أوّل لقب وطني موسم 1970/1971، إضافة إلى المرحوم عبد العزيز بن تيفور، وخباطو، وإبرير بالمنتخب الوطني.
أما عن أحسن مباراة لعبها الحاج بديار، وكان يشيد بها دائما، فكانت تلك التي جرت بملعب 19 جوان بين مولودية وهران ووفاق سطيف (3/0)، وهذا موسم 68/69، ورغم الانتصار إلا أن الوفاق تحصّل على اللقب الوطني بسبب الأفضلية في الأهداف، أما أسوأها، فانهزام المولودية أمام شباب بلكور العتيد بنتيجة (5/1)، وبديار هو من وقع إصابة الشرف فيها للمولودية الوهرانية.
كان الفقيد بديار، يعترف دائما بفضل كرة القدم عليه في نسج صداقات مع لاعبين من مختلف الفرق الجزائرية، أحبهم، وأحبوه وظلوا قريبين من بعضهم البعض، ما قدر لهم الله تعالى البقاء فوق البسيطة، وفي مقدمتهم صديقه الوفي المرحوم فريحة عبد القادر، الذي ظل معه حاضرا دائما لمد يد العون لفريقهما المحبوب مولودية وهران، بالمساعدة في حل مشاكل لاعبيها، ومد النصح الفني لهم في كيفية التعامل فوق أرضية الميدان، وذلك ما أكد عليه مرارا المدافع الدولي عمر بلعطوي، الذي اعترف غير ما مرة أنّ نصائح بديار ساعدته كثيرا على تطوير مستواه، وبالتالي طرق أبواب المنتخب الوطني في تسعينيات القرن الماضي.
وكان بديار نقل إلى المستشفى الجامعي لوهران، وقضى به أكثر من 20 يوما، وتلقى به العلاج، وزيارة محبيه وأصدقائه، وكذلك والي وهران السيد مولود شريفي، غير أن مشيئة الله كانت الغالبة، والتحق بالرفيق الأعلى أمسية أول أمس عن 82 سنة.
«رحم الله الحاج بديار الهواري، وأسكنه فسيح جنانه وألهم عائلته وأصدقائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان”.