رئيس الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي البروفيسور كونسطو أونطوان رو لـ ”المساء”:
غياب التنسيق حرم الاتحاد من الألعاب الإفريقية
- 1201
أثار غياب نشاط الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي عن دورة ألعاب الشبيبة الإفريقية التي احتضنتها الجزائر منذ أسابيع قليلة فقط، ردود أفعال كثيرة، لاسيما من أعضاء الاتحاد، يتقدمهم رئيسه الإيفواري البروفيسور كونسطو أنطوان رو، الذي عبّر في حوار مطوّل مع ”المساء”، عن دهشته من إقصاء الطب الرياضي من قبل اللجنة المنظمة للألعاب. وقد تحدث البروفيسور رو بكثير من الدهشة والاستياء لاسيما لما قال إن الجزائر هي مهد الطب الرياضي في إفريقيا، منوها بدورها التاريخي الكبير في إنشاء هذا الاتحاد.
❊❊ كيف تفسرون غياب نشاط الطب الرياضي في دورة ألعاب الشبيبة الإفريقية التي جرت مؤخرا في الجزائر؟
— صراحة لم أجد مفهوما لغياب نشاط الطب الرياضي عن تلك الدورة.. أنا فعلا مصدوم مما حدث، لكن في النهاية أدركت أن هذا الخطأ يرجع بالدرجة الأولى، إلى غياب التنسيق بين اللجنة المنظمة للدورة والاتحاد الإفريقي للطب الرياضي بالرغم من أن هذا الأخير شارك في الجمعيتين العامة والاستثنائية لاتحاد الكونفدراليات الإفريقية الرياضية، المنعقدتين بالعاصمة المصرية القاهرة خلال شهر ماي من السنة الجارية، وهنا يُفترض أن يقوم هذا الأخير بإعلام الجزائر بضرورة تسجيل مشاركة الطب الرياضي في دورة ألعاب الشبيبة الإفريقية.
❊❊ وهل يمكن الاعتقاد أن اللجنة المنظمة لتلك الألعاب (كوجا) قامت بإقصائكم عمدا من هذه الدورة؟
— أجيبكم بالتساؤل التالي: هل قامت اللجنة المديرة لاتحاد الكونفيدراليات الإفريقية الرياضية بإعلام اللجنة المنظمة لدورة ألعاب الشبيبة الإفريقية (كوجا)، بضرورة إشراك اتحاد الطب الرياضي في إفريقيا في هذه الدورة مثل ما فعلت في دورات الألعاب الإفريقية التي جرت في كل من جوهانسبورغ، مابوتو، هراري، أبوجا، الجزائر وبرازافيل؟ لا أدري، ويجب التحقيق في هذا الأمر.
❊❊ هذا رغم أن أعضاء من اتحاد الطب الرياضي الإفريقي كانوا متواجدين خلال أطوار دورة ألعاب الشبيبة الإفريقية، منهم الدكتور أعمارة توري من التشاد.
— بل حضر هذه الألعاب ثلاثة أعضاء من اتحاد الطب الرياضي في إفريقيا، وهم الدكتور عمارة توري، الذي كلفته شخصيا بتمثيلي في تلك الدورة، والبروفيسور رشيد حنيفي من الجزائر، وهو رئيس سابق للجنة الأولمبية الجزائرية، والذي طلبت منه أن يتصل بالطبيب الجزائري محمد ياسين، الذي يرأس الاتحاد الجزائري للكرة الحديدية، وكان قد وعدني في اجتماع اللجنة المديرة لاتحاد الكونفيدراليات الرياضية الإفريقية بالاتصال برئيس اللجنة المنظمة لألعاب الشبيبة الإفريقية بالجزائر، لدعوتي لحضور هذه الدورة وتقديم ندوة حول الطفل والرياضة، كنت قد أعددتها؛ شأني شأن مواطني الدكتور داح سيريل، الذي يرأس اللجنة العلمية لاتحاد الطب الرياضي بإفريقيا، واللجنة الطبية لاتحاد الكونفدراليات الإفريقية الرياضية.
❊❊هل تلقيتم تقارير عن غياب الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي في دورة الجزائر؟
— طبعا، لقد وصلتني تقارير مفصلة من البروفيسور رشيد حنيفي والدكتور أعمارة توري عن غياب اتحادنا في تلك الدورة.
