طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته
الرئيس غالي يؤكد تمسك الصحراويين بتقرير المصير
- 857
أكد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، رفض جبهة البوليزاريو ”القاطع” لمقترح المغرب بمنح ”الحكم الذاتي” للصحراء الغربية وشدد تمسكها بخيار ”تقرير المصير” من منطلق أن الصحراويين ليسوا مغاربة وقضيتهم مسجلة كقضية تصفية استعمار.
وقال الرئيس الصحراوي في مقابلة خاصة مع قناة ”الحرة”، أول أمس، إن ”النظام المغربي كأي مستعمر مع اشتداد خناق الشعوب المكافحة على مستعمرها يبحث عن الحلول العرجاء وأنصاف الحلول”.
وأضاف ”نحن لسنا مغاربة حتى يعطى لنا حكم ذاتي.. فالحكم الذاتي حل يعطى لمناطق متمردة داخل دولة معينة.. نحن لم نكن مغاربة ولسنا مغاربة ولن نكون مغاربة ومغربتنا بقوة القمع والسلاح جربت لمدة 45 سنة ولم تجن منها أي ثمرة”. وقال ”فليكن نظام المغرب سخيا ويعطي الريف الحكم الذاتي”.
وشدد الأمين العام لجبهة البوليزاريو على ”ضرورة إجراء استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية” التي هي أرض صحراوية بمساحة 266 ألف كلم مربع وغنية بالفوسفات وتحيط بها مياه محيط غنية بالأسماك ويسيطر عليها المغرب منذ 1975.
وعاد ليؤكد في مقابلته المتلفزة بأن ”اقتراح الحكم الذاتي ولد ميتا باعتبار أننا أمام قضية تصفية استعمار مسجلة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن 17 إقليما لم تمارس حقها في تقرير المصير من خلال استفتاء أو بطريقة أخرى”.
وقال في هذا السياق ”مطلبنا وحقنا معترف به دوليا ولن نقبل مقايضته بأي مقترح آخر لا حكم ذاتي ولا جهوي ولا غير ذلك.. نطالب بحقنا في تقرير المصير ونرفض أي حل خارج هذا الإطار”. وانتقد الرئيس غالي تعامل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع قضية ”الصحراء الغربية”، مهاجما بالأخص فرنسا التي قال إنها ”تعرقل مسار جهود المجتمع الدولي في تطبيق الشرعية الدولية وممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره”. وأضاف بأن ”تعامل الأمم المتحدة مع الموضوع شكل خيبة أمل حقيقية للشعب الصحراوي”.
وحذر من أن ”الشعب الصحراوي يكاد صبره ينفد وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في يوم واحد بحرية ثم احترام نتائج هذا الاختيار الحر.. بدون ذلك فحقنا سنتمكن منه مهما كانت الصعوبات ومهما كانت التضحيات”.
كما حذر من أن ”تعنت النظام المغربي الأعمى وعدم احترامه للشرعية الدولية ستفرض على الشعب الصحراوي وجبهة البوليزاريو رفع السلاح من جديد”، مضيفا ”لا أهدد ولن نهدد بالحرب لأننا عشنا الحرب وكلفتنا تضحيات كبيرة لكن إذا كانت ممرا إجباري فسنمر منه لنصل إلى ممارسة حقنا في تقرير مصيرنا واستقلالنا”. ولأنه حذر أيضا المجتمع الدولي من نفاد صبر الشعب الصحراوي، فقد طالب هذا الأخير بتحمل مسؤولياته بالإسراع في تمكين شعب بلاده من حقه في تقرير المصير لتفادي وقوع سيناريو قد يعصف بأمن واستقرار المنطقة. وقال ”هذا ما يسعى إليه نظام الاحتلال المغربي من خلال استفزازاته المتواصلة على جدار العار وفي المناطق العازلة وكذلك تعنته الأعمى وعدم احترامه للشرعية الدولية”.
وكانت الأمم المتحدة قد نجحت في جمع طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب في اجتماعين بسويسرا في ديسمبر 2018 ومارس 2019 شاركت فيهما الجزائر وموريتانيا كدولتين مراقبتين بعد ست سنوات من توقف المفاوضات.
وفي نهاية الاجتماع الثاني، أكدت جبهة البوليزاريو أن ”المغرب لم يبد أي رغبة في الالتزام بعملية جدية للمفاوضات”. ولم يحدد موعد بعد لجولة ثالثة من المفاوضات خاصة بعد استقال المبعوث الشخصي للامين العام الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر وبقاء هذا المنصب شاغرا إلى يومنا هذا.