قمة أوباما - بوتين دامت أكثر من ساعة ونصف
اتفاق على محاربة "داعش" واختلاف حول مصير الأسد
- القراءات: 899
ولكن ذلك لا يمنع من القول أن التباين في مواقف البلدين مازال قائما وكبيرا وخاصة حول كيفية إخراج سوريا من عنق زجاجة حرب أهلية حصدت 250 ألف شخص. ويكون مثل هذا الشعور هو الذي جعل اللقاء يدوم لأكثر من ساعة ونصف بعد أن تكون حساباتهما الإستراتيجية وسعي كل منهما للمحافظة على مصالح بلاده قد فرضت نفسها على محادثات وصفت بـ"التاريخية" والتي عادة ما تدخل في سياق نظرية الأمن القومي للبلدين اللذين يعتبران أن منطقة الشرق الأوسط أو ما يعرف بالمياه الدافئة تبقى مجالا حيويا خسارة كل شبر فيه يعني انه سيذهب لصالح غريمه.
والمفارقة أنه رغم طغيان هذه الحسابات إلا أن بوتين واوباما اقتنعا أن من مصلحتهما إخفاء سيف المواجهة وإنهاء التعامل بسياسة رفض الآخر لان ذلك سيؤدي حتما إلى خسارة متبادلة لا أحد منهما يريدها وقد وجدا في انعقاد أشغال الجمعية العامة الأممية فرصة لا يجب تضييعها لعقد القمة قبل فوات الأوان بعد أن التقيا في هدف تدمير تنظيم الدولة الإسلامية ووضعاه أولوية بسبب خطره المحدق على كل التوازنات في منطقة لا تعرف الاستقرار. وتلك هي القناعة التي جعلت الرئيس الروسي يؤكد أن العمل المشترك بين بلاده والولايات المتحدة يجب أن يتدعم بما يستدعي التفكير في وضع آليات مناسبة لتحقيق ذلك. ويبدو أن الجانبين بدا فعلا في وضع هذه الآليات إذا أخذنا بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بوجود محادثات تمت بين وزيري الدفاع في البلدين ووزيري الخارجية لتحقيق الهدف المشترك بالقضاء على تنظيم "داعش".
وهو تقارب جعل روسيا تبدي استعدادها لشن ضربات جوية ضد عناصر هذا التنظيم في سوريا والعراق في تحول يؤكد على دور متزايد لروسيا في المعادلة الشرق أوسطية التي أفرزتها رياح الربيع العربي التي بدت في البداية انها بحث عن الديمقراطية والحرية قبل أن تتحول الى حرب تدميرية. ولكن هذا التقارب قد يصطدم بتصور كل طرف للمستقبل السياسي للرئيس السوري بشار الأسد الذي تريد واشنطن أن ترهن بقاءه بمدة زمنية قبل رحيله النهائي بقناعة انه لم يعد صالحا لمرحلة ما بعد عودة الاستقرار ضمن مقاربة لا يقاسمها الرئيس الروسي الذي أكد بصريح العبارة انه يحترم الرئيسين أوباما وهولاند اللذين يصران على ذهابه ولكنهما ليسا رعيتين سوريتين حتى يقررا مصير رئيس دولة مستقلة.
وهي رسالة قوية قد تدفع بالدول الغربية الى إعادة النظر في مواقفها إزاء هذه المسالة إن كانت تبحث فعلا عن تسوية سلمية للازمة السورية.