42 يوما من المجازر الوحشية ضد سكان غزّة
أكثر من 50 شهيدا في مجزرة جديدة بمدرسة الفلاح بحي الزيتون
- 698
❊ الاحتلال الصهيوني يتخذ من مجمع الشفاء الطبي ثكنة عسكرية
❊ ارتقاء أكثر من 12 ألف شهيد وما لا يقل عن 32 ألف جريح
واصل الاحتلال الصهيوني لليوم الـ42 على التوالي، فصول إبادته الجماعية وتطهيره العرقي لسكان قطاع غزّة، باستهداف المستشفيات ومحاصرتها بالدبابات وقصف مكثف للمنازل والأحياء السكنية، مخلّفا في كل ساعة وحين سقوط المزيد من الشهداء والجرحى ومفقودين تحت الأنقاض في مشاهد قاسية ومؤلمة أصبحت تلخص يوميات سكان غزّة المنكوبة.
ومع الانقطاع الكلي للاتصالات والأنترنت لليوم الثالث على التوالي عن قطاع غزة، يواصل الاحتلال التفنن في ارتكاب مذابحه ومجازره في الخفاء في حق العزّل من المدنيين، وهم المهددون علاوة على القصف بمجاعة حقيقية بعد أن قطع عنهم أهم مقومات الحياة الأساسية من ماء وغذاء ودواء ووقود.
وما ارتكابه أمس، من مجزرة جديد في مدرسة الفلاح بحي الزيتون التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا وحديث تقارير إعلامية عن وصول عدد من الشهداء والإصابات إلى المستشفى الأندونيسي جراء استهداف مسجد أبو الخير بمنطقة جباليا البلد شمال القطاع، وغيرها من عمليات القصف المكثفة التي تطال المنازل والمساكن والمساجد والمدارس، إلا دليلا على أن ما خفي أعظم وأن ما يترسب من القطاع من صور دمار وخراب وفيديوهات توثق بالصورة والصوت ما يقترفه هذا المحتل من جرائم إبادة وضد الإنسانية ما هو إلا نقطة في بحر هذه الجرائم، التي خلفت لحد الساعة ارتقاء أكثر من 12 ألف شهيد وما لا يقل عن 32 ألف جريح في كل من القطاع والضفة الغربية منذ السابع أكتوبر الماضي.
وقصف الطيران الحربي الصهيوني مجددا خان يونس في الجنوب، ومربعا سكنيا في مخيم جباليا يضم عددا من المنازل وعدة أمكان في شمال القطاع، في حين أظهرت مقاطع فيديو مواطنين وطواقم إنقاذ يحاولون انتشال جثامين الشهداء والجرحى العالقين تحت ركام المنازل المدمرة، في وقت يجري الحديث عن 1500 جثة لا تزال تحت الأنقاض و3750 مفقود.
وقصفت مدفعيته "عزبة ملّين" في جباليا بما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى، وشقة سكنية غرب مدينة رفح الجنوب، كما شن غارات عنيفة على حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزّة والقائمة لا تزال تطول. ولا يكف الاحتلال كل ذلك الدمار والخراب والخسائر المؤلمة في أرواح الفلسطينيين جراء القصف، بل واصل حصاره للمستشفيات وخاصة مجمع الشفاء الطبي الذي أعلن أمس، عن استشهاد 42 من المرضى في ظرف 48 ساعة الأخيرة جراء توقف أجهزة دعم الحياة بسبب انقطاع الكهرباء.
