35 عاما على انتصار ثورتها الإسلامية

إيران من دولة "شريرة" إلى دولة حليفة

إيران من دولة "شريرة" إلى دولة حليفة
  • 1210

احتفلت إيران، أمس، بالذكرى الخامسة والثلاثين لنجاح ثورتها الإسلامية التي أطاحت بنظام رضا بهلوي، وسط تحولات جذرية في السياسة الإيرانية، ميزتها عودة علاقة الود بين طهران وواشنطن. وتحولت أمريكا في سياق هذا التحول من "الشيطان الأكبر" وتحولت إيران من دولة "محور الشر" إلى "صديقين" في تحول فرضته التطورات الدولية التي عرفها العالم وحتمت على هاتين الدولتين تحقيق تقارب دبلوماسي قد يتحول إلى علاقات استراتيجية بعد عقود من الكراهية والعداء.

ويكون هذا التحول هو الذي جعل الرئيس حسن روحاني يؤكد، أمس، في خطاب بمناسبة انتصار الثورة الإسلامية أن خيار العمل العسكري ضد بلاده يبقى مجرد وهم وأن لا دولة في العالم تفكر في القيام بذلك.

والمؤكد أن الرئيس الإيراني الجديد الذي حمل في حقيبته الى قصر الرئاسة الإيرانية أفكارا أكثر تفتحا على الغرب والولايات المتحدة تحديدا أدلى بهذا التصريح لتيقنه أن الولايات المتحدة تبقى الدولة الوحيدة القادرة على ضرب بلاده وتكون قد وضعت هذا الخيار جانبا بعد التقارب الذي طبع علاقات البلدين منذ التوقيع على اتفاق جنيف حول الملف النووي الإيراني.

وأحيا الشعب الإيراني، أمس، ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وايضا تمكن بلاده من الخروج من عزلتها التي فرضت عليها بسبب ثورتها ثم بسبب برنامجها النووي الذي شكل نقطة تفاهم بالنسبة لكل الدول الغربية التي سارت في فلك الموقف الامريكي لتركيع الدولة الإيرانية لثنيها عن مواصلة هذا البرنامج الذي رأت فيه الإدارات الأمريكية وإسرائيل بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي الامريكي.

وأيقن الرئيس حسن روحاني أن البراغماتية أفضل وسيلة للتعامل مع القوى الكبرى وتفادي الدخول معها في مواجهة علنية مفتوحة لأن ذلك لن يجلب لإيران سوى المتاعب خاصة وأنه وقف بأم أعينيه على درجة تأثير العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية وكانت تعتزم تشديدها في حال لم توقع طهران على اتفاق جنيف، شهر نوفمبر الماضي، الذي بدد بعض الشكوك حول نية إيران من مواصلة برنامجها وخلوه من أية نزعة عسكرية.

ويكون روحاني الذي يحظى بدعم مباشر من مرشد الجمهورية الإسلامية، أية الله علي خامينائي، قد استخلص العبر من سياسة سابقه محمود احمدي نجاد الذي انتهج سياسة صدام مفتوحة مع الدول الغربية وهو ما زاد في متاعب إيران الاقتصادية وأثر على دورها الإقليمي في أزمات عصفت بمنطقة الشرق الأوسط.

ولكن انفتاح إيران على الدول الغربية منذ توقيعها على اتفاق جنيف حول ملف برنامجها النووي والذي بدت من خلاله أنها قدمت "مرغمة" تنازلات لأعداء الأمس أصرت في المقابل على وضع خطوط حمراء حذرت من كل محاولة لتخطيها.

وأكدت أنها أمور مقدسة لا يمكن التسامح بشأنها وخاصة ما تعلق ببرنامجها العسكري وتطوير مختلف ترساناتها الحربية من غواصات وفرقاطات وصواريخ باليستية.

ولم يكن إقدام القوات الجوية على إطلاق صاروخين بعيدي المدى سوى رسالة في هذا الاتجاه رغم إشارتها أنها تدخل فقط في الدفاع عن حدودها في حال تمت مهاجمتها.

ويمكن القول أن المواقف الإيرانية لما بعد مرحلة الرئيس نجاد غيرت المعطى الإقليمي بشكل لافت بعد أن تحولت من دولة غير مرغوب فيها إلى دولة لا غنى عن التعامل معها.