❊❊ لكن كثيرا من الأمور لاتزال غامضة بخصوص غياب اتحادكم عن تلك الدورة.. اتحادكم لم يبادر مثلا بتنظيم اجتماع تقني للجنة الطبية، وحتى تنظيم اجتماع للجنة المضادة للمنشطات، هل مثل هذه الأمور تعكس بالفعل غياب تنسيق في صفوف اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا؟
— اتحادنا ليس مسؤولا عن عدم برمجة نشاطاته في ألعاب الشبيبة الإفريقية بالجزائر، ذلك أنني أصدرت أوامر للأمين العام لاتحادنا كي يتصل باتحاد الكونفيدراليات الإفريقية الرياضية ويعلمه بعدد وترتيبات دعوات حضور خمسة أعضاء من الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي، الذين كُلفوا بالتنسيق مع اللجنة المنظمة لألعاب الشبيبة الإفريقية بالجزائر وترتيبات سفرهم إلى العاصمة الجزائرية وكيفية التكفل بهم في عين المكان، فضلا عن إعلام اتحاد الكونفيدراليات الإفريقية عن برامج اتحادنا بتنظيم مداخلتين علميتين خلال تلك الألعاب، واحدة كنت سألقيها أنا شخصيا، وأخرى من طرف الدكتور شريف رزق الله.. كل هذه المعلومات بلّغناها كلا من رئيس اتحاد الكونفيدراليات الإفريقية والرئيس المؤقت لـ ”أكنوا” مصطفى بيراف، والدكتور محمد ياسين كافي.
❊❊ هل نفهم من كلامكم أن اللجنة المنظمة لألعاب الشبيبة الإفريقية، هي الطرف الوحيد الذي رفض مشاركة اتحاد الطب الرياضي الإفريقي في تلك الألعاب؟
— لقد طرحتم عليّ سؤالا محرجا.. لكن أتمنى من أعماق قلبي أن لا تظهر مشاكل شخصية تعرقل وتعكر مسار وهدوء مؤسساتنا الرياضية القارية؛ لأنه إذا حدث أمر مثل هذا فسيكون الوضع مؤسفا.. بالنسبة لي أبقى متفائلا بالمستقبل.
❊❊ أمام هذا الوضع، هل سيقوم اتحاد الطب الرياضي في إفريقيا برفع تقرير مفصل إلى اتحاد الكونفيدراليات الرياضية الإفريقية الذي تتمتعون فيه بالعضوية؟
— سنقوم بهذا الإجراء الذي يُعد تحصيلا حاصلا لما وقع لنا كاتحاد في ألعاب الشبيبة الإفريقية بالجزائر.. ولقد سارعنا كمرحلة أولى إلى مطالبة أميننا العام المتواجد بالقاهرة، بإرسال برقية احتجاج إلى اتحاد الكونفيدراليات الرياضية الإفريقية.
❊❊ لقد مرت فترة زمنية طويلة على تاريخ تأسيس أول اتحاد إفريقي للطب الرياضي، كيف تقيّمون العمل المنجز من طرف منظمتكم؟
— لقد تأسّس اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا في 1982 بعاصمة الجزائر.. العمل الذي أنجزناه كان كالتالي: لقد نجحنا في عقد اجتماع لمكتبنا التنفيذي بالقاهرة كل سنة. اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا يشارك في كل اجتماعات اتحاد الكونفيديراليات الرياضية الإفريقية؛ حيث نحن عضو مؤسس في هذا الاتحاد. اتحادنا ينظم منذ نشأته ندوات حول الطب الرياضي لمدة يومين خلال كل دورة للألعاب الإفريقية. لقد أنشأنا أربع لجان دائمة (علمية، تربية، اختصاص طبي، المرأة والرياضة). نفتخر بإصدار بيان سنوي يتحدث عن نشاطاتنا، نحصل على اشتراكات سنوية من الجمعيات الطبية الوطنية. اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا يسجل كل سنة انخراط عدد من الأطباء ينضمون إليه فرادى. اتحاد الطب الرياضي في إفريقيا عضو في الاتحاد العالمي للطب الرياضي ويحتل ضمنه منصب نائب رئيس، ومنصبا آخر كعضو ممثل لإفريقيا. في اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا توصلت رفقة زميلي الفرنسي البروفيسور ميش ريو، إلى إنشاء شراكة في الطب الرياضي مع جامعة ليوبولد سانغور المتواجده بالإسكندرية.
