2017 عام للنسيان لكرة القدم الجزائرية

2017 عام للنسيان لكرة القدم الجزائرية
  • القراءات: 3894

2017 سنة كانت سوداء على المنتخب الوطني الجزائري وكرة القدم في الجزائر، ميزها الفشل الذريع على كل المستويات، بداية بالخيبة الكبيرة التي أصابت الجزائريين بعد الخروج المبكر من منافسة كأس أمم إفريقيا بالغابون، إلى الإقصاء من المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا، مرورا بالعديد من المشاكل الأخرى، التي أدت إلى التغيير في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ومنه الدخول في عهد جديد.

الخروج المبكر من كأس إفريقيا لن ينساه الجزائريون

لن ينسى الجزائريون الخيبة الكبيرة من إقصاء منتخبهم الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون في الدور الأول للنسخة 31، فلم يتجرع ذلك إلى حد الآن، وضربت تلك الهيبة بظلالها على الكرة عامة، فقد كان مشوار الخضر في تلك الكأس مخيّبا. ولن يتعرف الجمهور الرياضي على فريقه الذي كان من أحسن المنتخبات الإفريقية قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ،  حيث خرج زملاء براهيمي بدون تسجيل أي فوز في الغابون؛ بتعادل في الجولة الأولى أمام زيمبابوي (2-2)، ثم خسارة أمام تونس (1-2)، وأخيرا تعادل جديد أمام السنغال (2- 2)، هذه الخيبة عجلت برحيل المدرب البلجيكي ليكنس، الذي انتقد رئيس الفاف عن استقدامه لتدريب المنتخب الوطني.

الخروج المبكر من كأس أمم إفريقيا أتى على خروج رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة من مبنى دالي براهيم بعد عهدتين على رأس الفاف، بعد أن تعرّض لحملة كبيرة من قبل بعض التقنيين ووسائل الإعلام وحتى وزارة الشباب الرياضة، مثلما كان يقال آنذاك، ليقرر الحاج عدم الترشح لعهدة أخرى، تاركا المجال أمام المرشح خير الدين زطشي.

غياب عن المشاركة في كأس العالم

بعد مرور ثلاث سنوات من تألق "الخضر" على إيقاع السامبا البرازيلية في مونديال 2014 بتوقيع تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي، سقط الفريق الوطني مجددا في غياهب الخيبات، إثر عجزه عن الصعود إلى نهائيات أكبر بطولة كروية في  المعمورة، وتوقّع العديد من المتتبعين لشؤون المنتخب الوطني، سيناريو انهيار كتيبة محاربي الصحراء، التي تَعاقب على قيادتها أربعة مدربين منذ انطلاق حملة التصفيات التأهيلية لكأس العالم في شهر أكتوبر 2016، فكانت البداية مع التقني الصربي ميلوفان رايفاتش، الذي درب التشكيلة الوطنية في المباراة الأولى للتصفيات ضد الكامرون بملعب البليدة (1- 1)، قبل أن يدفعه كوادر المنتخب الوطني إلى بوابة الخروج، ليترك مكانه للمدرب العجوز جورج ليكنس العائد إلى قيادة العارضة الفنية للخضر بعد تجربة قصيرة سنة 2003.

وبدأ التقني البلجيكي مهمته بخسارة خارج الديار أمام المنتخب النيجيري (3- 1)، كشفت عن عدم قدرة الأفناك على مجاراة الوتيرة المرتفعة التي فرضتها النسور الممتازة، عقب تحليقها عاليا في سماء المجموعة الثانية برصيد ست نقاط حصدتها من الجولتين الأوليين.

