خروج وشيك لطواقمه عن الخدمة في كافة محافظات القطاع
الدفاع المدني في غزة يطلق آخر نداءات الاستغاثة
- 330
أكد جهاز الدفاع المدني في غزة، أمس، أنه قاب قوسين أو أدنى من إعلان تحييد خدماته الإنسانية وخروجه عن الخدمة في كافة محافظات قطاع غزة، بما يهدّد حياة مليوني و400 ألف مواطن في هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية، إذ لا يستبعد أن يجدوا أنفسهم فاقدين لأي تدخّلات إنسانية.
حمل الجهاز في بيان، تطرّق خلاله إلى التداعيات الخطيرة لتعطيل عمليات التدخلات الإنسانية، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، مسؤولية استمرار العدوان الصهيوني وترك أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل بلا استجابة وتدخل إنساني. وشدّد على أنه آن الأوان للتضامن مع الشعب الفلسطيني في كل الساحات والسفارات من أجل إنهاء الحرب على غزة وإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة الممارسات والعدوان الصهيوني وإيقاف هذا الشلال من دماء الأبرياء قبل الوصول إلى مرحلة اللاعودة من الكوارث الإنسانية.
وطالب المنظمات الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل إدخال الوقود للدفاع المدني في قطاع غزة وإدخال المعدات اللازمة من أجل إسعافه وإبقاء عمله مستمر. وحمله المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدم إمداده بالوقود وبمعدات الإنقاذ والإطفاء واستهداف الطواقم والمركبات.
كما طالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية والعمل على وصول المساعدات بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة والإسراع بفتح جميع المعابر.
وذكر البيان بالتحذير الذي أطلقه الدفاع المدني قبل عام من الآن، من مغبة انهياره نظرا لشراسة التدمير والقتل الذي لم يشهد مثيله الشعب الفلسطيني. وعبر حينها عن مخاوفه من تدمير هذا الجهاز الإنساني واستهداف عناصره وإفراغه من عمله وتحييده عن رسالته.
وقال "لكننا اليوم وبعد 430 يوم من الحرب حصل ما خشينا وحذرنا منه، وأصبحنا فعليا بلا مقوّمات عمل ولحق بجهازنا الخدماتي تدميرا كبيرا"، مشدّدا على أن هذا الجهاز يمر هذه الأيام بالمرحلة الأصعب منذ تاريخ إنشائه عام 1994 في ظل تآكل الكادر البشري وتدمير المعدات والآليات.
وأضاف "لقد وصلنا إلى مرحلة تقود فيها طواقمنا مركبات الإطفاء والإنقاذ بالدفع اليدوي لتستجيب لنداءات المواطنين، وقد شاهد العالم ذلك عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أثّر على سرعة التدخل الإنساني"، مؤكدا أن الاحتلال منذ أن شنّ هذه الحرب، يتعمّد عن سبق الإصرار استهداف أجهزة الخدمة الإنسانية من أجل إضعافها وجعلها عاجزة عن تقديم الخدمة الضرورية للمواطنين. وبلغة الأرقام فقد الجهاز خلال حرب الإبادة الصهيونية 89 من إطاراته الميدانيين من أصل 314 عامل ميداني وأصيب 304 آخرين. كما اعتقل جيش الاحتلال 22 عنصرا، وفقد كليا 40 مركبة إطفاء وإنقاذ وإسعاف من أصل 72 مركبة، مما أحدث عجزا كبيرا في مستوى الاستجابة الإنسانية.