أيقن أن الخطر الحقيقي يمثله "داعش" وليس الأسد
الغرب على خطى روسيا في معالجة الأزمة السورية
- 681
تغيرت مواقف الدول الغربية من مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجمات باريس الأخيرة التي جعلتها تعيد النظر في حساباتها بقناعة أن الخطر الحقيقي الذي يتهددها حاليا هو تنظيم "الدولة الإسلامية". وأيقنت الدول الغربية التي كانت في الأمس القريب من أشرس المعارضين لبقاء الرئيس السوري في سدة الحكم في دمشق بعد هذه التفجيرات أن بقاء هذا الأخير يشكل اقل الأضرار مقارنة بالخطر الكبير الذي أصبح يشكله تنظيم الدولة الإسلامية على كامل أوروبا.
وهي المقاربة التي دافعت عنها روسيا منذ الوهلة الاولى من اندلاع الأزمة السورية ووجدت في تفجيرات باريس مؤخرا أقوى دليل على مصداقيتها بل أنها أصبحت على قناعة تامة انه لا يمكن البتة فرض رحيل الأسد كشرط مسبق قبل تشكيل أي تحالف ضد الإرهاب. وهو ما عبر عنه صراحة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعرب عن أمله في أن يكون هناك تغيير في المواقف لدى الشركاء الغربيين.
وقال خلال لقاء جمعه بنظيره اللبناني جبران بسيل أن "الأولوية الآن أمام المجموعة الدولية تبقى وضع آليات لمكافحة حقيقية لتنظيم الدولة الإسلامية ومختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى قبل الحديث عن مصير الرئيس بشار الأسد". وأضاف أنه "من غير المقبول وضع شروط مسبقة لأي تحالف ضد الإرهاب". والإشارة واضحة باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية التي ورغم تمسكها بفكرة رحيل الأسد إلا أنها وجدت نفسها مضطرة الى فتح باب التعاون مع روسيا بعد تفجيرات باريس التي أخلطت حساباتها وقد تدفعها إلى تغيير موقفها من الرئيس السوري.
ويبقى مثل هذا الطرح واردا خاصة وأن مقاربة روسيا وجدت من يساندها على الساحة الدولية بعدما سارعت فرنسا إلى المطالبة بتشكيل تحالف دولي موحد من أجل محاربة تنظيم "داعش" بعيدا عن مسالة تحديد مصير الأسد التي كانت طيلة الأربعة سنوات الماضية محل شد وجدب بين الداعمين والرافضين له. وبادراك فرنسا وعدة عواصم غربية أخرى أن الخطر الحقيقي الذي يجب التصدي له هو ذلك الذي أصبح يشكله هذا التنظيم الإرهابي فان الرئيس السوري سيكون المستفيد الأول من هجمات باريس.
وصبت تصريحات وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو في هذا الاتجاه عندما اكد أن التمسك بالرئيس الأسد أصبح اليوم اقل ضرر مقارنة بالتهديد الإرهابي على أوروبا. وقال غارسيا مارغالو أن "اقل الأضرار حاليا التمسك ببشار الأسد من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار يسمح بمساعدة النازحين ...وخاصة مهاجمة العدو المشترك "داعش". وأضاف الوزير الاسباني الذي سبق ولمح بطريقة غير مباشرة لمثل هذا الطرح انه "يجب استبدال لغة "نعم لبشار" أو "لا لبشار" بلغة هل نعم للسلام أو لا الحرب".