أنهى المصارع دريس مسعود رضوان، الجدل القائم بخصوص مواجهة مصارع من الكيـان الصهيوني في الدور الأوّل لوزن أقل من 73 كلغ بأولمبياد باريس 2024، التي كانت مقرّرة أمس، عندما استقر على مقاطعة المنازلة بطريقة تبعده عن العقوبة، وتؤكد مواقف الجزائر الثابتة.

من المعروف عن الرياضيين الجزائريين عدم خوض هذا النوع من المواجهات، وهو ما حدث مع مصارع الجيدو فتحي نورين، الذي انسحب علنا في أولمبياد طوكيو 2020، وكلّفه ذلك عقوبة مدتها 10 سنوات من طرف الاتحاد الدولي للجيدو، بالإضافة إلى معاقبة مدربه حينها عمار بن يخلف.
ودريس مسعود من أبطال الجزائر في هذا الفن القتالي؛ إذ يُعد بطلا لإفريقيا 3 مرات، وبطلا في الألعاب العربية مرة واحدة. كما نال الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2022؛ ما جعله من بين الأسماء التي كانت تعتمد الجزائر عليها لنيل ميدالية في الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس.

... غاب عن عملية الوزن الروتينية وجرى استبعاده

وعلى عكس المرة السابقة التي عرفت معاقبة المصارع فتحي نورين خلال أولمبياد طوكيو؛ بسبب موقفه العلني، وتصريحاته القوية، اختار دريس مسعود، ومن ورائه اللجنة الأولمبية الجزائرية، هذه المرة، طريقة ذكية وقانونية، تبعد المصارع الجزائري عن العقوبة.وتخلّف المصارع الجزائري الواعد عن عملية الوزن الروتينية، مساء الأحد، والتي يعتمدها الاتحاد الدولي للجيدو كإجراء لاعتماد مشاركة المصارعين في المباريات؛ فمثلًا إذا زاد وزنهم عن الحدّ المسموح فإنهم يتعرضون للإقصاء. وعندما يتخلّفون عن موعد عملية الوزن، يتعرّضون لنفس العقوبة، وهو ما حدث للمصارع الجزائري.وشهد برنامج نزالات أمس إسقاط اسم المصارع الجزائري دريس مسعود؛ ما يعني استبعاده نهائيا من المنافسة، وهو ما يُعد موقفا سليما للمصارع الجزائري، الذي حقّق هدفه بمقاطعة النزال، وتفادى أيّ عقوبة من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للجيدو.
تحضير مسبق لجميع الاحتمالات
وكانت اللجنة الأولمبية الجزائرية حضّرت نفسها مسبقا لاحتمال مواجهة رياضييها هذا الموقف؛ حيث صرح خير الدين برباري، رئيس الوفد الجزائري بباريس، قبل انطلاق الأولمبياد، ردا على سؤال بهذا الخصوص، قائلا: “الجميع يعرف موقف الشعب والدولة الجزائرية من هذه القضية العادلة.. موقف اللجنة الأولمبية من موقف الدولة الجزائرية. والدولة يجسدها شخص واحد ووحيد، هو رئيس الجمهورية، الرائد والمحامي في هذا النوع من القضايا”. واختتم: "في حال مواجهة رياضيي الـكيان سنتّخذ قرارات مع ممثلينا تصون الرياضي، وتصون اللجنة الأولمبية، وتصون موقف الجزائر من هذه القضية العادلة".