استنكر رفض تخصيص مساعدات أممية لللاجئين الصحراويين

الهلال الأحمر الصحراوي يدق ناقوس الخطر..

الهلال الأحمر الصحراوي يدق ناقوس الخطر..
  • 961
ق. د ق. د

استنكر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، يحيى بوحبيني، أمس، عدم قبول الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة تخصيص مساعدات انسانية لسد الحد الأدنى من احتياجات اللاجئين الصحراويين في ظل ارتفاع عدد الاشخاص الذين يعتمدون على هذه المساعدات الى أكثر من 91%

وأوضح بوحبيني، أن قرار الوكالة الأممية جاء، رغم أن مكتب مفوضية اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي في الجزائر كانا قد تقدما بطلب لتوفير المزيد من الدعم لهذه الفئة الهشة مرفقين طلبهم بالمبررات الكافية لذلك في ظل تفاقم الوضع الإنساني الذي لم يعد يحتمل مزيدا من التدهور بسبب تبعات جائحة كورونا وموجة النزوح الجديدة لآلاف المدنيين الناجمة عن استئناف الحرب في الصحراء الغربية إضافة إلى انخفاض حجم الحصص الغذائية الشهرية المقدمة لهؤلاء اللاجئين بأكثر من 50 من المئة خاصة خلال الأشهر الأخيرة". وأبرز المسؤول  الصحراوي أنه خلال  شهر جوان الجاري لن يستطيع برنامج الغذاء العالمي توفير سوى 7  % من الحصة الغذائية الشهرية للاجئين، مما سيدفع إلى توفير 35% من تلك الحصة من مخزون الاستعجالات الذي يوشك على النفاد.

وأضاف أنه رغم ذلك فإن "المؤسسة الأممية استثنت الصحراء الغربية من هذه المساعدات في الوقت الذي قررت فيه تخصيص أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات لبؤر الجوع الساخنة في إفريقيا والشرق الأوسط، مبرزة أن النزاع المسلح والجفاف والاضطراب الاقتصادي تبقى الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في البلدان المستفيدة ناهيك عن آثار الأزمة الاوكرانية". ويرى بوحبيني أنه رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقل البحري نتيجة الأزمة الأوكرانية وظاهرة التضخم التي تضرب اقتصاد دول العالم، إلا أن ذلك "لم يقابله زيادة في مساهمات الدول المانحة بما أدى الى زيادة العجز الذي  بلغ 20 في المئة قبل الأزمة". وحذر من أن "العجز أصبح يقارب 50 من المئة بعد أن كان برنامج الغذاء العالمي يقدر الاحتياجات الغذائية للاجئين الصحراويين لسنة 2022 بـ19 مليون دولار، أما الآن فإنه يقدر هذه الاحتياجات بـ 34 مليون دولار".

وحسب تقديرات رئيس الهلال الاحمر الصحراوي، فإن هذا "الوضع الخطير تسبب في زيادة سوء التغذية في مخيمات اللاجئين مع ظهور العديد من الامراض على غرار فقر الدم لدى الفئات الهشة، خاصة الأطفال منهم دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات والنساء في سن الانجاب". في سياق آخر، أكد أبي بشراي البشير أن المغرب يتبنى "أسلوب تشويه الحقائق والدعاية المضللة في مسعاه لفرض الحلول الاحادية والأمر الاستعماري الواقع الذي تأسس أصلا على الضم بالقوة وخرق القوانين الدولية". وفي حوار أجرته معه جريدة "يونغه فليت" الألمانية، اعتبر أبي بشراي البشير أن "السيرك الاعلامي الاخير الذي أقامته المملكة المغربية على هامش اجتماع مراكش حول محاربة تنظيم داعش، أثبت صفاقة الاحتلال وعدم احساسه بأدنى حرج من خلال تقويل الدول ما لم تقل والامعان في الدعاية المضللة وأسلوب الابتزاز لدعم مشروعه التوسعي".

ولدى تطرقه لمواقف القوى الدولية الكبرى، اوضح المسؤول الصحراوي أن الإدارة الأمريكية الجديدة وان لم تقم بإلغاء قرار الرئيس السابق، دونالد ترامب، رسميا إلا أن عديد التقارير والمواقف تشير الى انها ابتعدت بشكل كبير عن هذا الموقف". وتطرق في هذا السياق الى المواقف الرسمية للإدارة الامريكية الجديدة "التي تحترم القانون الدولي فيما يتعلق بالوضع القانوني للإقليم وخارطته الوطنية المعترف بها دوليا، اضافة إلى رفض تنفيذ وعد ترامب المتعلق بفتح قنصلية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية وكذا قرارات مجلسي الشيوخ والكونغرس والقوانين المالية التي تميز بين البلدين المغرب والصحراء الغربية". ورغم أنه وصف هذه الخطوات بـالايجابية" إلا أن "الدبلوماسي الصحراوي اعتبرها غير كافية ما لم تعزز بإلغاء رسمي للإعلان الذي يشكل أكبر منزلق تم تسجيله خلال الفترة الاخيرة".