استشهاد فتى فلسطيني وإصابة آخر برصاص الاحتلال
أكثر من 200 ألف مصلٍّ يؤدون صلاة الجمعة بالأقصى
- 790
تحدى أكثر من 200 ألف مصلّ فلسطيني سلطات الاحتلال، وتوجهوا، أمس، إلى المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، لأداء صلاة آخر جمعة من شهر رمضان الفضيل وسط إجراءات أمنية إسرائيلية أقل ما يقال عنها إنها مشددة.
وكثفت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية، ولم تتوان كعادتها، حتى في إطلاق الرصاص الحي من أجل منع آلاف المصلين الفلسطينيين من التدفق إلى باحات المسجد الأقصى المبارك في آخر جمعة من رمضان.
وهو ما أدى إلى استشهاد فتى فلسطيني، وإصابة آخر بجروح خطيرة عندما كانا رفقة عدد من المواطنين الفلسطينيين الذين حاولوا اجتياز حاجز شرق بيت لحم بالضفة الغربية، للدخول إلى القدس المحتلة والوصول إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ويتعلق الأمر باستشهاد الفتى عبد الله لؤي غيث البالغ 16 عاما، وهو من مدينة الخليل، وإصابة الشاب مؤمن أبو طبيش من نفس المحافظة، والذي نُقل على إثرها، إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما تذرعت قوات الاحتلال بحادثة طعن نفذها فلسطيني ضد إسرائيليين اثنين أصابهما بالسلاح الأبيض، لتسارع إلى إغلاق بعض المنافذ المؤدية إلى المدينة القديمة في القدس المحتلة وعشرات محالات الفلسطينيين، مما خلق جوا من التوتر بالمدينة المحتلة.
وكان 25 مواطنا فلسطينيا أصيبوا فجر أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة الشرقية من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لتأمين اقتحام مستوطنين إلى "قبر النبي يوسف".
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن شابا أصيب بالرصاص الحي في القدم، كما أصيب 8 مواطنين بالرصاص المغلف بالمطاط، و16 في حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال في شارع عمان شرق نابلس.
ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر، "قبر النبي يوسف"، الذي كان في السابق مسجدا إسلاميا قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودي مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967.
ومع استمرار حالة التوتر في الأراضي الفلسطينية، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس وبأشد العبارات، قرار وزارة الإسكان الإسرائيلية، طرح مناقصة لبناء 805 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة؛ تنفيذا لمخطط توسعي معتمد منذ عامين.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "هذا البناء يندرج في إطار تدابير الاحتلال الاستيطانية الهادفة إلى تهويد القدس الشرقية المحتلة ومحيطها؛ عبر عزلها عن محيطها الفلسطيني وإغراقها بالمستوطنين اليهودي وإحلالهم مكان سكانها ومواطنيها الأصليين".
وأكدت أن "الاستيطان غير شرعي وباطل من أساسه"، وتعتبره ليس فقط انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وللشرعية الدولية وقراراتها، "بل هو أيضا اختبار متواصل لقدرة المجتمع الدولي على الدفاع عن مبادئه وقيمه وحمايتها، ولمصداقيته في الالتزام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه شعبنا، والوقوف في وجه التغول الأمريكي الإسرائيلي على حقوق شعبنا عامة، وعلى القدس الشرقية ومحيطها ومقدساتها خاصة".