وسط مخاوف غربية من استهداف "داعش" للمفاعلات النووية
أوباما يرفض الخلط بين الإسلام والتطرّف

- 816

رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخلط بين المسلمين والدين الإسلامي وبين ما تقترفه تنظيمات متطرفة من إرهاب روّع العالم أجمع ولا تمت بصلة لهذا الدين الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق. وعاد الرئيس الأمريكي في خطابه الأسبوعي أمس ليؤكد مجددا على ضرورة عدم تشويه صورة المسلمين وهو الذي سبق ورفض عزلهم ووضعهم جانبا في محاربة الإرهاب لان ذلك سيخدم أكثر مصلحة هذه التنظيمات المتطرفة التي قال أنها "تريد تأليبنا ضد بعضنا البعض". وألح اوباما على أن "المسلمين الأميركيين هم أهم الشركاء في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية".
ورد بذلك الرئيس الأمريكي ضمنيا على اقتراحات المرشحين الجمهوريين الى البيت الأبيض دونالد ترامب وتيد كروز اللذان يؤيدان فكرة قيام الشرطة بدوريات في أحياء يقطنها المسلمون. حتى أن ترامب ذهب الى ابعد من ذلك عندما طالب بحظر المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة خشية وجود متطرفين بينهم. وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكي محاولة لتشويه صورة المسلمين الأمريكيين الذين أشاد "بمساهمتهم في بلدنا ونمط عيشنا" ودعا الى ضرورة رفض هذه المحاولات التي كشفت عن نزعة عنصرية هي في الحقيقة غير مقتصرة فقط على بعض الأمريكيين وإنما أيضا أوروبيين ينظرون بفوقية للجالية المسلمة والعربية المقيمة في الغرب. وأصبحت هذه الجالية في كل مرة تستهدف فيها أوروبا أو أي منطقة أخرى من العالم باعتداءات إرهابية تجد نفسها فوق فوهة بركان من نظرات الاتهام والاحتقار يرمقها بها من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة والعدالة وحرية التعبير والديمقراطية ووو...
والمؤكد أن الرئيس الأمريكي الذي هو نفسه عانى في وقت من الأوقات من التمييز العنصري نظرا لبشرته الداكنة لم يدافع عن المسلمين لسواد عيونهم وإنما لإدراكه أن عزلهم أو تهميشهم من قبل عالم غربي يتباهي بهذه المبادئ الراقية إنما سيزيد في تنمية مشاعر الضغينة والبغضاء لدى شباب هذه الجالية. والذي بدلا من أن تسارع الدول التي ولد وترعرع على أراضيها لاحتوائه ومعرفة احتياجاته وتلبية طموحاته تركته طعما سهلا تصطاده تنظيمات متطرفة استغلت الفراغ الذي يعيشه لتحشو رأسه بأفكار راديكالية ومتطرفة وقودها العنف والقتل ولا يستهويها أي شيئ غير الدم والخراب.
وإذا كانت أوروبا أو أي بلد آخر تستهدف أماكنه العامة بتفجيرات انتحارية أو هجمات مسلحة فان ما حدث امس في بلجيكا اثر مقتل حارس امن يعمل بمنشاة نووية وسرقة بطاقة دخوله للمحطة تطور اقل ما يقال عنه خطير صعد المخاوف من احتمال تطوير "الإرهاب" من أهدافه لتشمل المنشات النووية. درجة خطورة مثل هذه الحادثة التي أدخلت بلجيكا مجددا في حالة استنفار امني جعلت منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب لا يستبعد إمكانية أن تتمكن التنظيمات الإرهابية من وضع يدها على المفاعلات النووية قبل خمس سنوات. وقال جيلز دو كرشوف انه "لن يستغرب أن تكون هناك قبل خمس سنوات محاولات لاستخدام الانترنت من اجل اقتراف جرائم" خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على مركز تسيير منشأة نووية أو مركز مراقبة جوي أو تحويل وجهة القطارات... ودفعت هذه المخاوف الى إلغاء "مسيرة ضد الخوف" كانت مبرمجة اليوم بالعاصمة البلجيكية لدواعي أمنية قال على إثرها المنظمون أن "أمن المواطنين يبقى أولوية مطلقة" معلنين إرجاءها الى موعد آخر لم يتم تحديده بعد.
وجاءت تحذيرات المسؤول الأوروبي غداة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن هجمات بروكسل تؤكد صحة مبادرة الرئيس الروسي فلادمير بوتين لتشكيل جبهة ضد الإرهاب. وكان لافروف قال أن "الإرهاب الدولي ظهر على السطح وسط التحديات التي نشهدها حاليا وتعد الهجمات المفزعة في بروكسل تأكيدا آخر على صحة المبادرة التي اقترحها الرئيس بوتين بشان تشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب". يذكر أن وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي تعهدوا خلال اجتماعهم الاستثنائي اول امس بالعاصمة بروكسل برفع مستوى تبادل المعلومات بعد هجمات الثلاثاء الأسود بالعاصمة البلجيكية. ووافقوا على عدة إجراءات تندرج في إطار التمكين من مكافحة الإرهاب باستراتيجية مشتركة تشمل الإمداد المنظم بالمعلومات واستخدام قواعد البيانات الأوروبية والدولية في مجال الأمن بشكل متناغم وتبادلها.