في الذكرى الرابعة لتطبيعه العلاقات مع الكيان الصهيوني
المخزن.. من بيع البلاد وقمع العباد إلى خيانة أم القضايا
- 152
ينتظر أن يخرج المغاربة اليوم، في مظاهرات ومسيرات شعبية ضمن "يوم احتجاجي وطني" استجابة لدعوة "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" للضغط على الحكومة من أجل وقف اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يستمر في جرائمه بقطاع غزّة منذ ما يزيد عن 450 يوم.
تأتي الدعوة لتنظيم هذه المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع تزامنا مع الذكرى الرابعة لتوقيع اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني في 22 ديسمبر 2020، والذي أثار موجة احتجاج وغضب عارمة لدى الجبهة الداخلية المغربية التي لا تزال تعارض هذا الاتفاق المخزي وتواصل حملتها لإسقاطه.
وتمر اليوم أربع سنوات على ترسيم المخزن لعلاقاته الخيانية مع الكيان الصهيوني والتي تجاوز فيها كل الخطوط ، بعد أن رهن البلاد لكيان استعماري واستدماري جعل من المملكة بوابة لتنفيذ مخططاته الخبيثة في المنطقة، وضد القضية الفلسطينية ليغرق المخزن في مستنقع فضائح ومؤامرات ليس لها أول ولا آخر.
البارز في "صفقة العار" التي باع فيها المخزن القضية الفلسطينية قبل أربع سنوات بتغريدة لا تسمن ولا تغني من جوع قانونيا مقابل محاولة "شرعنة" احتلاله للصحراء الغربية، هو الرفض القاطع للشعب المغربي لأية علاقة مع هذا الكيان المحتل الذي ما حل بمكان إلا وحل به الخراب.
واللافت أيضا أنه رغم سقوط أكذوبة المخزن حول الهدف من التطبيع (خدمة القضية الفلسطينية) وتهاوي مخططه الاستعماري في الصحراء الغربية، مع تأكيد الأمم المتحدة على أن الإطار القانوني للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، شرع النظام المغربي أبواب البلاد أمام هذا الكيان المارق الذي جعل من المغرب قاعدة خلفية لبث سمومه لتفتيت المنطقة ونهب ثرواتها ومقدراتها.
والمتتبع لهذا المسار المشؤوم يجد أن حصيلة أربع سنوات من التطبيع كانت كارثية على المغرب بكل المقاييس وفي مختلف الميادين، حيث فقدت البلاد سيادتها الوطنية بعد ارتهان قرارها السياسي وضياع أمنها الاقتصادي.
فخلال العام الأخير من التطبيع أصبح واضحا وجليا أن المغرب تحول بكل ما تحمله الكلمة من معنى إلى "مستوطنة" صهيونية بعد أن باع بلاده بأبخس الأثمان ونزع أراضي وأملاك مواطنيه وسلمها للصهاينة.
واستجابة لدعوة "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" وتحت شعار "التطبيع خيانة"، خرجت حشود من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة الأخير، للأسبوع الـ63 على التوالي، بعدة مدن مغربية وقرى للتنديد بالإبادة الصهيونية المستمرة، مطالبين بحماية المدنيين الفلسطينيين، وقال مصدر في الهيئة إن "58 مدينة في مختلف أنحاء البلاد أعلنت تنظيمها 115 مظاهرة في جمعة "طوفان الأقصى" بين وقفات احتجاجية أمام المساجد بعد صلاة الجمعة وأخرى بعد صلاتي المغرب والعشاء".
وندد المشاركون بالجرائم التي يقترفها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، وباستمرار الصمت والتواطؤ الدولي معه، مجددين المطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وحملوا الأعلام الفلسطينية وشعارات تطالب بإسقاط التطبيع من بينها "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و«يا صهيون يا ملعون فلسطين في العيون" و«فلسطين أمانة .. التطبيع خيانة".
وأكد عضو المكتب الوطني "للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، سعيد مولاي التاج، أن رفع الهيئة لشعار "التطبيع جريمة" جاء "لنؤكد أن الصمت إزاء ما يجري في فلسطين هو جريمة، وأن التطبيع الرسمي هو جريمة الجرائم، ولنجدد تنديدنا بموقف النظام المغربي الذي ما زال مصراً على التطبيع رغم تهاوي كل المبررات التي ساقها لتسويقه والقبول به". وشدد مولاي التاج، على أن "وقفات اليوم تهدف إلى تذكير أبناء الشعب المغربي أن التطبيع اليوم بات سرطاناً لا يهدد الشعب الفلسطيني ومصالحه فقط، بل يهدد وجود المغرب ووحدته واستقراره وأمنه"، مؤكداً أنه من "منطلق العقيدة الإسلامية والغيرة الوطنية والعاطفة الإنسانية ندعو الجميع للتصدي لهذه الجريمة، والعمل بكل الوسائل لإسقاطه وإسقاط داعميه ومناصريه".
في ذات السياق، أكد العضو بنفس الهيئة محمد الرياحي، أن هذه الفعاليات من مظاهرات ووقفات ومسيرات وندوات "ساهمت في جعل قضية فلسطين حيّة ومتوهجة لدى كل فئات المجتمع"، مضيفا أنها "أعطت الدعم المعنوي المطلوب لمَن يقف في خط المواجهة الأولى من الشعب الفلسطيني، ضد الكيان المجرم ومن يدعمه". وتزامنت فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني مع إحياء اليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي يصادف يوم 20 ديسمبر من كل سنة، في سياق يعكس حراكا شعبيا يعبّر عن مدى الرفض العارم للتطبيع الصهيوني ـ مخزني الذي فرضته الدولة على المغاربة.