ضربت لجنة الانضباط، التابعة للرابطة المحترفة لكرة القدم بقوة، بإصدارها لقراراتها الانضباطية الخاصة بمباراة مولودية البيض ومولودية وهران الأخيرة، في الجولة 13 من البطولة الوطنية، والتي شهدت أعمال شغب ما بين شوطي المباراة، تسببت في تأخير بداية الشوط الثاني لحوالي نصف ساعة، حيث سلطت عقوبات صارمة على الفريق باللعب دون جمهور، في تكرار للعقوبة المعروفة والتقليدية منذ بداية الموسم الجاري، لكن دون التقليل من شبح شغب الملاعب، الذي عاد بقوة هذا الموسم.

سلطت، أول أمس، لجنة الانضباط عقوبة أربع مقابلات دون جمهور على مولودية البيض ومولودية، وهران عقب الأحداث التي شهدتها المقابلة، التي جمعت الفريقين، الجمعة الماضي، بملعب "زكريا مجذوب" لحساب الجولة 13 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، وبالإضافة إلى عقوبة اللعب دون جمهور، قررت ذات اللجنة منع مناصري الفريقين (مولودية البيض ومولودية وهران)، من التنقل مع فريقيهما في البطولة، بالإضافة إلى تغريم الناديين بمبلغ  40 مليون سنتيم لكل منهما، وأشارت الهيئة المكلفة بتسيير المنافسة الوطنية، إلى أن الفريقين سيكونان ملزمين كذلك بدفع تكاليف الخسائر، التي لحقت بملعب "زكريا مجذوب" بالبيض، كما تمت معاقبة لاعب مولودية وهران كيليان قسوم بغرامة مالية، بسبب احتجاجه على قرارات الحكم في المقابلة التي انتهت بفوز مولودية البيض بنتيجة (1-0).

إلى ذلك، تسعى لجنة الانضباط، ومن ورائها الرابطة المحترفة لكرة القدم، إلى محاولة وقف شبح العنف في الملاعب والحد من هذه الظاهرة الخطيرة، التي استفحلت منذ بداية الموسم الجاري، من خلال مضاعفة العقوبات المتعلقة بالمباريات دون جمهور، التي يبدو أنها لم تعط أي نتيجة فعلية إلى حد الآن، رغم العدد الكبير من المباريات التي لعبت وستلعب في الفترة المقبلة، في غياب الأنصار، الذين يبدو أنه لم يأخذ الكثير منهم العبرة من هذه العقوبات، التي جعلت الملاعب الجزائرية خاوية على عروشها، وتذكر الجميع بفترة "كورونا"، عندما كانت المباريات تلعب دون جمهور، والغريب أن أعمال العنف تحدث تقريبا في كل جولة، ما يثير الاستغراب حول دور الأندية في توعية أنصارها، بخصوص تفادي أعمال العنف والتصرف بطريقة حضارية، من أجل تفادي مثل هذه العقوبات القاسية، حيث لم تقم الأندية بأي حملات تحسيسية في هذا التوجه إلى حد الآن، ما عدا ما قامت به إدارة اتحاد الجزائر، عندما توجهت بنداء إلى أنصارها قبل مباراتها الأخيرة في كأس "الكاف" أمام نادي أسيك ميموزا الإيفواري. 

ويرى الكثير من المتابعين، ضرورة بحث الرابطة والأندية عن حلول مشتركة لوقف ظاهرة الشغب في الملاعب، من خلال القيام بحملات تحسيسية وسط الأنصار ونشر التوعية، والأكثر من ذلك، تفعيل لجان الأنصار الغائبة إلى حد الساعة، في وقت تسيطر جماعات الالتراس على مدرجات الملاعب الجزائرية.