"حماس" تدين الحالة المزرية للأسرى المحرّرين
الإفراج عن 183 فلسطيني مقابل ثلاثة محتجزين إسرائيليين

- 331

تواصلت صفقات الوفاء للأسرى التي تنتزعها المقاومة الفلسطينية من الاحتلال، أمس، بخروج 183 أسير من السجون الصهيونية، من بينهم 18 محكوما بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية و111 أسير من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، مقابل إطلاق المقاومة لثلاثة أسرى إسرائيليين.
جرت عملية تسليم الدفعة الخامسة من الأسرى الإسرائيليين وسط قطاع غزة بنفس طريقة تسليم الدفعات السابقة وسط حضور قوي ومنظم لمقاتلي "كتائب القسام" التي أرسلت مزيدا من الرسائل المشفرة بتمسّكها بأرضها والدفاع عن حقوق شعبها مهما كان الثمن.
ومن وراء منصّة التسليم رفعت "كتائب القسام" لافتة كبيرة كتب فيها باللغات الثلاث العربية والانجليزية والعبرية "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي" في تأكيد واضح على أنه لا أحد يمكنه أن يفرض أي إملاءات على الفلسطينيين في قطاع غزة.
بهذه المناسبة، أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، أن عملية تبادل الأسرى في دفعتها الخامسة تشكل "محطة جديدة من إنجازات الشعب الفلسطيني في إجبار الاحتلال على مواصلة عمليات إطلاق سراح أسرانا الأبطال وكسر الخطوط الحمراء التي وضعها لنفسه".
وقال في تصريحات صحافية بأن عملية التسليم التي جرت أمس، "تحمل رسالة واضحة من كتائب القسام مفادها أن الشعب والمقاومة هم من يرسمون معالم اليوم التالي للعدوان وليس أي قوة خارجية". وأضاف أن "كتائب القسام تثبت أن استشهاد قياداتها يزيدها إصرارا على تحقيق أهدافها واستمرار تماسكها والتفاف الجماهير من حولها، كما حدث أمس في المنطقة الوسطى من قطاع غزة".
ومن رسائل التسليم، التي تحدث عنها القيادي في "حماس"، كشف الوهم الذي كان يروّجه نتنياهو بتحقيق ما سمّاه النصر المطلق على الشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يواصل احتضان المقاومة وأبنائها، ليثبت فشل كل محاولات الاحتلال الصهيوني المجرم بفصله عنها.
من جانبه قال مدير مكتب إعلام الأسرى، أحمد القدرة، إن "هذا الإفراج يشكل محطة جديدة في مسار النضال المستمر لتحرير جميع الأسرى، وهو دليل على أن الاحتلال، رغم جبروته، لا يستطيع فرض معادلاته بالقوة طالما أن في هذا الشعب من يقاتل ويدافع عن حقوقه"، مضيفا أن "ما نشهده هو انتصار آخر يُضاف إلى سجل المقاومة". وأكد القدرة أن تحرير الدفعة الخامسة من صفقة "طوفان الأحرار" جاء ثمرةً لصمود المقاومة وثبات الشعب الفلسطيني، الذي يبرهن في كل محطة أن الإرادة الراسخة والعزيمة الصلبة هي مفتاح الحرية وأن الحقوق لا تُستجدى بل تُنتزع بتضحيات الأحرار.
وأشار مدير مكتب إعلام الأسرى إلى أنه في الوقت الذي يحتفي فيه الفلسطينيون بهذا النصر، لا يزال آلاف الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون أشد أشكال القمع والتنكيل، في محاولة يائسة لكسر إرادتهم وإخماد عزيمتهم.
وفي هذا السياق، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني عن نقل سبعة أسرى محرّرين مباشرة بعد خروجهم من المعتقلات الإسرائيلية إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب حالتهم الصحية المزرية جراء تعرّضهم للتعذيب وكل أشكال التنكيل الممارسة في حقهم طيلة فترة اعتقالهم. وهو ما جعل حركة "حماس" تدين بشدة الحالة المزرية التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون، مقابل التزام مقاومتها بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى. وقالت إنها "بذلت جهدًا كبيرًا للحفاظ على حياتهم رغم القصف الصهيوني ومحاولات مجرم الحرب نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم".
وأكدت "حماس" بأن "ما ظهر من تردٍ للحالة الصحية لأسرانا المحرّرين في صفقة التبادل التي جرت ظهر هذا اليوم ضمن الدفعة الخامسة وما سبقها، يكشف مجدداً عن الحالة المأساوية التي يعيشها أسرانا داخل سجون الاحتلال". وقالت إن "العالم اليوم يشهد الفرق الكبير بين التعامل الإنساني والأخلاقي للمقاومة مع أسرى الاحتلال، مقابل التعامل القمعي والوحشي للاحتلال مع أسرانا".
وأضافت أن "تحويل سبعة أسرى فور الإفراج عنهم إلى المستشفيات ومن بينهم الأسير المحرّر القيادي الشيخ جمال الطويل، يدل على منهجية إدارة سجون الاحتلال في اعتداءاتها وتنكيلها بأسرانا دون مراعاة للسنّ أو للظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها كثير من الأسرى. وهو ما يأتي ضمن سياسة حكومة الاحتلال المتطرّفة التي تنتهج القتل البطيء بحق الأسرى داخل السجون".
وحذّرت "حماس" من استمرار عمليات التعذيب والقمع والتنكيل والإهمال الطبي التي تمارس بحق الأسرى، مجدّدة العهد بأن لا تدخر جهداً حتى نيل حريتهم وتبييض كافة السجون رغم أنف الاحتلال. ودعت فصائل الشعب الفلسطيني وكل قواه والمؤسّسات الحقوقية والإنسانية للوقوف عند مسؤولياتهم والعمل على إسناد الحركة الأسيرة بكل السبل الممكنة.