الاحتلال يعتبر مجمع الشفاء الطبي ثكنة عسكرية لعملياته
قال مدير مستشفى الشفاء بغزة، محمد أبو سلمية، "إننا نتعرض للإبادة وشهداء يسقطون في المستشفى كل دقيقة"، مؤكدا أن الصورة سوداوية ولا يوجد سوى الجثث والموت، والاحتلال لا يزال يحاصر المجمع ويمنع وصولنا إلى الصيدلية المركزية للمجمع".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتحرك بكل حرية داخل المجمع، بما ينفي تماما مزاعم الاحتلال بوجود عناصر المقاومة بداخله ليحول بذلك المشفى إلى سجن كبير يتعرض كل من فيه إلى إبادة جماعية. كما أكد أن ما سمح الاحتلال بدخوله من ماء وغذاء لا يكفي سوى 200 شخص ولا يزال يتجاهل طلبهم بتوفير الوقود وإخراج الجرحى.
أما المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، فقد أكد أن الاحتلال الصهيوني يعتبر مجمع الشفاء الذي يأوي ما بين 7 إلى 10 آلاف شخص ثكنة عسكرية لعملياته، محذّرا من كارثة صحية كبيرة بسبب تكدس القمامة. وطالب القدرة، بفتح ممر إنساني آمن لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى مجمع الشفاء، مشيرا إلى أن الاحتلال ملزم بتوفير كل الاحتياجات لمشفى الشفاء وفق القانون الدولي.
من جهته أعلن المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، انهيار منظومته الصحية بالكامل مع وصول عدد كبير من الجرحى إلى المستشفى، وعدم قدرة الأطباء على تقديم العلاج لهم، كما شن طيران الاحتلال الحربي غارات في محيط المستشفى.
من جانبها قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها الإسعافية ما تزال محاصرة في مستشفى المعمداني في حي الزيتون بمدينة غزة، بالتزامن مع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط المستشفى. وأشارت إلى وجود عدد من الشهداء والجرحى في ساحة المستشفى على بعد حوالي 30 مترا فقط وتعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم. بالتزامن مع ذلك تواصل المقاومة تصديها لقوات الاحتلال المتغلغلة في غزة، وتكبدها مزيدا من الخسائر في الأرواح والعتاد، حيث نشرت كتائب عز الدين القسام، مقطعا مصورا قالت إنه يوثق لحظات استدراج قوة عسكرية إسرائيلية إلى فتحة أحد الأنفاق المفخخة في بيت حانون شمال غزّة وتفجيرها مما أسفر عن مقتل خمسة جنود اسرائيليين.
ثلاثة شهداء في قصف صهيوني على مخيم بجنين وشهيدان في الخليل
استشهد فجر أمس، ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف لطائرات الاحتلال الصهيوني استهدف مخيم مدينة "جنين" شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث قصفت طائرة مسيرة حارة الحواشين في المخيم بما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة تسعة آخرين بجروح مختلفة.
واقتحمت قوات الاحتلال محيط مستشفى جنين الحكومي وتمركزت في المكان، وأطلقت وابلا من قنابل الغاز السام المسيل للدموع في المنطقة، بما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام وذلك استمرارا لنهجها في استهداف المستشفيات والمرافق المدنية.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، عن استشهاد شابين متأثرين بإصابتهما برصاص قوات الاحتلال الصهيوني عند المدخل الشمال لمدينة الخليل، فيما قام الاحتلال بقمع المصلين في القدس المحتلة. وأوضحت في بيان مقتضب أن الشهيدين هما محمد كامل عوني أبو ميزر وعبد الرحمن طلال أبو سنينة، من الخليل ارتقيا بعد إطلاق نار على السيارة التي كانا يستقلانها.
وقمعت قوات الاحتلال المصلين في حي وادي الجوز وقرب باب الأسباط بالقدس المحتلّة، بعد أن منعتهم من الوصول للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة وذلك للجمعة السادسة على التوالي.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوت الاحتلال أطلقت الغاز السام المسيل للدموع والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط صوب المصلين ولاحقتهم واعتدت على عدد منهم بالضرب، مشيرة إلى أن أعدادا قليلة من المصلين تمكنت من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة، على إثر فرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة على دخول المصلين إلى البلدة القديمة وللمسجد الأقصى المبارك.