العالم تحت وقع صدمة تفجيرات العاصمة الفرنسية
إدانة واسعة ودعوات لجبهة موحدة ضد الإرهاب
- 733
كان وقع الصدمة قويا في مختلف عواصم العالم بعد التفجيرات الدامية التي عاشتها العاصمة الفرنسية باريس ليلة الجمعة إلى السبت وشكلت الحدث الدولي الأبرز في ظل توالي مواقف الإدانة لما حدث وعبارات المواساة والتعازي التي قدمتها سلطات مختلف الدول لنظيرتها الفرنسية. وإذا كانت دول العالم أكدت إدانتها لما حدث ووصفت ذلك بأبشع العبارات، إلا أن التفجيرات كانت بمثابة ناقوس إنذار بالنسبة للدول الأوروبية التي سارعت حكوماتها إلى عقد اجتماعات طارئة لبحث الإجراءات الأمنية لتفادي تعرضها لما وقع في باريس.
فمن روما إلى لندن، مرورا ببرلين وأمستردام ووصولا إلى واشنطن، كان الحديث عن تبعات عمليات باريس والإجراءات الأمنية التي يتعين اتخاذها لتفادي تعرضها لما حدث خاصة وأن هذه الدول أعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الذي تبنى عمليات العاصمة الفرنسية. وعقدت سلطات هذه الدول اجتماعات أمنية طارئة وعلى أعلى المستويات لاستخلاص العبر من التفجيرات الإرهابية التي أدخلت فرنسا كلها في حالة حزن وذعر كبيرين. وباستثناء الرئيس السوري بشار الأسد الذي أرجع التفجيرات إلى سياسة فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، فإن كل مواقف دول العالم عبرت عن مواساتها وقدمت عزاءها للسلطات والشعب الفرنسي. وقال الرئيس السوري إن مواقف فرنسا ساهمت بشكل كبير في انتشار الإرهاب وتوسع رقعته في العالم.
وفي أول رد فعل على التفجيرات، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن ما وقع في باريس ليست هجمات ضد باريس ولكنها هجمات ضد كل الإنسانية وكل القيم العالمية، متعهدا بمساعدة السلطات الفرنسية على إلقاء القبض على الإرهابيين وإحالتهم على القضاء". وبمقاربة مغايرة تماما، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن عمليات باريس تعطي كل المبررات لتكثيف الحرب ضد تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة الناشطين في سوريا. وعبّرت الحكومة الصينية عن صدمتها بسبب هذه العمليات ونددت بما وصفته بالأعمال البربرية وقالت إن الإرهاب تحول إلى تحد لكل المجموعة الدولية التي يتعين عليها مواجهته".
وأكدت الحكومة الكندية عن تعاطفها مع فرنسا وأكدت استعدادها للعمل مع المجموعة الدولية لتفادي وقوع مثل هذه العمليات. وقال رئيس الحكومة الإسباني، ماريانو راخوي تعبيرا منه عن وقوف بلاده إلى جانب السلطات الفرنسية، مستعملا عبارة "كلنا فرنسا" لأننا نشعر بأننا مهددين بتنظيمات تريدنا أن نتراجع عما أنجزناه طيلة عقود. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، فديريكا موغريني إن عمليات باريس يجب أن تجعلنا نحدد أهدافا جديدة للقاءات العاصمة النمساوية التي تتناول الوضع في سوريا وتبحث عن مخرج سياسي للحرب الأهلية في هذا البلد. ومن جهته، قال بابا الفاتيكان إنه مصدوم لما وقع في باريس مما جعله يطالب بعدم الرضوخ لمنطق الإرهابيين مؤكدا أنه لا يفهم لجوء البشر إلى اقتراف مثل هذه الأعمال الشنيعة.
كما أدانت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«الهجمات الدنيئة" التي استهدفت العاصمة الفرنسية والتي تشكل بأبعادها وخطورتها وبشاعتها استهدافا للإنسان في كل مكان. وطالبت بتضافر جهود المجتمع الدولي وتسخير كل الوسائل والأدوات القانونية لمتابعة القتلة والواقفين وراءهم لتخليص العالم من جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية. واستنكرت دول الخليج العربي، المنضوية تحت لواء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، التفجيرات وأكدت هي الأخرى على ضرورة إقامة تنسيق دولي من أجل القضاء على هذه الآفة الخطيرة والمدمرة التي أصبحت تهدد كل دول العالم. واستنكر مفتي الأزهر الشيخ أحمد الطيب العمليات وقال إن العالم أجمع مطالب بأن يقف في وجه هذا الوحش في موقف مماثل لذلك الذي اتخذته حركتا حماس والجهاد الفلسطينيتين.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس التفجيرات وعبر عن مواساته للسلطات والشعب الفرنسي ووصفها بجرائم ضد الإنسانية. وهو الموقف الذي عبر عنه الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أدان التفجيرات التي وقعت عشية الزيارة الرسمية التي كان ينتظر أن يشرع فيها أمس إلى فرنسا ضمن جولة أوروبية. وقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خالص تعازيه للسلطات والشعب الفرنسي واعتبر أن التفجيرات ضرب لكل الإنسانية وطالب بجبهة دولية موحدة ضد الإرهاب.