في وقت يحتاج فيه العالم إلى تكاتف اكبر لمواجهة جائحة " كورونا"

الرئيس الأمريكي يرسم انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية

الرئيس الأمريكي يرسم انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية
  • 661
م. م م. م

قررت الولايات المتحدة، أمس، الانسحاب بشكل رسمي من عضوية منظمة الصحة العالمية تنفيذا لتهديدات سبق للرئيس دونالد ترامب أن توعد بها في عز تفشي وباء "كورونا" وظهور موجة وباء ثانية في عدة مناطق من بلدان العالم.

وكان الرئيس الأمريكي، برر قراره بانسياق المنظمة وراء الصين وتأخرها في الإعلان عن ظهور الوباء في مقاطعة يوهان وعدم تحركها في الوقت المناسب لتمكين المجموعة الدولية من اتخاذ إجراءاتها الوقائية لمنع تفشي الوباء وتجنيب البشرية اكثر من 550   الف صحية ، 130 الف من بينهم من المواطنين الأمريكيين و12 مليون مصاب واقتصاد عالمي على حافة الإفلاس.

وينتظر أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ في السادس جويلية من العام القادم حيث يتعين على الولايات المتحدة استيفاء شرطين اثنين قبل إتمام عملية الانسحاب وهو احترام مهلة عام لذلك ودفعها كامل مستحقات انخراطها.

وأثار قرار الرئيس الأمريكي ردود فعل أمريكية ودولية مستنكرة وخاصة وانه يأتي والعالم يواجه أعقد أزمة صحية، لها سواء من حيث كلفتها البشرية أو من حيث كلفتها المالية والاقتصادية على شعوب كل العالم. 

واستهجن، جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث نوفمبر القادم وقال إن أول قرار سيتخذه في حال انتخابه سيكون إلغاء هذا القرار، وأكد أن قيادة أمريكا في العالم في مجال محاربة الأمراض والأوبئة في العالم عبر مساهمات الأمريكية في ميزانية المنظمة العالمية. وأضاف أن الأمريكيين يشعرون انهم في أمن عندما تلتزم أمريكا بدعم الصحة العالمية.

كما انتقدت عديد دول العالم القرار الأمريكي كونه يأتي في وقت يمر فيه العالم بإحدى اعقد الأزمات الصحية والتي تستدعي بدلا عن ذلك  تضامنا دوليا اكبر لحصر نطاق انتشار فيروس " كوفيد ـ 19" ومنع حصده لمزيد من الأرواح البشرية.

وانتقد زهاو لي جيان الناطق باسم الخارجية الصينية، أمس، قرار الرئيس الأمريكي وقال إنه جاء ليؤكد التصرفات الأحادية الجانب التي ما انفك يتخذها  لضرب تجانس القرار الدولي وبكيفية تؤثر سلبا على كل الجهود الدولية وتلحق أضرارا بالدول النامية.

وهو ما أكدت عليه الحكومة الألمانية التي اعتبرت قرار الرئيس، ترامب بمثابة ضربة للتعاون العالمي في مجال محاربة الأوبئة  والفيروسات الفتاكة والتي تحتم على العالم تعاونا اكبر لمواجهة خطرها.

وكانت فيدرالية العلماء الأمريكيين استنكرت هذا القرار وقالت انه جاء في وقت والعالم في امس الحاجة إلى تعاون وتضامن دولي اكبر  مؤكدة أن القرار سيلحق أضرارا كبيرة بالجهود المبذولة لمحاربة وباء "كورونا" في العالم.

وقال روبيرت ميننديز  النائب الديمقراطي وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أن القرار لن يحمي أرواح الأمريكيين ولا المصالح الأمريكية ولكنه قرار سيجعل الأمريكيين اكثر مرضا وأمريكا وحيدة في العالم.

ولم تعلق منظمة الصحة العالمية على هذا القرار واكتفت بالقول أن تفشي جائحة "كورونا " يتسارع وأن ذروة انتشارها لم  نبلغها بعد، في ظل تسجيل إصابة اكثر من 400 الف شخص خلال اليومين الأخيريين وخاصة في ظل تأكيدات على قدرة انتشار  الفيروس عبر الهواء مما يجعل خطره مضاعفا وعدد المصابين كذلك. وتبلغ قيمة اشتراك الولايات المتحدة في ميزانية منظمة الصحة العالمية حوالي 400 مليون دولار سنويا بما يعادل 15 بالمئة من إجمالي الميزانية السنوية لهذه المنظمة.