اقـتربت من الذهـب الأولمبي
خليف تصنع التاريخ
- 671
تواصل الملاكمة الجزائرية إيمان خليف قصتها الملهمة في أولمبياد باريس 2024، عندما تأهلت، أول أمس، إلى الدور النهائي لوزن 66 كلغ، لتقترب من حلم التتويج بذهبية أولمبية، وسط عاصفة عالمية من التنمر والعنصرية، تحدتها الجزائرية بإصرار وعزيمة منقطعي النظير.
دونت إيمان خليف اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الأولمبياد، بوصفها أول امرأة جزائرية وعربية تصل إلى نهائي أولمبي في رياضة الملاكمة، وسط تشكيك موجه بخصوص جنسها، أدرجه الجزائريون في خانة "التمييز"، أراد به البعض كسر حلم امرأة شابة، نشأت في الجزائر وكافحت للوصول إلى العالمية.
وتخطت خليف صاحبة 25 عاما، نظيرتها التايلاندية جانجام سوانافينغ في الدور نصف النهائي لوزن 66 كيلوغرام، بامتياز واقتدار وبإجماع الحكام، وبهذا التأهل، ضمنت الملاكمة الجزائرية فضيةً على الأقل في الألعاب الأولمبية، في انتظار استهدافها الذهبية الأولمبية، الحلم الذي تلاحقه منذ خطواتها الأولى في هذه الرياضة، متسلحةً بدعم ملايين الجزائريين والمتعاطفين والداعمين عبر العالم، خلال أولمبياد باريس، عقب حملة التنمر والعنصرية والكراهية التي طالتها، من خلال التشكيك في أهليتها للتنافس مع السيدات.
ودخلت إيمان خليف قاعة "رولان غاروس" لإجراء المنازلة، وسط دعم جماهيري قياسي من طرف الجزائريين الحاضرين بقوة، وحتى من الجماهير المتعاطفة معها، وضجت القاعة العامرة بالحناجر الجزائرية، بأهازيج دعم الملاكمة الجزائرية التي تحولت إلى أيقونة لدى الجزائريين، والكثير من المتعاطفين عبر العالم.
دعم منقطع النظير للتتويج بالذهب
حظيت منازلة الجزائرية إيمان خليف بمتابعة قياسية من طرف الجزائريين، الذين حبسوا أنفاسهم على موعد مواجهتها للملاكمة التايلاندية، في موقف ذكر الجميع بالمباريات التاريخية لمنتخب الجزائر الأول لكرة القدم، وفي مقدمتها نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 ومباراة الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل 2014، ما يبرز الهالة الكبيرة والشغف الذي تركته خليف في قلوب الجزائريين.
سارع مشاهير الجزائر لتقديم التهنئة للبطلة الأولمبية، يتقدمهم إسماعيل بن ناصر لاعب خط وسط ميلان الإيطالي، الذي نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قال فيها "برافو إيمان على التأهل إلى النهائي، سندعمك حتى النهاية".
وضجت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، برسائل الدعم القوية للبطلة الجزائرية، وتمنيات الجماهير بتتويج خليف بالذهبية الثانية للجزائر في أولمبياد باريس، بعد تلك التي أحرزتها الجمبازية كيليا نمور، قبل يومين.
سقوط الاتحاد الدولي بالضربة القاضية
تقترب الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، من تحقيق انتصار جديد خارج الحلبة هذه المرة، وبالضربة القاضية، في ظل رغبة اللجنة الأولمبية الدولية في إنشاء اتحاد دولي جديد للملاكمة، ليحل محل الحالي الموقوف.
وتشهد العلاقة بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة، توترا كبيرا مُنذ سنوات، لتجرد اللجنة الأولمبية الاتحاد الدولي للملاكمة من أهليته كهيئة عالمية حاكمة للعبة، بسبب قضايا تتعلق بالحوكمة والتمويل، لتتولى اللجنة إدارة منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس 2024.
كان الاتحاد الدولي للملاكمة قد قال على لسان الدكتور فيليباتوس، إن إيمان خليف ولين يو-تينغ ليستا إناثا من الناحية البيولوجية، ووجه انتقادا للجنة الأولمبية الدولية، لاعتمادها على جوازات السفر في تحديد الجنس.
سبق وأن أقصى الاتحاد الدولي للملاكمة إيمان خليف من بطولة العالم، في العام الماضي، لمزاعم واهية، وقال الروسي عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، خلال مؤتمر صحفي "السماح لخليف بالمشاركة في البطولة يمثل نهاية الملاكمة النسائية، ويكرس مفهوم عدم المساواة.. وهذه الأشياء حدثت خلال وجود السيد توماس باخ على رأس اللجنة الأولمبية الدولية".
إتحاد ملاكمة جديد سيكون انتصارا لخليف
يرى متابعون أن رغبة اللجنة الأولمبية الدولية في إنشاء اتحاد ملاكمة جديد، هو بمثابة انتصار للملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي قد تُسقط اتحاد الملاكمة الدولي الحالي بالضربة القاضية، وتحقق انتصارا مهما خارج الحلبة، لا يقل أهمية عن الانتصارات التي حققتها داخلها.
بدورها، لم تتردد اللجنة الأولمبية الدولية في دعم الملاكمة الجزائرية، وعلى وجه التحديد عبر رئيسها توماس باخ، الذي قال في تصريحات إعلامية، عقب حملة إيذاء خليف "إن المضايقات التي كانت إيمان خليف ضحيتها غير مقبولة، ويجب أن تتوقف. وسنبذل قصارى جهدنا لحمايتها وضمان حقوقها".
وزاد "إيمان امرأة، ليس هناك شك في ذلك.. إنها تتبع القواعد بشكل مثالي. نحن إلى جانبها"، مضيفا "الملاكمة الجزائرية إيمان خليف امرأة وليس هناك شك على الإطلاق.. لقد أجرينا اختبارات واسعة النطاق وثبت ذلك".