دي مستورا يحدد الجمعة القادم موعدا لمفاوضات "جنيف ـ 3"
المعارضة السورية تفصل اليوم في مشاركتها
- 1565
حدد المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مسيتورا يوم الجمعة القادم موعدا لعقد أول جلسة مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة بمدينة جنيف السويسرية. وقال دي ميستورا في ندوة صحفية عقدها أمس بجنيف إن المفاوضات التي كان من المقرر أن تنطلق أمس تأجلت إلى يوم الجمعة وتتواصل على مدى الستة أشهر القادمة يتم خلالها بحث مسألة وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية. وأضاف أنه تم تغيير الموعد بسبب ما وصفه بـ«انسداد" حول تركيبة أعضاء الوفدين المشاركين، مشيرا إلى أنه سيتم اليوم إرسال الدعوات إلى المشاركين. وجاء تحديد هذا الموعد الجديد بعد توافق أمريكي ـ روسي دعا على إثره كل من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، المبعوث الأممي إلى تحديد موعد جديد للمفاوضات السورية في أسرع وقت ممكن.
وتعود قيادات أطياف المعارضة السورية ضمن هذه المستجدات اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض لبحث مسألة المشاركة في مفاوضات "جنيف ـ 3" من عدمها. وقال فؤاد عليقو، ممثل المجلس الوطني الكردي على مستوى التحالف الوطني السوري، أهم أطياف المعارضة السورية في الخارج إن "اللجنة العليا للمفاوضات ستجتمع اليوم بالرياض السعودية من أجل اتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف من عدمها". وتعقد المعارضة اجتماعها وسط ضغوط كبيرة من مختلف القوى الفاعلة والمعنية بالأزمة السورية التي تضغط باتجاه دفعها إلى المشاركة في هذه العملية التفاوضية التي تقدمها المجموعة الدولية على أساس أنها الفرصة الأخيرة المتاحة أمام الفرقاء السوريين لاحتواء الحرب المدمرة التي يشهدها هذا البلد منذ مارس 2011. وكانت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي شديدة اللهجة تجاه المعارضة السورية بعد أن خيّرها بين الذهاب إلى جنيف أو فقدان حتى أصدقائها في حال أصرت على موقفها الرافض للانخراط في العملية السلمية.
وهو ما اعتبرته المعارضة السورية بمثابة تهديد أمريكي صريح تجاهها وبما يؤكد توصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق بخصوص ما يجب أن تقوم به أطياف المعارضة لإعادة النظر في تشكيلة وفدها بعد أن اعترضت موسكو على بعض الأسماء المدرجة بحجة أنهم إرهابيين. والإشارة واضحة إلى محمد علوش، عضو المكتب السياسي لجماعة "جيش الإسلام" الذي عين كبيرا للمفاوضين عن المعارضة في مفاوضات "جنيف ـ 3"، علما أن دمشق وموسكو تنظران إلى هذه الجماعة على أنها منظمة إرهابية وترفضان التعامل معها. فهل ستكون المعارضة السورية مضطرة للانصياع للضغوط الدولية وبالتالي التخلي عن علوش وتغيير تركيبة وفدها المفاوض بما يرضي روسيا أم أنها ستتمسك بموقفها المبدئي.
ثم إذا كانت مشاركة علوش شكلت أكبر عقبة أمام انطلاق مفاوضات جنيف، فالمعارضة السورية فرضت شروط أخرى بعدما اعتبرت أن كيري لم يقدم لها أي ضمانات بعدما تحدث عن إطلاق حوار وليس مفاوضات. وهي التي تصر على ضرورة أن تركز المفاوضات على مضمون بياني جولتي المفاوضات "جنيف 1 و2" المتعلقان بتشكيل حكومة انتقالية لخلافة نظام الرئيس بشار الأسد الذي لا تزال تصر على رحيله. كما اشترطت المعارضة السورية أيضا وقف الغارات الجوية الروسية في سوريا ورفع الحصار الذي تفرضه قوات الجيش السوري على عدد من المناطق وتأمين الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين.