يواصل لاعب نادي بارادو، عادل بولبينة، صناعة الحدث في البطولة الوطنية كهداف أول، وأحد أحسن اللاعبين منذ بداية الموسم الجاري، رفقة قائد نادي شباب قسنطينة، ابراهيم ذيب، على عكس كل التوقعات والتقديرات الأولية، التي كانت ترشح لاعبين آخرين من الصف الأول، للتألق هذا الموسم، وفي مقدمتهم الثنائي إسلام سليماني وآندي ديلور، الذي لم ينجح إلى حد الآن في الارتقاء إلى مستوى الآمال المعلقة عليه، في وقت فشل كل اللاعبين الأجانب، الذين كانت تراهن عليهم الكثير من الأندية.

كانت فترة التحويلات الصيفية في البطولة الوطنية، قد شهدت تنافسا شديدا بين الأندية، التي تمولها شركات وطنية من أجل ضم الأسماء الكبيرة، خاصة أندية شباب بلوزداد وشبيبة القبائل واتحاد الجزائر ومولودية الجزائر ومولودية وهران، حيث تهافتت على ضم العديد من اللاعبين الأجانب، مستغلة قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، برفع عدد المحترفين الأجانب في البطولة الوطنية من ثلاثة أسماء إلى خمسة لاعبين دفعة واحدة، كما أن تلك الأندية ذهبت إلى أبعد من ذلك، عندما أبرمت صفقات مدوية مع لاعبين سابقين في المنتخب الوطني، في صورة إسلام سليماني وآندي ديلور ورياض بودبوز والياس حماش، لكن كل ذلك التنافس الشديد لم يعط ثماره المتوقعة داخل المستطيل الأخضر، حيث فشلت أغلب تلك الأسماء (باستثناء بودبوز المتألق في المباريات الأخيرة مع شبيبة القبائل)، في تقديم المستويات المتوقعة منهم، وفي مقدمتهم اللاعبون الأجانب، الذين كانوا بمثابة الصفقات المخدوعة إلى حد الآن، بدليل أن بعض الأندية تسعى إلى فسخ عقودهم خلال الأيام القليلة المقبلة، في وقت كان فشل الثنائي ديلور وسليماني غير متوقع، واكتفى المهاجمان بتسجيل 3 أهداف فقط مع مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، رغم أنهما يلعبان بانتظام.

من جهة أخرى، خطف لاعب نادي بارادو، عادل بولبينة، الأضواء من كل "نجوم" البطولة الوطنية، حيث يرى الكثير من المتابعين، بأنه أفضل لاعب في البطولة منذ بداية الموسم الجاري، على اعتبار أنه هدافها الأول إلى حد الآن، برصيد 8 أهداف في 10 مباريات، وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وكان آخر هدف لبولبينة في البطولة، ذلك الذي سجله أمام وفاق سطيف، أول أمس، بطريقة رائعة جدا، قاد بفضله نادي بارادو إلى تسجيل فوز ثمين في سطيف بنتيجة هدفين لهدف، وتفوق بولبينة على النجوم الكبار في البطولة الوطنية، رغم أنه يتحصل على راتب متواضع جدا، مقارنة بالملايير التي يحصل عليها لاعبون، مثل سليماني وديلور واللاعبون الأجانب، وسمح هذا التألق لابن مدينة جيجل بالتواجد ضمن اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، التي تسعى إلى ضمه خلال الميركاتو الشتوي، كما شهدت البطولة أيضا، تألق قائد شباب قسنطينة ابراهيم ذيب، الذي سجل 5 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة في 10 مباريات، في استمرار لما قدمه مع النادي، منذ الموسم الماضي، وفي تأكيد على أن سياسة الاعتماد على النجوم باتت فاشلة على طول الخط في البطولة، خاصة في ظل الخيارات المثيرة للجدل بخصوص اللاعبين الأجانب، التي باتت تكلف الأندية الجزائرية خسائر مادية بالجملة، بدلا من تقديم حلول فنية دائمة.