"أطباء بلا حدود" تحذّر من العقبات الصهيونية ضد الوضع الإنساني

أكثر من 415 ألف نازح يحتمون في مدارس "الأونروا" بغزة

أكثر من 415 ألف نازح يحتمون في مدارس "الأونروا" بغزة
  • 459
ق. د  ق. د 

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، إن أكثر من 415 ألف نازح يحتمون حاليا في مباني مدارسها في قطاع غزة، فيما يعيش مئات الآلاف الآخرين "في ظروف أسوأ داخل ملاجئ مؤقتة".

جاء ذلك في منشور للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي أرفقته بمقطع فيديو صورته إحدى النازحات من مكان نزوحها، روت فيه الصعوبات والتحديات التي تواجه النازحين في هذه المباني المخصّصة فقط للتعليم خاصة بالنسبة للنساء. وقالت "أونروا" إن "أكثر من 415 ألف نازح في غزة يحتمون الآن في مباني مدارس الأونروا.. ومئات الآلاف الآخرين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف أكثر سوءا داخل ملاجئ مؤقتة".

ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني، للعام الثاني على التوالي عدوانه  الهمجي على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمّرها فوق رؤوس ساكنيها  ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

من جهتها، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من ارتفاع عدد الحالات المرضية المرتبطة بنقص الغذاء والماء في قطاع غزة مع وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع إلى أدنى مستوى لها منذ أشهر.

وقالت منسقة الطوارئ لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة، كارولين سيغوين، "لقد وصل النقص في الإمدادات الضرورية إلى مستويات تضطرنا الآن إلى عدم استقبال المرضى في بعض المرافق. ولا تزال القيود والعقبات التي يفرضها  الاحتلال على دخول المساعدات "تعيق بشدة قدرتنا على توفير الرعاية".

وأكدت أنه وفقا للأمم المتحدة "كان شهر أكتوبر الماضي أسوأ شهر من حيث كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة" منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع"، مشيرة إلى أن "شهر نوفمبر لا يبدو أفضل بكثير، حيث انخفض عدد الشاحنات التي تدخل غزة أربعة أضعاف منذ  جويلية الماضي بما يعادل دخول 40 شاحنة إنسانية يوميا مقارنة بدخول 500 شاحنة يوميا قبل 7 أكتوبر من العام الماضي".

 كما أكدت أن "المرضى معرضون بشكل متزايد للعدوى الخطيرة في وحدات الحروق التي ندعمها في مستشفى "ناصر" بخانيونس حتى لوازم العناية بالجروح الأساسية مثل الشاش والضمادات بدأت تنفد وهذا يجبر فرقنا على تمديد الفترات الفاصلة بين تغيير الضمادات مما يزيد من خطر العدوى للمرضى الذين يحتاجون بشدة إلى الرعاية المناسبة".

ونبّهت إلى أنه في دير البلح وسط غزة، يعاني المستشفى الميداني، الذي أنشأته منظمة "أطباء بلا حدود" لإدارة أنشطة العيادات الخارجية واستشفاء الأطفال، من نقص في المضادات الحيوية ومسكنات الألم للأطفال. ويعيق هذا النقص علاج حالات مثل التهابات الجهاز التنفسي ويحول دون إدارة الألم بشكل مناسب للمرضى الصغار. 

ونفس الوضع المتفاقم يعاني منه مستشفى "ناصر" جنوب غزة، حيث لا تستطيع فرق المنظمة إنشاء مختبر الجراثيم السريرية الذي تشتد الحاجة إليه كون سلسلة التبريد اللازمة لتشغيله يتم فتحها باستمرار وإتلافها من قبل جنود الاحتلال عند نقطة العبور.

واعتبرت منسقة الطوارئ لـ"أطباء بلا حدود" أن زيادة توفير خدمات المياه والصرف الصحي تمثل "تحديا متزايدا" آخر للمنظمة الدولية وفرقها لم تحصل بعد على تصريح من الكيان الصهيوني لاستيراد وحدات تحلية المياه أو المولدات، ما جعلها تشدّد على أن التدهور الحاد للوضع في غزة هو "نتيجة مباشرة" للقيود الصهيونية "الواسعة النطاق" و"عرقلة المساعدات خلال العام الماضي والتي لا تزال الحاجز الرئيسي أمام تسليم الإمدادات الأساسية".

ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه المدمّر على قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي ، حيث أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني أغلبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة أكثر من 105 ألف آخرين ، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ما يحول دون وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ ا إليهم.