العربي بورعدة (بطل إفريقيا في العشاري) لـ «المساء»:
غيّرت المدرب وهدفي الصعود فوق المنصة في بطولة العالم بلندن
- 857
كان نجما جزائريا بدون منازع في الألعاب الأولمبية الأخيرة بريو دي جانيرو البرازيلية، بإرادته وإصراره على تحدي الصعاب وتشريف الألوان الجزائرية ببلاد «السامبا»، فبادله الجزائريون الشكر والتحية والاحتضان الشعبي الكبير، كما كانت عليه الحال في مدينة وهران منذ أيام قليلة، فكان لجريدة «المساء» نصيب في ذلك، وتقربت منه لمحاورته حول عدة نقاط تخصه ومستقبله، فكانت هذه الدردشة على عجل، هنا فصولها...
بداية، ما هو انطباعك بحضورك كضيف شرف في هذه الطبعة الثانية لسباق خطوات وهران؟
ج: طبعا أنا مسرور جدا بتواجدي في مدينة وهران المعروفة بكرمها وطيبة ناسها، وأشكرهم كثيرا على حسن الضيافة.
وماذا تقول عن المشاركة في سباق خطوات وهران؟
حقيقة دهشت لعدد المشاركين، خاصة تواجد مشارك شيخ من مدينة غليزان تفوق سنه الثمانين، وهذا أمر مفرح، وأتمنى التوفيق للجميع.
كعدّاء، ما رأيك في مثل هذه المبادرات؟
لا يسعني إلا أن أثمّنها، وأشكر المبادرين بإقامتها. حقيقة أنا سعيد بها؛ لأنها تتيح للعائلات المشاركة التنفيس عن نفسها ولا تقتصر على سن معيّنة وجنس بعينه دون آخر، والحفاظ على صحة أفرادها والمجتمع ككل، وهذا هو الأهم. حقيقة، إنني بمثل هذه المبادرات التي تجلب أكبر عدد ممكن من المواطنين وليس الرياضيين فحسب لممارسة الرياضة. وأعجبتني كثيرا حماستهم بمشاركتهم في السباق وبرؤيتهم لشخصي. وأتمنى أن تتكرر مثل هذه االسباقات ومعها تواجدي بمدينة وهران.
نلتفت الآن إلى بورعدة، كيف هي أحواله ونشاطه؟
إلى حد الآن لازلت مستمرا في التدريبات، وأحضّر لبطولة العالم التي ستجري بلندن شهر أوت 2017. أرجو أن نبتعد عن الإصابات، وأتمنى التوفيق من عند الله تعالى.
وما هو الهدف المستقبلي لبورعدة؟
هدفي وما يهمني هو الصعود فوق المنصة في بطولة العالم بلندن، بدون اعتبار للرتبة التي أحصل عليها، لأن الاختصاص الذي أمارسه صعب جدا، ولم يسبق لرياضيّ جزائري أن لامس الإنجاز الذي حققته، المهم بالنسبة لي هو الصعود فوق المنصة وفقط.
ألا ترى أن تحضيراتك متأخرة تحسبا لهذا الحدث العالمي؟
شيئا ما.
وما هو السبب؟
بسبب أنني غيّرت المدرب الذي يشرف على تحضيراتي.
وهل إقدامك على تغيير المدرب راجع لانعكاسات ما حدث بعد عودتكم من أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، والسجال الكلامي بين مدربك السابق ماهور باشا ورئيس الوفد الجزائري إلى الأولمبياد عمار براهمية تحديدا؟
لا ليس ذلك، أؤكد أن الدافع إلى تغيير المدرب راجع لأسباب شخصية بحتة.
طيّب، ألم يتأثر بورعدة بالتصريحات والسجال المتبادَل بين ماهور باشا وعمار براهمية؟
تأثرت، لأنه لم يكن مستحبا من أي كان أن تصل الأمور إلى ذلك السجال الحاد وتقاذف الاتهامات. المنطق يقول إن الرياضة تبقى رياضة كما هي الحال في جميع الدول، وكل واحد يلزم منصبه وصلاحياته.
هل ترى أن المسؤولين أنصفوك بعد أولمبياد البرازيل؟
إلى حد الآن لم أتلق أي شيء ملموس.
بالإضافة إلى بطولة العالم بلندن، ما هي الاستحقاقات الأخرى التي تنتظرك في المستقبل؟
ألعاب البحر الأبيض المتوسط بتاراغونا التي كانت مقررة في 2017 وأُجلت إلى السنة الموالية 2018. وبذات السنة هناك استحقاق البطولة الإفريقية، وسنستعد بجد حتى نكون في المستوى.
أن تكون في المستوى يرتبط بتوفير إمكانيات، هل سيحوز بورعدة على أفضل ما كانت بين يديه قبل ولوجه أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، والتي كانت محط حديث العام والخاص؟
إلى حد الآن لا أتوفر على أي شيء، فقط ما أقوله هو أنني غيرت مدربي، واقترحت واحدا من جنسية أوكرانية، أتكتم عن اسمه حاليا إلى غاية الموافقة عليه من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، وبعدها أباشر العمل معه.
كيف تعامل بورعدة مع الاحتضان الكبير للشعب الجزائري بعد حصوله على تلك النتيجة المرضية في البرازيل بأبسط الإمكانيات؟
الحمد لله كان الاحتضان كبيرا من قبل الشعب الجزائري، الذي أشكره كثيرا على موقفه تجاه شخصي، حتى إنني كنت أجد صعوبة في التجوال لوحدي لكثرة المتعاطفين معي والمشجعين.
صراحة، ألم تشعر بأن ذلك الاحتضان والتعاطف الشعبيين الكبيرين تجاه شخصك هو تعبير في جانب ما عن «حقرة» تعرضت لها؟
هذا صحيح، ولأجل ذلك خُصص لي ذلك الاستقبال الرائع، لأن الجميع وقف عند مثابرتي ومعاناتي، حتى حققت تلك النتيجة الإيجابية في أولمبياد البرازيل، حتى إنني سُميت بالمكافح، وأصبحت قدوة، والحمد لله على هذه المكانة التي وصلت إليها، وأشكر كثيرا كل من ساندني من قريب أو بعيد.
هل من كلمة أخيرة؟
أشكر سكان ولاية وهران على استضافتهم الحارة لشخصي بمدينتهم. يشرّفني أن أكون بينهم، وأتمنى التوفيق للجميع.