أنيس حلاسة (بطل العالم في الكاراتي) لـ "المساء":

حققت حلمي.. وقسما دوت سماء أمريكا

حققت حلمي.. وقسما دوت سماء أمريكا
  • 508
زبير زهاني زبير زهاني

شرّف المصارع في رياضة الكارتي دو، أنيس أيوب حلاسة، صاحب 18 ربيعا من قسنطينة، عائلته وكل الجزائر، وكان مفخرة إفريقيا وكل العرب، بعدما توج ببطولة العالم ونال الميدالية الذهبية خلال مشاركته في الألعاب العالمية، التي أقيمت بمدينة برمينغاهم بولاية ألباما بالولايات المتحدة الأمريكية، بين 8 و9 جويلية الجاري. واستطاع خطف اللقب في وزن أقل من 60 كلغ، من بطل العالم لثلاث مرات وصاحب التجربة والحنكة الكبيرة، البرازيلي دوغلاس سانتوس بروس (36 سنة)، في منازلة تفوّق فيها بالطول والعرض وانتهت بنتيجة 4 مقابل 0، ليضع حلما آخر في طريقه، وهو التتويج ببطولة الألعاب الإسلامية التي ستقام بمدينة قونية التركية، ثم الألعاب العالمية لأقل من 21 سنة، وبعدها الألعاب الأولمبية، حسب ما صرح به لجريدة "المساء" خلال استقباله من طرف السلطات المحلية وأصدقائه بالقاعة الشرفية بمطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة، عند عودته من سفريته الطويلة.

أولا، كلمة عن تتويجك في بطولة العالم ونيلك الميدالية الذهبية في الألعاب العالمية؟

❊❊ الحمد لله على هذا الإنجاز. وحقيقة، التتويج لم يكن سهلا بالمرة رغم أنني سافرت إلى أمريكا للمشاركة في هذه البطولة العالمية، وكلي عزم على تحقيق نتيجة إيجابية. تمكنت من تشريف بلدي، ورفعت الراية الوطنية عاليا. وكان إحساسا لا يوصف والنشيد الوطني يدوي القاعة الرياضية. هذا الفوز كان ثمرة تضحيات ومجهودات كبيرة، سواء من طرفي أو من طرف العائلة، أو من طرف المدرب ثابت إسكندر بدون أن أنسى مجهودات الناخب الوطني، المصري عبد الرجال، ورئيس البعثة الجزائرية إلى أمريكا. أهدي هذا التتويج لكل العائلة الصغيرة والكبيرة، ولفريقي الذي عمل معي وتعب كثيرا في قسنطينة، وإلى كل سكان قسنطينة، والشعب الجزائري، بدون أن أنسى مدير ثانوية الأندلس بحي بالصوف، الذي قدم لي دعما معنويا كبيرا.

هل كنت تنتظر هذا التتويج؟

❊❊ حقيقة، الجميع لم يكونوا ينتظرون تتويجي بالذهب، لكن أنا في قرارة نفسي، كنت مؤمنا بتحقيق نتيجة إيجابية، وكانت لدي قناعة بأن أعود بالميدالية الذهبية من هذه الألعاب، خاصة أنها كانت لي خبرة مع المنتخب الوطني للأواسط، عندما تمكنت من العودة بالذهب. ورغم أني واجهت منافسين من أصحاب الخبرة والباع الكبير في هذا المجال، إلا أن إصراري وثقتي بنفسي مكناني من تجاوز دور المجموعات، الذي كان صعبا جدا. وبعد مرحلة المجموعات، أيقنت أن الذهب من نصيبي رغم المواجهة النهائية الصعبة.

كيف تقيم مستوى البطولة؟

❊❊ المستوى كان عاليا بمشاركة أبطال عالميين من أصحاب الخبرة وأبطال أولمبيين. واجهت في مجموعتي أبطالا عالميين وأولمبيين، فكانت المجموعة تضم الكازاخيستاني أسديلوف دارخان صاحب 34 سنة، المتوج بالبرونز في الألعاب الصيفية الأولمبية لسنة 2020 بطوكيو، والأمريكي رويز فرانك صاحب الأرض والجمهور، والإيطالي كريسانزو أنجيلو صاحب 28 سنة، بطل أوروبا، والمتوج بلقب البطولة العالمية سنة 2018، لكن ثقتي في نفسي ورغم صغر السن، مكنتني من التفوق عليهم، وكانت المواجهة في نصف النهائي ضد الكويتي عبد الله شعبان، الذي يبلغ طوله 1 مترا و90 سنتمترا، شاقة.

