في وقت تم فيه القضاء على إرهابيين اثنين واعتقال 16 آخرين
الوزير الأول التونسي يثمّن التعاون الأمني مع الجزائر
- 799
كشف الوزير الأول التونسي الحبيب الصيد، أمس، أن التعاون الأمني مع الجزائر مكّن مختلف أجهزة الأمن التونسية من إفشال العديد من العمليات الإرهابية على الحدود المشتركة بين البلدين. وهو ما جعله يؤكد أن بلاده تأمل في تعزيز التعاون الأمني مع الجزائر من أجل محاربة الإرهاب والتصدي لمختلف التهديدات الإرهابية. وجاءت تصريحات الوزير الأول التونسي في وقت وجهت فيه قوات الأمن في هذا البلد ضربة موجعة لما يعرف بـ«فيلق عقبة بن نافع" الإرهابي بعد أن تمكنت من قتل اثنين من عناصره وإلقاء القبض على 16 آخرين في عملية أمنية نوعية نفذتها بمحافظة اريانا إلى الشمال الغربي من العاصمة تونس. ووصف بيان وزارة الداخلية التونسية أن العناصر الذين تم القضاء عليهم أو الذين تم اعتقالهم بأخطر الإرهابيين الناشطين في صفوف هذا التنظيم الإرهابي والذين كانوا في قائمة المبحوث عنهم.
وأضافت الداخلية التونسية أن عملية المطاردة وتبادل إطلاق النار التي تواصلت طيلة نهار أمس، ضد عناصر أخرى مازالت متواصلة في محاولة لتحييدهم بمنطقة منيهلة في شمال ـ غرب العاصمة تونس، حيث تم حجز كميات من الأسلحة الحربية. وتطلب العدد الكبير لعناصر المجموعة المسلحة إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة منذ صباح أمس، بعد اكتشاف أمرها داخل منزل قام التنظيم المسلح بإيجاره بحي صنهاجي بالمدينة المذكورة، وهو ما أثار حفيظة السكان الذين يكونون قد أبلغوا مصالح الأمن بوجود أشخاص أجانب عن الحي. وبهذه العملية تكون أجهزة الأمن التونسية قد تمكنت من استعادة روح المبادرة الميدانية ضمن إستراتيجية التضييق على العناصر الإرهابية وتشديد الخناق عليهم في مختلف الولايات لمنع تكرار عمليات متحف قرطاج وشاطئ مدينة سوسة وقصر الحكومة في قلب العاصمة تونس العام الماضي، والتي خلّفت مقتل أكثر من سبعين سائحا أجنبيا وشكّلت أكبر ضربة للسياحة التونسية.
وكان لتمكن الجيش التونسي بداية شهر مارس الماضي، من القضاء على قرابة ستين إرهابيا ممن شاركوا في هجوم على مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا أكبر ضربة لتنظيم الدولة الإسلامية بعد إفشاله خطة تنظيم الدولة الإسلامية لاحتلال المدينة وجعلها عاصمة للخلافة تماما كما فعل في مدينة سرت الليبية. ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني التونسي أن تكون هذه المجموعة على علاقة بمجموعة بن قردان، والتي تكون قد تسللت إلى محافظة أريانا بهدف تنفيذ عمليات إرهابية واستهداف منشآت ومناطق إستراتيجية في تونس. وأحكمت قوات الأمن التونسية سيطرتها على مدينة بن قردان في محاولة لمنع تكرار ما وقع وهو ما جعلها تبقي على المعبر الحدودي مع ليبيا مغلقا لمنع تسلل إرهابيين إلى داخل العمق التونسي. ولكن قرار الإغلاق بدأ يثير سخط سكان المدينة المقدر عددهم بحوالي 60 ألف نسمة الذين شنوا إضرابا عاما شلوا من خلاله كل مظاهر الحياة بهذه المدينة الحدودية للمطالبة بإعادة فتح المعبر كونهم يعتمدون على التجارة البينية مع سكان المدن الليبية المجاورة.