«سقوط" روراوة وبداية عهد زطشي على رأس الفاف 

الإقصاء المبكر من التأهل إلى كأس العالم 2018 والخروج السريع من نهائيات كأس أمم إفريقيا، رفع الأصوات المطالبة بالتغيير على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محملة مسؤولية الإخفاقات الرئيس السابق محمد روراوة، الذي كان عرضة لحملة لم يشهدها من قبل أي رئيس، سيما من بعض وسائل الإعلام وبعض التقنيين الجزائريين، الذين تحوّلوا كلهم ضد الرجل بين عشية وضحاها، وهم نفس الأشخاص الذين كانوا يهلّلون له قبل نهاية عهدته على رأس الفاف. هذه الحملة لم تشجع روراوة على الترشح من جديد، لتشهد سنة 2017 التغيير بانتخاب خير الدين زطشي كرئيس للاتحادية في 20 مارس خلفا لمحمد روراوة الذي عمّر في قيادة الاتحادية لمدة  عهدتين متتاليتين من 2009 إلى 2017، إضافة إلى عهدته الأولى بين 2001 و2005. وكانت المهمة الأولى لزطشي على رأس "الفاف" هي إيجاد ناخب جديد للفريق  الوطني. فبعد شهر واحد من تسلّمه مهامه استقدم الرجلَ الأول في "مبنى دالي ابراهيم" المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز المقال من تدريب فريق غرناطة، الناشط في البطولة الإسبانية الأولى "ليغا".

ليكنس، ألكاراز وماجر في عام واحد

2017 سنة تغيير المدربين وسوء استقرار العارضة الفنية للمنتخب الوطني، إذ تداول عليها ثلاثة مدربين، فبدون ذكر المدرب الصربي رايفاتس الذي غادر نهاية 2016، لم يعمّر ليكنس طويلا، وبعد نكسة كأس أمم إفريقيا غادر سريعا. وبعد فترة عاشها الخضر بدون مدرب وبمجيء الرئيس خير الدين زطشي على رأس الفاف، جلب المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، غير أن هذا الأخير أبدى محدوديته وبُعده عن واقع الكرة  الجزائرية والأجواء الإفريقية، حيث وصل الفريق الوطني بقيادته إلى الحضيض بإقصائه من سباق التأهل للمونديال إثر خسارة مزدوجة في ظرف ثلاثة أيام أمام زامبيا ذهابا (3- 1) وإيابا (1-0). وفي ظل الضغوط الكبيرة التي تعرّض لها الرئيس الأسبق لنادي بارادو لم يكن أمامه من حل سوى التضحية بالتقني الإسباني، عقب هزيمة الجزائر بياوندي على يد الكاميرون (2-0) شهر أكتوبر الفارط.

ماجر يسجل عودته وطاقم فني محلي مائة بالمائة

ستسجل سنة 2017 عودة رابح ماجر إلى قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وهو الذي كان يعاني من التهميش، كما كان يصرح دائما في عهد رئيس الاتحادية السابق محمد روراوة، ومنذ عدة سنوات.

يتكون الطاقم الفني للمنتخب الوطني من مدربين محليين 100 بالمائة، وهم كل من ماجر، إيغيل ومناد، ورغم الانتقادات الكبيرة والرفض الذي لقيه ماجر من قبل بعض وسائل الإعلام وحتى بعض المناصرين، إلا أنه تم تعيينه من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذي طالما دافع على المحليين، ليبدأ عهد جديد في المنتخب الوطني، بمنح الفرصة من جديد للاعبين المحليين، وهي السياسة التي ينتهجها رابح ماجر، الذي لايزال يلقى الانتقاد من قبل بعض رؤساء النوادي الرافضين لطريقة عمله؛ باستدعاء لاعبيهم في كل مرة لإجراء التربصات.

أندية تتخبط في مشاكل مالية ولا احتراف يُذكر

في سنة 2017 لم تتحرك الأمور ولم يعرف الاحتراف في البطولة الوطنية أي جديد، ولازالت الأمور تسير على مستوى النوادي بطريقة هاوية، فالأزمات المالية تضرب كل أندية الرابطتين، ومعظمها بلغت حد الإفلاس، غير أنها لاتزال تمنح أجورا تتعدى المئات من الملايين للاعبيها، فكل الأندية لم تقدم على فتح رأس مالها، وتتخبط في مشاكل مالية كبيرة. وتتضارب المصالح فيما بين الأشخاص بدون التفكير في تطوير كرة القدم، أو إنشاء مراكز تكوين للاعبين الموهوبين، لتمر السنوات، كما يبدو، وتبقى كرة القدم على حالها.

