قال عبد المالك آيت موفق، المدير الفني الوطني بالاتحادية الجزائرية للجيدو لـ"المساء"، على هامش البطولة الوطنية للأواسط التي احتضنتها مؤخرا القاعة متعددة الرياضات "هدفي ميلود " بوهران، إن الاتحادية سجلت بارتياح كبير، نجاح بطولة الأواسط بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المحلية لولاية وهران، والتنسيق الكبير والمحكم بين رابطة وهران للعبة، ومديرية الشباب والرياضة، وهذا يؤشر على نجاحات أخرى قادمة  للعبة.

وأضاف عبد المالك آيت موفق مقيّما مستوى بطولة الأواسط تنظيميا وفنيا: "حضور أكثر من 650 مصارع ومصارعة ممثلين لأكثر من 200 ناد من 35 ولاية، يدل على التطور الكبير لرياضة الجيدو، والدينامكية التي تعرفها اللعبة في الجزائر. ورغم كثافة المشاركين  إلا أن التنظيم كان محكما، وكان في أحسن صورة تشرّف المنظمين، ومدينة وهران".

وواصل: "إفرازات البطولة فنيا أكدت أننا نملك خزانا بشريا نوعيا وواعدا، ومصارعين موهوبين سيكونون خير خلَف لأحسن سلف. الندّية كانت كبيرة فوق البساط. والمستوى الفني والتكتيكي كان أفضل مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا يؤكد على العمل الجدي الذي تقوم به الأندية والرابطات تكوينا وتأطيرا".

ولم يفوّت محدثنا التأكيد على أن بطولة الأواسط كانت خطوة هامة لهؤلاء المصارعين الموهوبين، من أجل طرق أبواب الفريق الوطني، والانضمام إلى تعداده المقبل على استحقاقات هامة، تتقدمها البطولة الإفريقية المقررة بالعاصمة الأنغولية لواندا، في شهر جويلية المقبل.

وعبّر محدثنا عن إعجابه بحضور الجماهير الغفيرة التي قصدت القاعة متعددة الرياضات، والتي بثت حماسا كبيرا طيلة أيام البطولة، سواء في المنازلات الإقصائية أو النهائية. وأضاف في هذا الخصوص: "لقد تفاجأنا وسررنا كثيرا بالحضور الكثيف للجمهور، الذي زاد في حماسة المصارعين، وإصرارهم على الفوز فوق البساط. والحقيقة أن رياضة الجيدو بحاجة ماسة إلى تواجد الجمهور. ومناصرتهم لها تزيد من شعبيتها وجماهيريتها ".

كما ثمّن آيت موفق استعمال تقنية الفيديو المساعد " الفار "، والتي رآها خطوة نوعية نحو الاحترافية في مجال التحكيم. وقال: "كانت تقنية "الفار" عاملا مساعدا وحاسما في اتخاذ القرارات السليمة في بعض المنازلات التي شهدت جدلا. كما إن هذه التقنية جاءت في وقتها، حتى يتعود عليها مصارعونا قبل ولوجهم الاستحقاقات الدولية".  

وأشاد المدير التقني الوطني بالحصيلة الرائعة التي تحصّل عليها المنتخب الوطني للأشبال بالعاصمة الأردنية عمان، بعد تتويجه باللقب العربي عن جدارة واستحقاق. وعلّق على ذلك قائلا: "تتويج منتخبنا في الأردن لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل جاد وتخطيط مدروس على مدى سنوات بالاتحادية والمديرية الفنية، وهذا يؤكد على امتياز الجيدو الجزائري عربيّا وإفريقيّا".

وأبدى عبد المالك آيت موفق تفاؤلا كبيرا بمستقبل الجيدو الجزائري في ختام حديثه مع "المساء"، حيث قال :" متفائل جدا بمستقبل الجيدو في الجزائر، وتألقه دوليا، فنحن نملك جيلا مميزا من المصارعين الواعدين، يحتاجون فقط للتأطير الجيد. وأحيّي الأندية والرابطات على اجتهادها. والاتحادية على استعداد لدعمها بما تستطيع، ولمن يستحق ".