قال إنه لم يستخدم سلاح بلاده النّووي
الرئيس جونغ ـ إن يبعث برسائل تهدئة باتجاه الدول الغربية
- 689
طمأنت سلطات كوريا الشمالية أمس المجموعة الدولية بأنها لن تلجأ إلى استخدام أسلحتها النووية إلا في حال تعرضها لهجوم نووي من قوى نووية أخرى. وأكد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ـ إن خلال مؤتمر الحزب العمال الحاكم في بيونغ يونغ أنه يرغب في تحسين علاقات بلاده مع كل الدول بما فيها المعادية لها. وأكد الرئيس جونغ ـ إن أمام الآلاف من ممثلي حزب العمال الكوري في مؤتمر يعقده لأول مرة منذ 36 عاما والذي خصص للإعلان عن مخطط خماسي لإعطاء ديناميكية جديدة لاقتصاد آخر بلد شيوعي في العالم أنه سيلتزم بتعهداته باحترام عدم الانتشار النووي وأنه سيعمل من أجل نزع السلاح النووي في كل العالم.
وتزامنت رسائل الطمأنة التي وجهها الزعيم الكوري الشمالي مع تحذيرات غربية من استعدادات بيونغ يانغ للقيام بخامس تجربة نووية رغم التحذيرات والعقوبات التي سلطتها القوى الغربية عليها لمنعها من مواصلة تحديها للمجموعة الدولية في هذا الشأن. وهي المخاوف التي زادت مع تصريحات كيم يونغ، عندما احتفل بالتجربة التاريخية لرابع قنبلة نووية تقوم بلاده بتفجيرها بداية العام الجاري وأراد من خلالها التأكيد على قوة الردع التي امتلكتها بلاده بعد أن دخلت نادي الدول النووية. ولكن الرقم الأول الكوري الشمالي حرص أمس على تبديد هذه المخاوف عندما أكد أن بلاده رغم تلك التجربة تبقى "قوة نووية مسؤولة" وأنها لن تلجا إلى استخدام هذا السلاح الفتاك إلا في حال انتهكت سيادتها الوطنية من طرف قوى معادية بهجوم نووي.
ولم يستبعد متتبعون للخطاب الرسمي في كوريا الشمالية أن تمد بيونغ يانغ يدها باتجاه واشنطن على خلفية اللقاءات غير الرسمية التي تمت في العديد من المرات بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم الكوريين الشماليين ولكنها لقاءات بقيت دون نتيجة عملية بعد أن فشل الجانبان في تحديد أطر حوار دبلوماسي مباشر قد ينهي القطيعة القائمة بين البلدين منذ الحرب الكورية سنة 1953. وفي أول رد فعل على مضمون خطاب الرئيس الكوري شكك مسؤولون كرويون جنوبيون في صدق نوايا الشقيقة الشمالية وقالوا أنهم لم يلاحظوا أي تغير في موقفها وأنها ليست لديها إرادة حقيقية في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بقناعة أن أي تغيير حقيقي يبقى التزامها بالتخلي عن السلاح النووي. وأضافوا أن خطاب الرئيس جونغ ـ إن مجرد بلاغة لغوية ولم يتضمن نية حقيقية لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وهو ما جعلهم يرفضون كل فكرة لإجراء حوار مع الأخت ـ العدوة ما لم تلتزم بإزالة كل مظاهر التسلح النووي فيها.