سقوط حناشي بعد 24 سنة على رأس شبيبة القبائل

بعد 24 سنة على رأس فريق شبيبة القبائل لم يكن ينتظر الرئيس السابق محند شريف حناشي، أن يخرج بتلك الطريقة من هذا الفريق، ولم يتقبل أن يكون ذلك هو مصيره، وهو الذي أعطى الكثير للشبيبة رغم الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها عندما كان يقود النادي. حناشي يسقط في 2017 ويتنحى من الرئاسة، كان الحدث البارز هذه السنة، وهو الذي صمد من قبل أمام العواصف التي كانت تبحث عن رأسه، إذ تشبّث في منصبه لمدة 24 سنة.

❊❊ط.ب ❊❊

المنتخب المحلي يضيّع المشاركة في"شان 2018"

حال المنتخب الوطني للاعبين المحليين لم تكن أفضل من المنتخب الأول في عام 2017، حيث ضيّع فرصة المشاركة في كأس إفريقيا للأمم للمحليين 2018 بعدما أقصي في التصفيات على يد نظيره الليبي.

خروج المنتخب الوطني المحلي لكرة القدم في الدور التصفوي الأخير لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين 2018 ‘’الشان’’ المقرر إجراؤها بالمغرب، جاء عقب تعادله مع المنتخب الليبي (1- 1) في لقاء العودة الذي جمع بينهما بملعب الطيب المهيري بصفاقس بتونس في شهر أوت الماضي، وهو الذي خسر لقاء الذهاب بالجزائر وبملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة بنتيجة (1- ٢2)، ليخرج أشبال الناخب الوطني آنذاك لوكاس الكاراز من السباق المؤهل لكأس إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، والتي لم تشارك الجزائر فيها سوى مرة واحدة في 2011، حيث احتلت المركز الرابع في الطبعة الثانية بالسودان، إذ أضيفت بذلك نكسة أخرى للكرة الجزائرية في عام 2017.

و.توفيق

الأندية الجزائرية تخيب على المستوى القاري

وعلى مستوى الأندية، فإن ممثلي الكرة الجزائرية في منافستي رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكاف ـ وهم اتحاد العاصمة، شبيبة الساورة ومولودية الجزائر ـ فشلوا في مواصلة المغامرة وتحقيق النتائج المرجوة في هاتين المسابقتين القاريتين. خرج اتحاد العاصمة من الدور نصف النهائي في دوري أبطال إفريقيا على يد الوداد البيضاوي المغربي، الذي نال اللقب في النهاية بعد تعادله سلبا على أرضه ذهابا، وخسارته بثلاثة أهداف لواحد في مباراة العودة بالمغرب، لتضيع عن نادي سوسطارة فرصة التتويج بأول لقب قاري له منذ تأسيسه.من جانبه، فإن نادي شبيبة الساورة لم تكن مشاركته الأولى في المنافسة القارية موفَّقة بعد خروجه من الدور التمهيدي لرابطة أبطال إفريقيا، عقب تعادله في مباراة الذهاب على أرضه بهدف لمثله ضد نادي إينوغو النيجيري، وتعادله بدون أهداف في مباراة العودة بنيجيريا. مولودية الجزائر، ممثل الكرة الجزائرية في كأس الكنفدرالية الإفريقية، فشل هو الآخر في الذهاب إلى أبعد مرحلة في هذه المنافسة، بعدما ودّعها من الدور ربع النهائي أمام النادي الإفريقي التونسي.وأُقصي العميد إثر انهزامه أمام النادي الإفريقي التونسي (0- 2) في مباراة الإياب بملعب رادس بتونس، وهو الذي فاز في لقاء الذهاب بالجزائر بهدف بدون رد.

