يرى جلول إبراهيم عز الدين رئيس الاتحادية الجزائرية للشطرنج، أن حصيلة النخبة الوطنية في البطولة الإفريقية التي اختتمت مؤخرا بمدينة وهران مشجّعة، مبديا استعداد هيئته تقديم الدعم اللازم، وتحفيزات أكثر للرياضيين الجزائريين، كاشفا عن الرهان الذي يسعى لبلوغه بمعية الاتحادية بتوسيع ممارسة الشطرنج بالمدرسة.

❊ بداية، ما هو تقييمك للمستوى الفني للبطولة الإفريقية (فردي) للشطرنج التي اختتمت بمدينة وهران بعد تنافس لمدة عشرة أيام ؟

❊❊ هذه البطولة الإفريقية، كانت مفيدة جدا للفريق الوطني، حيث تحصل فيها على تجربة حسنة، خاصة في المنافسات والدورات التي هي مبرمجة هذه السنة 2017، ووقفنا عند تحسن ملحوظ للفريق الوطني (إناث) الذي كان مفاجأة بالنسبة لنا، بما أنه تحصل على ميداليتين فضيتين، وثالثة برونزية، وتأهلت اللاعبة طوبال حياة لبطولة العالم التي ستجري بجورجيا شهر سبتمبر القادم، حتى منتخب الرجال، تحصل على ميداليات في مسابقتي اللعب السريع، والخاطف، وهذا شيئ مشجّع للشطرنج الجزائري.

❊ لكن هناك إجماع على أن المشاركة جزائرية نسوية حسنة ومخيبة عموما لدى الرجال، ولحسن الحظ أن حدوش تأهل لبطولة العالم  قبل هذا الموعد الإفريقي ؟

❊❊ هذا صحيح، ولا يمكن التستر عليها، مشاركة فريقنا الوطني للذكور كانت محتشمة ، لكن أحيانا لم يسعف الحظ بعض لاعبينا الصعود فوق المنصة كحدوش في اللعب الطويل هذا من الناحية التقنية، ولقد لمسنا وعي من لدن رياضيينا، بأنه لا يزال ينتظرهم عمل كبير، وأن الألقاب لا يمكن جلبها في منافسة واحدة فقط، لازالت هناك مواعيد دولية  قادمة مختلفة بما فيها تأهليات كأس العالم، وأولمبياد 2018  إن شاء الله.

❊ ذكرت أنك لمست وعيا لدى الرياضيين الجزائريين بضرورة العمل أكثر، لكن بالمقابل هل تعي الاتحادية الجزائرية شكاوى الرياضيين الجزائريين لقلة المنافسات التي لا تسمح لهم من تطوير مستواهم ؟

❊❊ الاتحادية الجزائرية للشطرنج، أخذت هذا الأمر بعين الاعتبار، ولقد تناولت شخصيا هذا الانشغال مع رئيس الاتحادية الفرنسية للشطرنج، الذي حل بمدينة وهران، وحضر جانبا من هذه البطولة الإفريقية، وأبرمنا بروتوكول اتفاق يتيح للاعبينا المشاركة في دورات عالمية تنظم بفرنسا، واللاعب الجزائري عراب عدلان سيشارك في البطولة الفرنسية للقسم الأول.

❊ هل نفهم بأن عراب سيحترف في فرنسا ؟

❊❊ نعم، بداية من سنة 2018، وهذا حتى يتسنى لعراب تحسين تصنيفه من 2500 نقطة إلى 2600 نقطة عالميا.

❊ وهل ثمة أمور أخرى تضمنها بروتوكول الاتفاق الموقع بين الاتحاديتين الجزائرية والفرنسية ؟

❊❊  حرصنا على تبادل الوفود بين البلدين فيما يخص اللاعبين الشباب، وخاصة الذين يتمتعون بمستوى كبير من أجل الاحتكاك لكسب التجربة .

❊ بالنسبة لطوبال، وهنا لا نتكلم عن الشق المالي، ما هي مكافأتها  لتحفيزها على تطوير قدراتها، خاصة وأنها كشفت لجريدتنا عن طموحها الكبير لطرق مستويات عالمية  أرفع وأكبر ؟

❊❊ سنحفز طوبال كما يجب، بمشاركتها في عدة دورات دولية، ولن نخيبها إن شاء الله .

❊ وماهي الآفاق بالنسبة للاتحادية الجزائرية للشطرنج بعد هذه البطولة الإفريقية ؟

❊❊ ستصوب الاتحادية اهتمامها باتجاه اللاعبين اليافعين، وأنا تكلمت مع رئيس الكونفيدرالية الإفريقية للشطرنج عن احتمال تنظيم بلادنا لبطولة إفريقيا للشباب ، ربما شهر ديسمبر القادم، وسنضبط ذلك مستقبلا.

❊ وماذا عن البرنامج الذي جئت به لمصلحة الشطرنج الجزائري ؟

❊❊ أرى أنه لا يمكن إحداث ثورة في الشطرنج الجزائري دون أن يلج المدرسة كمادة تعليمية، ولنا برنامج كامل مع الاتحاد الدولي للشطرنج، الذي ساعدنا، وسيستمر في ذلك، والعتاد والوثائق وكل اللوازم الأخرى بحوزتنا، لم يبق لنا سوى إبرام اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية، وقد طلبت موعدا للالتقاء بالسيدة الوزيرة نورية بن غبريط للتباحث حول هذا الموضوع، لأنه مفيد جدا لأطفالنا، ولمستقبل الشطرنج في بلادنا، فهذه اللعبة مفيدة للذهن، تنشط الذاكرة، وصالحة في ميادين كثيرة أخرى، حتى لبعض المرضى خاصة من لهم صعوبة في الاستيعاب، وهذا ما وقف عنده المختصون في عديد الدول في العالم. ولقد بدأ تفعيل هذا البرنامج بالمدارس الخاصة، وبمدينة وهران انطلقت مدرسة صاري في تخصيص حجم ساعي لمتمدرسيها لممارسة الشطرنج. كما ستركز الاتحادية الجزائرية على تكثيف تنظيم المنافسات الدولية، وهذه البطولة الإفريقية هي الأولى التي تنظم في الجزائر، وبمدينة وهران تحديدا، وقبل ذلك نظمت الاتحادية منافسة منطقة شمال إفريقيا مع دول الساحل من 11 إلى 19 ماي ماي الفارط بفندق «إكرام» بالجزائر العاصمة .

❊  وما هي كلمتك الختامية ؟

❊❊ أؤكد أن الشطرنج الجزائري لن يبلغ آفاقا واعدة إلا بالمتمدرسين، فيجب غرس هذه اللعبة بالمدرسة، وهذا رهان نسعى بكل جهدنا لبلوغه.