بتتويجه بذهبية في الـ 1500 م

مخلوفي ينقذ المشاركة الجزائرية

مخلوفي ينقذ المشاركة الجزائرية
  • 1718
 
 
توج توفيق مخلوفي بطلاً أولمبيا في سباق 1500 متر بقطعه المسافة في ظرف 3 دو34 ث و/08/100 في النهائي الذي جرى أول أمس الثلاثاء بلندن.

وجاء مخلوفي في المرتبة الأولى متقدماً على الأمريكي ليونيل مانزو في المرتبة الثانية بـ 3 د و34 ث و79/100 وفي المرتبة الثالثة المغربي عبد العاطي ايغدير بوقت 3 د و35 ث و13/100 وبفضل هذا الإنجاز التاريخي يكون العداء مخلوفي قد أخرج المشاركة الجزائرية من عنق الزجاجة وحفظ لها ماء الوجه بعد أن ظل حصادها تحت درجة الصفر، بالرغم من الأموال الباهضة التي صرفت على تحضيرات رياضيينا الذين إستنفروا عبر عدة بلدان في العالم دون أن يترجموا ذلك إلى واقع ملموس، فجاءت نتائجهم سلبية ومخيبة للآمال، بل وجاءت تصريحات معظمهم مظللة، حين حاولوا إيهام الراي العام الرياضي بأنهم لم يستفدوا من التحضير الجيد وأنهم ذهبوا ضحية سوء البرمجة، مثلما قالت صورايا حداد التي إستفادت من تربصات في طوكيو وأشادت قبيل إنطلاق الأولمبياد بما أنجزته هناك، قبل أن تنقلب على تصريحاتها أو ما قاله السباح كباب الذي قضى موسمه في التحضير في الخارج دون أن يعطي الإنطباع على أنه إستفاد من كل ما هو جميل في تحضيرات ما قبل الأولمبياد...

إن الإنجاز الكبير الذي حققه توفيق مخلوفي في أولمبياد لندن، قد يترجم حالة نادرة في المشاركات الجزائرية بالنظر إلى المسار الصعب الذي قطعه هذا العداء والذي كان بعض الفنيين في الاتحادية الجزائرية لألعاب القوىيشككون في قدراته وأن فيهم من أدار له ظهره، بحجة أنه لا يملك المواصفات التي تجعل منه بطلًا في المستقبل، ولولا الدعم الذي تلقاه من بعض التقنيين من خارج الاتحادية والذين كانوا يرون فيه عكس كل التوقعات مشروع بطل مستقبل لما تحقق له اليوم هذا الإنجاز ولما تعانق اليوم أولئك الذين جازفوا بمستقبله، حين قرروا مشاركته في تصفيات 800 م وهم يدركون في قناعة أنفسهم بأن الرهان غير مضمون وأن العداء مخلوفي سيشارك فيه خارج إرادته، لأن تركيزه كان منصباً على إختصاص 1500 م وأن إصابته حتى ولو كانت طفيفة لا تسمح له بخوض سباقين كبيرين في ظرف قياسي.

ولا شك إن العارفين بمسار مخلوفي والمراحل التي قطعها في مشواره الرياضي بدءاً من مهده الأول في مدينة سوق أهراس حيث كان يتدرب خارج الأضواء، يدركون فعلا أنه كان يتمتع بخصائص الأبطال، وهم يجمعون بأن الفضل كل الفضل يعود إلى مدربه في مسقط رأسه، حيث إستطاع أن يصقل مواهبه، وحتى عندما إكتشفه البعض من خارج ولاية سوق أهراس و أرادوا الوقوف إلى جانبه من خلال إقتراحه على مسؤولي مولودية الجزائر، لم يجد الرعاية الكافية أو الإهتمام الذي يشجعه على تفجير طاقته إو صقل مواهبه.

لكن إرادة مخلوفي في مواجهة التحديات كانت دوماً سلاحه الذي قاده إلى المجد، إذ كان يتدرب إلى جانب كوكبة من العدائين في ظروف صعبة، وكان يضطر إلى الإبتعاد عن الأضواء، ويروي البعض ممن عملوا إلى جانبه أو أشرفوا على تدريباته في فترات متقاطعة، أنه أثناء إستفادته من تربصات المنتخب الوطني، كان يتدرب حتى خارج البرنامج وكان يتدرب ليلا ونهاراً وكان شعاره دوما ترجمة طموحاته كعداء يريد أن يتسلق قمة المجد بسرعة مادامت لديه الرغبة في تجاوز المعوقات المختلفة التي واكبت مساره وكادت ترهن حظوظه، بعد أن أرغمه البعض على المشاركة في تصفيات 800 م...

لكن وفي كل الحالات يجب أن لا نجعل من هذا الإنجاز الشجرة التي تغطي الغابة، وعلى الذين فشلوا في أولمبياد لندن أن يصارحوا الراي العام الرياضي الوطني، بأسباب هذا الفشل الذي مللنا إجتراره، وللحديث بقية.