قال إنه "يحق" لإسرائيل ضم جزء من الضفة الغربية
السفير الأمريكي يتجاهل حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم
- 609
يتأكد من يوم إلى آخر أن صفقة القرن الأمريكية لاحتواء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي سيكون مآلها الفشل المحتوم بسبب الانحياز المفضوح لإدارة الرئيس دونالد ترامب إلى جانب الكيان العبري على حساب انتهاك واغتصاب مزيد من الحقوق الفلسطينية المهضومة.
ففي خرجة جديدة لمسؤولين أمريكيين اعتادوا على إعطاء ما لا يملكون إلى ما ليس لهم حق فيه، جاءت تصريحات السفير الأمريكي في دولة الكيان العبري لتزيد الطينة بلة بعدما أكد، أمس، ما زعم أنه "حق" إسرائيل في ضم جزء من الضفة الغربية المحتلة.
وقال دفيد فريدمان في حوار نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر، أمس، إنه "في ظل بعض الظروف... أعتقد أنه يحق لإسرائيل الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية وليس كلها".
بل إن السفير الأمريكي ذهب في تصريحاته إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن "آخر شيء العالم في حاجة إليه هو إقامة دولة فلسطينية فاشلة بين إسرائيل والأردن"، قبل أن يضيف "إننا نعتمد على أساس أن المخطط الجيد في الوقت المناسب يحظى بردود فعل جيدة". والإشارة واضحة إلى صفقة القرن التي أعدها جارد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي على أساس أنها خطة جديدة لإحلال السلم في منطقة الشرق الأوسط والتي لم يتم بعد الكشف عن مضمونها.
والحقيقة أن إدلاء السفير الأمريكي بمثل هذه التصريحات الصادمة التي تجاهل من خلالها حق شعب بأكمله في إقامة دولته المستقلة لا تنم إلا عن نوايا مبيتة لإدارة أمريكية تعمل المستحيل من أجل إرضاء حليفتها المدللة إسرائيل من خلال إهدار الحقوق الفلسطينية المغتصبة أصلا. كما أنها تؤكد أن صفقة القرن التي تراهن عليها واشنطن ما هي إلا محاولة للقضاء على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة ومسح اسم فلسطين نهائيا من على خارطة العالم في مسعى شرعت إدارة ترامب في ترجمته على أرض الواقع من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها حتى أنها اعترفت بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.
ثم إن السفير الأمريكي الذي يدعي بحق إسرائيل في ضم جزء من الضفة الغربية فماذا يبقى بعدها للفلسطينيين الذين نهبت ممتلكاتهم وسلبت أراضيهم وهدمت بيوتهم وهجروا منها وحوصروا في مساحة صغيرة من أرضهم التي ورثوها عن أسلافهم منذ الأزل قبل أن تأتي عصابات الهاغانا أربعينيات القرن الماضي لتقتلعها منهم بقوة الحديد والنار. وهو ما يطرح التساؤل بقوة حول كيفية إحلال السلم والأمن الذي تدعي إدارة ترامب أن صفقة القرن كفيلة بتحقيقه في منطقة الشرق الأوسط وأول ما تفعله هذه الإدارة حرمان الفلسطينيين من كل حقوقهم تباعا من العودة إلى إقامة الدولة والتمتع بالسيادة والحرية وحتى ممارسة شعائرهم الدينية...إلخ
وإلى حين كشف الإدارة الأمريكية عن مضمون صفقة القرن في الوقت المناسب كما يقول السفير الأمريكي، يبقى التوتر هو سيد الموقف على الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس فقط بسبب الاعتداءات والانتهاكات اليومية التي تقترفها قوات الاحتلال ضد كل ما هو فلسطيني ولكن أيضا بسبب استمرار مثل هذه التصريحات والممارسات الأمريكية المعادية والمناهضة أيضا لكل ما هو فلسطيني.