❊❊ ما هو الدور الذي لعبته الجزائر من أجل إرساء الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي في القارة الإفريقية؟
— الجزائر هي مهد الطب الرياضي في إفريقيا؛ حيث نشأ فيها، واحتضنت أول مقر للاتحاد الإفريقي للطب الرياضي، ومنصب أمين عام الاتحاد كان من نصيب البروفيسور الجزائري المرحوم العربي مخالفة الذي كان يقوم أيضا بدور أمين الخزينة في الاتحاد.. إلا أن مقر الاتحاد تم تحويله فيما بعد إلى القاهرة بسبب الأحداث المؤلمة التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات.. أتذكر المشاركة القيّمة لاتحاد الطب الرياضي في إفريقيا خلال الألعاب الإفريقية التي احتضنها بلدكم في سنة 1978. آنذاك قمت بزيارة للمركز الطبي الرياضي الذي كان محل إعجاب الجميع بالنظر إلى امتلاكه أجهزة طبية حديثة وتسييره من طرف مسؤولين وأطباء أصحاب مهنية كبيرة، منهم البروفيسور رشيد حنيفي، الذي نشط بصفته عضوا في المكتب التنفيذي، عدة ندوات طبية في دورات الألعاب الإفريقية، منها دورتا مابوتو وبرازافيل.. ولايزال اتحاد الطب الرياضي بإفريقيا يسجل انخراط أطباء جزائريين مختصين في الطب الرياضي، آخرهم الطبيبان مازري محمد وكواش فرحات. كما أن اسم المرحوم البروفيسور العربي مخالفة موضوع على رأس مراسلات الاتحاد الإفريقي للطب الرياضي بالنظر إلى الدور التاريخي الذي لعبه هذا الشخص في إنشاء وبعث منظمتنا سنة 1982، وهذا لتبيان الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في تطوير وإرساء قواعد الطب الرياضي في إفريقيا، لكن أنا متأسف جدا لكون الجزائر بصفتها مهد الطب الرياضي بإفريقيا، غابت عن الموعد مع التاريخ في ألعاب الشبيبة الإفريقية التي جرت مؤخرا بعاصمتكم؛ لعدم برمجة نشاطات الطب الرياضي في هذه التظاهرة الرياضية القارية.
❊❊ كيف تنظرون إلى مستقبل الطب الرياضي في إفريقيا؟
— ما نريده نحن عائلة الطب الرياضي في إفريقيا هو أن نتضامن فيما بيننا ونشارك في أكبر عدد من الندوات الخاصة بالطب الرياضي في القارة الإفريقية؛ لكي نواصل تكوين الأجيال القادمة.
❊❊ من هم الأشخاص أعضاء الحركة الرياضية الجزائرية، الذين لازلتم تربطون معهم علاقات صداقة وعمل؟
— لن أنسى أبدا قيمة وشخصية البروفيسور الجزائري العربي مخالفة الذي كان متقدما في كيفية التفكير بالنهوض بالطب الرياضي، حيث أنجز مخططا للطب الرياضي.. ولازلت أتذكر مساهمات الدكتور الجزائري سلطاني، عضو الكونفيدرالية الإفريقية للملاكمة والبروفيسور رشيد حنيفي، لكن أريد التنويه هنا بشخصية رياضية جزائرية كبيرة على مستوى وطنكم وعلى المستوى الدولي، والمتمثلة في أخي وصديقي حميد حسين أوصديق الذي أعرفه منذ سنوات طويلة، وكنت أجتمع به في مقر اليونيسكو بباريس؛ حيث كان يعمل كخبير مسؤول عن قسم الرياضة بهذه المنظمة العالمية. أوصديق رجل متمكن في مهنته وله رؤية بعيدة للأشياء. كان من المفروض أن يتم تعيين حميد أوصديق أمينا عاما للمجلس الرياضي في إفريقيا، لكن ظروفا خاصة لا أريد ذكرها هنا، حالت دون ذلك.. لقد خسرت إفريقيا رجلا ومسيّرا ذا مستوى عال!