بعد تحركات عسكرية باتجاه جنوب غرب ليبيا
الأمم المتحدة تدعو الفرقاء الليبيين إلى التعقّل وتفادي التوتر
- 1205
دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أمس، إلى خفض التصعيد وتفادي مزيد من التوتر بعد تحرك قوات الجنرال الليبي المتقاعد خلفية حفتر باتجاه منطقة جنوب غرب هذا البلد العربي، الذي لا يزال يتخبط في ازدواجية السلطة منذ الإطاحة بنظامه السابق عام 2011، في سياق ما عرف حينها بثورات "الربيع العربي".
ودعت البعثة الأممية في بيان كل "الأطراف المتواجدة إلى التعقّل وتفادي كل عمل عسكري مستفز يمكن أن يعرض استقرار ليبيا الهش وأمن سكانها للخطر".
وكانت هيئة الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في العاصمة، أعلنت أول أمس، أنها وضعت وحداتها في حالة تأهب وأمرتها بالاستعداد لصد أي هجوم محتمل.
وحسب وسائل إعلام محلية ومحللين، فإن هدف القوات الموالية لحفتر هو السيطرة على مطار "غدامس" الواقع على بعد 650 كلم إلى جنوب غرب العاصمة، والذي يخضع حاليا لسيطرة سلطات طرابلس.
وأعلنت قوات "شرق ليبيا" بقيادة صدام حفتر، النجل الأصغر للمشير خليفة حفتر الثلاثاء الماضي، أنها تنفذ عملية قالت إنها شاملة تهدف أساسا ـ حسبها ـ إلى تأمين الحدود الجنوبية للبلاد وتعزيز الاستقرار في هذه المناطق التي وصفتها بالاستراتيجية.
غير أن المجلس الأعلى للدولة ومقره في طرابلس، والذي يعمل بمثابة مجلس الشيوخ، رد أول أمس، بأنه يتابع بقلق بالغ التعبئة العسكرية لقوات حفتر في الجنوب الغربي، والتي تهدف بوضوح إلى تعزيز نفوذه وبسط سيطرته" على هذه "المناطق الاستراتيجية على الحدود ما بين ليبيا وتونس والجزائر.
من جهته حذّر المجلس الأعلى للانتخابات، في بيان صحفي من أنه من المرجح أن تعيدنا هذه التحركات إلى الاشتباكات المسلّحة وتشكل تهديدا مباشرا لوقف إطلاق النّار لعام 2020، مما يقوّض أي جهود لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية وربما يتسبب في انهيار العملية السياسية.
للإشارة فإن ليبيا لا تزال تعاني من إشكالية ازدواجية السلطة، حيث لم تتمكن حتى الآن من التوصل إلى توافق بين فرقائها من أجل تنظيم انتخابات عامة تفضي إلى انتخاب سلطة موحدة تنهي حالة الانقسام التي لا تزال تعصف بهذا البلد العربي المضطرب.