الظاهرة الإرهابية تفرض نفسها على قمة الاتحاد الإفريقي

اقتناع بحتمية توحيد الجهود للقضاء عليها

اقتناع بحتمية توحيد الجهود للقضاء عليها
  • القراءات: 778
القسم الدولي القسم الدولي
تنتهي اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أشغال القمة الرابعة والعشرين للاتحاد الإفريقي ببيان ختامي ينتظر أن يجمع القادة الأفارقة من خلاله على ضرورة تبني موقف إفريقي "موحد" و"حاسم" لمواجهة تنظيم بوكو حرام المتطرف في نيجيريا.
وقالت رئيسة اللجنة الإفريقية، نكوسازانا دلامينا زوما إن الإرهاب في إفريقيا وخاصة بشاعة التجاوزات المقترفة من طرف "بوكو حرام" أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لأمننا الجماعي وعبء يعيق تنمية القارة بما يستدعي موقفا حازما وفعالا لتحييد كل التنظيمات الإرهابية.
وانطلقت القمة الإفريقية أمس بحضور40  رئيس دولة وحكومة في لقاء يكتسي أهمية خاصة في سياق التطورات التي تعرفها القارة الإفريقية وخاصة في ظل التحولات العالمية ورغبة دولها في إعادة بعث اقتصادها وأنظمتها السياسية وإنهاء الأزمات وبؤر التوتر فيها.
وتم مباشرة في الجلسة الافتتاحية انتخاب الرئيس الزيمبابوي، روبيرت موغابي، رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي وهو في الواحدة والتسعين من العمر.
وهي القناعة التي دافع عنها الأمين العام الأممي، بان كي مون الذي حضر أشغال القمة وقال إن "بوكو حرام" تمثل خطرا للسلم والأمن القومي في نيجيريا والأمن الإقليمي والدولي".
وشدد الاتحاد الإفريقي هذه المرة من لهجته تجاه تنامي خطر هذه الحركة التي وسعت نطاق عملياتها المسلحة من شمال ـ شرق نيجيريا إلى الكاميرون والتشاد.
وهو ما جعل مجلس السلم والأمن الإفريقي يطالب خلال اجتماعه بإنشاء قوة إفريقية للتدخل السريع قوامها 7500 رجل لمواجهة هذا الخطر المستفحل في تأكيد لما تم التوصل إليه في اتفاق مبدئي بين دول نيجيريا والكاميرون والتشاد والبنين والنيجر نهاية العام الماضي التي قررت تشكيل قوة ردع عسكري من 3 آلاف رجل ولكنها لم تتمكن من تشكيلها بسبب خلافات في وجهات النظر بين أبوجا وعواصم الدول الأخرى.
وفرض الشق الأمني نفسه فرضا على جدول أعمال هذه القمة، متقدما على قضايا الأمن الغذائي والحكامة والديمقراطية بسبب تأجج النزاعات في الصومال ومالي وليبيا ودولة جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعيش جميعها أزمات أمنية وسياسية لم تتمكن حكوماتها من احتوائها وبدأت تأخذ أبعادا إقليمية.
وضمن هذا المسعى لاحتواء مثل هذه الأزمات ينتظر أن تعقد لجنة الاتصال حول الأزمة في جنوب السودان المشكلة من مجموعة دول شرق إفريقيا "ايغاد" في محاولة لإيجاد نقطة التقاء بين إخوة الأمس أعداء اليوم، الرئيس سليفا كير ونائبه السابق رياك ماشار وإقناعهما بالعودة الى طاولة المفاوضات المتعثرة بينهما.
وعقد كير وماشار أول أمس لقاء مباشرا برعاية افريقية ولكن كل واحد منهما بقي متشبثا بمواقفه في أزمة تحولت إلى حرب مفتوحة خلفت سقوط آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين.
كما ناقش القادة الأفارقة أيضا تداعيات انتشار داء إيبولا في دول غرب إفريقيا من خلال إيجاد الأموال الكافية لدعم هذه الدول لمواجهته والقضاء عليه بعد أن تحول إلى عدوى حصدت أرواح أكثر من تسعة آلاف شخص غالبيتهم العظمى قتلوا في ليبيريا سبب انعدام اللقاحات اللازمة والعناية الطبية القادرة على الحد من انتشار عدوى هذا المرض الفيروسي الخطير.