تحت وقع القصف الصهيوني العنيف ونزوح قرابة مليون شخص

الجيش اللبناني يدعو للحفاظ على الوحدة الوطنية

الجيش اللبناني يدعو للحفاظ على الوحدة الوطنية
  • القراءات: 663
ص. م ص. م

دعا الجيش اللبناني، أمس، اللبنانيين إلى "الحفاظ على الوحدة الوطنية" و"السلام المدني" بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي على لبنان والذي تسبب في سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى ونزوح نحو مليون مواطن.

جاء في بيان للجيش بأنه "يدعو المواطنين للحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار إلى أعمال من شأنها المساس بالسلم المدني في هذا الوقت الخطير"، مضيفا أن "العدو الإسرائيلي يسعى لوضع مخطط تدميري وزرع الفرقة بين اللبنانيين".
وكان الجيش اللبناني نشر قوات إضافية منذ يوم الجمعة في بيروت التي لجأ إليها عشرات الآلاف من المواطنين الفرار من القصف الصهيوني العنيف المستمر على عدة مناطق في لبنان خاصة في جنوبه والضاحية الجنوبية لبيروت.
 وأفادت تقارير إعلامية، أمس، بانتشال جثمان قائد حزب الله، حسن نصر، من موقع الهجوم الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرة إلى أنه مات اختناقا وأنه كان لحظة القصف في غرفة من دون تهوية بما تسبب في اختناقه رفقة من كانوا معه بغازات القنابل الصهيونية المتفجرة.
ورغم الخسار الفادحة في الأرواح التي مني بها "حزب الله" بخسارته أعلى هرم في السلطة وعدد هام من أبرز قادته العسكريين، إلا أن الحزب واصل أمس، قصف شمال فلسطين المحتل، معلنا عن استهدافه لصفد إسنادا لغزة ودفاعا عن لبنان.
وبالمقابل واصل الطيران الحربي الصهيوني غاراته العنيفة على لبنان بعد ليلة مشتعلة أخرى عاشها هذا البلد العربي المنهك اقتصاديا ويعاني من مدة من أزمة سياسية خانقة وزاد التصعيد الصهيوني في تأزيم وضعه على جميع الأصعدة.

استشهاد 14 مسعفا في ظرف 48 ساعة

فخلال دقائق، شنّ طيران الاحتلال أمس، أكثر من 36 غارة على مناطق مختلفة من بعلبك والبقاع في لبنان، وسط معلومات عن سقوط ضحايا، وذلك تزامنا مع اعلان وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 14 مسعفا في ظرف 48 ساعة الماضي بسبب الغارات الصهيونية المكثفة على لبنان.
من جانبها، أعلنت وسائل إعلام محلية عن استشهاد 17 مواطنا لبنانيا من عائلة واحدة، أمس، إثر قصف الكيان الصهيوني مباني سكنية في بلدات البقاع الشرقي.
وتواصلت الغارات على عدد من المناطق اللبنانية على غرار مدينة بعلبك وبلدات النبي شيت وتمنين التحتا والخريبة والهرمل وحلبتا وسحمر، إضافة إلى العين وايعات العين في البقاع.
ومنذ مساء أول أمس، قصف جيش الاحتلال بلدة الشويفات الواقعة في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان بما تسبب في تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من الموقع المستهدف.
كما شنّ طيرانه الحربي غارات على بلدات ومناطق الجنوب من كفرملكي والغازية وعنقون واللوبية وأطراف مدينة بعلبك والمنطقة الحدودية الفاصلة بين قضاء الهرمل وسوريا وحي كسار الزعتر في مدينة النبطية ومرتفعات بلدة بيت شاما وبلدة شمسطار.
ونفس الوضع العنيف عاشته في مدينة صور، حيث نفذ الاحتلال غارة بين بلدتي عنقون وكفرحتى وسط أنباء عن وجود إصابات.
وفي العاصمة بيروت شنّت الطائرات الحربية الصهيونية غارة على منطقة الطيونة – الشياح وحلقت على ارتفاع منخفض في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت التي عادت وقصفتها أمس بعنف.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة في لبنان قد يكون وصل إلى مليون شخص، معتبرا أن هذا النزوح قد يكون "الأكبر" في البلاد.وقال ميقاتي في مؤتمر صحفي إثر اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية في بيروت أمس أن "هناك 778 مركز إيواء، تضم حتى الآن 118 ألف شخص"، لكن "المقدر أن عدد النازحين أكبر بكثير من هذا العدد وقد يصل لحد المليون شخص" نزحوا في الأيام الأخيرة من جنوبي البلاد وشرقيها ومن الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف "العدد كبير جدا، قد يصل إلى مليون لبناني تحرّكوا من مكان إلى مكان خلال أيام، قد تكون هذه أكبر عملية نزوح حصلت في المنطقة ولبنان وفي التاريخ" في بلد يقدر عدد سكانه بنحو  6 ملايين نسمة.

نداء أممي استعجالي لمساعدة النازحين اللبنانيين

ومع تواصل موجة النزوح، أطلق برنامج الغداء العالمي الأممي عملية استعجالية لتمويل مساعدة غذائية لفائدة مليون شخص تضرروا جراء العدوان الصهيوني في لبنان.وقال البرنامج الأممي المتواجد مقره في العاصمة الايطالية، روما، في بيان له بأن "التصعيد الإضافي للصراع في نهاية هذا الأسبوع، سلّط الضوء على الحاجة إلى استجابة إنسانية فورية".
وقال مدير البرنامج في لبنان، ماتهوي هولنغورث، أنه "مع تفاقم الأزمة، نستعد لمساعدة ما يصل إلى مليون شخص بمزيج من المساعدات النقدية والغذائية"، داعيا المجتمع الدولي إلى المساهمة بمبلغ 105 ملايين دولار لتمكين برنامج الأغذية العالمي من تمويل هذه العمليات حتى نهاية العام الجاري.