عندما سمعت أنك ستواجه في النهائي بطلا عالميا ثلاث مرات، كيف كان شعورك؟

❊❊ أصدقك القول إني كنت من المتابعين والمعجبين بهذا البطل، عندما كنت صغيرا، حيث كنت أتابع أخباره ومنافساته عبر التلفزيون أو الأنترنت. وأن تجد نفسك في مواجهة هذا الاسم البارز في رياضة الكارتي، أمر صعب نوعا ما. كنت متوترا قليلا، لكن الحمد لله، تمكنت من تسيير هذا الخوف والتوتر لصالحي. كنت أقول في نفسي، إن هذا البطل وصل إلى ما هو عليه، بعدما فاز على أبطال في هذه الرياضة. ويجب أن أكون مثله، فالتتويج يجب أن يمر عبر الفوز على أبطال.

 كيف كانت الرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟

❊❊ من الصعوبات التي واجهتني خلال هذه البطولة، إجراءات الرحلة، ومشكل التأشيرة، فالرحلة كانت شاقة، وواجهتنا العديد من الصعوبات، خاصة بعدما تعطلت الرحلة من واشنطن إلى برمينغاهم. مكثنا في الفندق 8 ساعات، وبالمطار 3 ساعات، لكن هذه الصعوبات كانت بمثابة المحفز الذي جعلني أصر على العودة باللقب، وإهدائه إلى الشعب الجزائري، خاصة أن الجزائر كانت تحتفل بمناسبتين غاليتين، عيد الاستقلال والشباب 5 جويلية، وعيد الأضحى المبارك.

كيف تمكنت من المشاركة في هذه البطولة؟

❊❊ هو اختيار دولي على أساس النتائج المحققة سابقا، حيث تم اختياري من طرف الاتحاد الدولي للكاراتي على أساس لقب البطولة الذي حققته سنة 2019 في صنف الأواسط. وكوني أحسن رياضي على المستوى الإفريقي في هذا الوزن، الاتحاد الدولي اختار رياضيين اثنين فقط في هذا الوزن، لتمثيل القارة الإفريقية. وكان لي شرف أن أكون واحدا منهما.

لم نر أنيس حلاسة في ألعاب البحر المتوسط، لكنه أهدى الجزائر الذهب من أمريكا، ما تعليقك؟

❊❊ صحيح، غبت عن المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تم تنظيمها بوهران بالجزائر، وكم كنت متشوقا للمشاركة! لكن كانت هناك أمور أفضل عدم الخوض فيها الآن. وقد عوضني الله خيرا، فـ "عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا". عدم مشاركتي ساعدني أيضا على التحضير الجيد لهذه المنافسة العالمية، وعلى التتويج بالذهب في بطولة عرفت مشاركة رياضيين من مختلف بلدان العالم.

كيف تمكن أنيس من تقسيم وقته بين الدراسة وبين التدريبات؟

❊❊ الأمر صعب نوعا ما، خاصة عند الحديث عن المنافسة في المستوى العالي والبطولات العالمية، لكن هناك العديد من الأطراف التي تدخلت من أجل مساعدتي في التوفيق بين الدراسة والرياضة، خاصة عائلتي وأساتذتي بثانوية الأندلس. أنا قبل البطولة اجتزت شهادة البكالوريا، وأتمنى الحصول على هذه الشهادة، لتكون الفرحة فرحتين، فرحة النجاح في الدراسة، وفرحة النجاح في الرياضة.

  كلمة أخيرة؟

❊❊ تحية إلى كل الشعب الجزائري، وأهنئه بعيد الاستقلال وبعيد الأضحى. أشكركم على حضوركم خلال حفل الاستقبال بمطار محمد بوضياف الدولي. وأشكر جريدة "المساء" التي خصتني بحوار عند عودتي باللقب في صنف الأواسط. كما أشكر السلطات المحلية بقسنطينة، التي خصتني بهذا الاستقبال الحار، وعلى رأسهم الأمين العام للولاية، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، ومدير الشباب والرياضة، والمنتخبان من المجلس الشعبي الولائي والمجلس الشعبي البلدي لقسنطينة. أقول لكم إن هذه هي البداية. وأنيس إذا وجد دعما أكبر، سيشرف الجزائر، وسيرفع علمها في كل المحافل، التي سيشارك فيها. وعلى الشباب الإيمان بقدراتهم لتحقيق أحلامهم.