داخل أحد السجون بمدينة العيون المحتلّة

المخزن يعذّب أسيرا صحراويا حتى الموت وعائلته تطالب بفتح تحقيق

المخزن يعذّب أسيرا صحراويا حتى الموت وعائلته تطالب بفتح تحقيق
المواطن الصحراوي عمر باهيا عبد المجيد
  • 183
ق. د ق. د

أقدمت سلطات الاحتلال المغربي مرة أخرى على تعذيب مناضل صحراوي، حتى الموت داخل أحد السجون بمدينة العيون المحتلّة بالأراضي الصحراوية المحتلّة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام نقلا عن مصادر مقرّبة من عائلته التي طالبت بفتح تحقيق في هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبيها.

 وذكرت عائلة المواطن الصحراوي عمر باهيا عبد المجيد، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "لقد قتل عمر باهيا عبد المجيد على يد سلطات الاحتلال المغربي تحت التعذيب بعد اعتقاله دون ذكر أي سبب أو توجيه أي تهمة إليه". وأضافت العائلة أن "التهمة التي توجهها سلطات الاحتلال المغربي إلى أي مواطن صحراوي هي أنه مواطن صحراوي ويجب تصفيته".

وتابعت العائلة قائلة: "على كل المغربيين أن يتذكروا أن دولتهم الإجرامية تقتل المدنيين الصحراويين العزّل إما بالتعذيب أو بإطلاق النّار عليهم"، مضيفة: "عليهم أن يتذكروا جيدا أن الصحراويين على أرضهم ولم يذهبوا إلى القنيطرة أو مكناس ليطالبوا بشيء، وأن المقاومة وحق الدفاع عن النّفس تكفلها جميع الاتفاقيات والقوانين الدولية".

وفي شريط فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، حمّلت عائلة المناضل الصحراوي الذي تم اغتياله  "الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وطالبت بفتح تحقيق في هذه القضية والكشف عن نتائج التشريح ومحاكمة مرتكبي هذه الجريمة". كما نشر موقع "الإندبندنت" الإسباني، تقريرا عن هذه القضية، حيث كتب الصحفي فرانسيسكو كارين: "توفي عمر باهيا عبد المجيد، وهو مناضل صحراوي يبلغ من العمر 57 عاما في سجن بالعيون بالأراضي الصحراوية المحتلّة، بعد تعرضه للتعذيب وهو ما ندّدت به مصادر مقرّبة من عائلته".

وأفادت المصادر ذاتها، للصحيفة بأن المناضل الصحراوي كان معروفا بتنديده بالاحتلال، حيث سبق له أن هتف بشعارات مؤيدة لجبهة البوليساريو واستقلال الصحراء الغربية، أمام أحد مراكز الشرطة المغربية في مدينة العيون الصحراوية المحتلّة. وأضافت المصادر التي نقلتها الصحيفة الإسبانية، أنه منذ حوالي أسبوع ووسط الاحتفالات التي تسمى "المسيرة الخضراء التي احتل بها المغرب المستعمرة الإسبانية عام 1976"، دخل المناضل الصحراوي، في مشادة كلامية مع شخص آخر ليتم بعدها توقيفه في المركز"، وحسب أحد الشهود فإن المناضل تم ضربه واقتياده مباشرة إلى ما يسمونه بأمن الولاية، وأوضحت هذه المصادر أن الناشط تم تقديمه يوم الإثنين الماضي، إلى قاضي التحقيق والنيابة العامة ثم نقله إلى سجن لكحل بالعيون المحتلّة، وفقدت عائلته أثره منذ ذلك الحين.

وذكرت الصحيفة، أن شقيقته توجهت إلى السجن وسلمت المسؤولين مبلغا من المال وملابس، وبعد انتظار طويل أعاد إليها موظف المال والملابس وأبلغها بنقل شقيقها إلى المستشفى، وعند وصولها إلى مشرحة المستشفى تبين أن جثة شقيقها موجودة هناك. وأكد المركز الطبي، أن المناضل الصحراوي وصل إلى المركز الطبي ميتا "دون أن تتسلم مشرحة المستشفى شهادة وفاة من خارج المستشفى". واتهمت العائلة السلطات المغربية بتعذيب الناشط حتى الموت.

وفي سياق متصل أشار الصحفي في "الإندبندنت" في مقاله إلى التقرير السنوي الذي نشرته منظمة العفو الدولية في أفريل الماضي، والذي حذّرت فيه من القمع (المغربي) في الأراضي الصحراوية المحتلّة. وأكدت المنظمة، في تقريرها عن الحوادث التي وقعت خلال العام الماضي، أن الجهاز الأمني المغربي يمنع الحق في التجمع السلمي في المستعمرة الإسبانية السابقة.