و.توفيق

وفاق سطيف يحصد ثامن لقب في البطولة والكأس الممتازة

محليا، فاز وفاق سطيف بلقب الدوري المحلي وكأس السوبر تحت قيادة المدرب خير الدين مضوي، محققا ثنائية مستحقة بعد موسم طويل وشاق، تنافس فيه النسر الأسود على عدة جبهات،وتُوّج فريق وفاق سطيف بطلا لموسم  (2016- 2017) عقب فوزه خارج الديار على مولودية بجاية (3 -0) في الأسبوع 28 وقبل إسدال الستار على بطولة الرابطة الأولى لكرة القدم للموسم الماضي بجولتين، ليعزز نادي مدينة الهضاب العليا خزائنه بالبطولة الثامنة. ورغم تضييعه لقب كأس الجمهورية في النهائي الذي جمعه بشباب بلوزداد، استطاع النسر الأسود أن يحصد كأس السوبر لكرة القدم 2017، إثر تفوّقه على ذات المنافس بضربات الترجيح (4 - 2) فوق أرضية ميدان ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، وهو التتويج الثاني بهذا اللقب لفريق الهضاب العليا، إذ سبق أن فاز به سنة 2015 على حساب مولودية بجاية بنتيجة (1- 0)، ليثري رصيده بما مجموعه 27 لقبا في جميع المنافسات الوطنية والقارية منذ تاريخ تأسيسه عام 1958.

.. وسابع كأس الجمهورية لشباب بلوزداد

فريق شباب بلوزداد أنقذ موسمه (2016 - 2017) محققا كأس الجمهورية السابعة في تاريخه بعد تلك التي فاز بها سنوات 1966 و1969 و1970 و1978 و1995 و2009. وجاء هذا التتويج أمام فريق وفاق سطيف (1- 0) في مباراة كانت أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي مسرحا لها. لكن نادي العقيبة لم يتمكن من التفوق مرة ثانية على فريق وفاق سطيف خلال مباراتهما معا في نهائي الكأس الممتازة، والتي عاد لقبها إلى فريق "نسور الهضاب" في النهاية.

و.توفيق

الفاف تنظم ندوة حول "تطوير كرة القدم الجزائرية"

عام 2017 تميز أيضا بتنظيم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ندوة حول "تطوير كرة القدم الجزائرية" التي شارك فيها حوالي 500 شخص؛ من تقنيين، خبراء ولاعبين قدماء من مختلف الأجيال، والتي جرت أشغالها بالمركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر "عبد اللطيف رحال" بالجزائر العاصمة، حيث عكف المشاركون في أشغال هذه الندوة التي نُظمت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على مدى يومين من الأشغال، على مناقشة المحاور الثمانية التي أدرجت من قبل المنظمين، بغية إيجاد الحلول القادرة على إعادة بعث كرة القدم الوطنية التي تعيش في السنوات الأخيرة أزمات كبيرة، وحل مشاكلها. وكان الهدف الأساس من هذه الندوة هو الخروج بتشخيص واضح للوضعية الحالية لكرة القدم بالجزائر، ومن ثمّ محاولة إيجاد الحلول الفعالة، من خلال إشراك كل الأطراف الفاعلة؛ من مدربين وخبراء ولاعبين من مختلف الأجيال.

وتطرق المشاركون في أشغال هذه الندوة لعدة محاور، منها التكوين والتطوير وكرة القدم للهواة والاحتراف، التمويل، الرعاية وحقوق النقل التلفزيوني، التحكيم، أخلقة كرة القدم ومكافحة العنف، إشكالية المنشآت، الإصلاحات القانونية والعلاقات مع وسائل الإعلام والهيئات بالإضافة إلى الطب الكروي ومكافحة المنشطات.

وعقب يومين من الأشغال التي كانت مقسمة على ثماني ورشات، انبثقت قائمة تضم 80 توصية، حيث قال رئيس الفاف زطشي حينها، إنه سيتم تنصيب لجنة متابعة تطبيق هذه التوصيات، مؤكدا مع نهاية هذه الندوة بالتزام الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ببذل كل الجهود اللازمة من أجل تنفيذ هذه التوصيات، التي تم اقتراحها بالتعاون مع جميع الأشخاص الفاعلين في مجال كرة القدم الجزائرية.

و.توفيق