الرئيس ماكرون يدعو لـ"تحالف واسع" لصدّ جماحه

اليمين المتطرف على بعد خطوات من الحكم في فرنسا

اليمين المتطرف على بعد خطوات من الحكم في فرنسا
  • القراءات: 393 مرات
ص. م ص. م

أحدثت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي تصدرها اليمين المتطرّف، زلزالا سياسيا في فرنسا جعلت الرئيس، ايمانويل ماكرون، يدعو إلى "تحالف واسع" من أجل التصدي لتقدم هذا التيار الذي أصبح على خطوات قريبة من الحكم.
تصدّر حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتطرّف نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي جرت أول أمس، بحصوله على 33.1% من أصوات الناخبين حسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية ليلة الأحد إلى الاثنين، فيما حصل تحالف أحزاب اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" على 28% وحقق التحالف الرئاسي بزعامة رئيس الحكومة، غابرييل عطال، على 20%. أما حزب "الجمهوريون" اليميني، والذي لا زال يتزعمه، إريك سيوتي، رغم تحالفه مع التجمع الوطني، فقد جاء في المرتبة الرابعة بنسبة 6.7% من الأصوات المعبر عنها.
وشهدت هذه الانتخابات التشريعية المبكرة والتي وصفت بـ«التاريخية" نسبة مشاركة قياسية بلغت، حسب تقارير إعلامية، 69.5% لم يسبق أن شهدتها فرنسا منذ 35 عاما.
وأمام النجاح الكبير الذي حققه اليمين المتطرّف، دعا ماكرون الناخبين في بلاده إلى تحالف واسع في مواجهة التطرّف، في حين دعا رئيس الوزراء، غابرييل عطال، إلى منع أقصى اليمين من الهيمنة على البرلمان بعد تصدره الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية واصبح قريبا من الوصول إلى الحكومة لأول مرة في تاريخ هذا البلد الأوروبي.
وقال ماكرون في تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام، مساء أول أمس، أنه "في مواجهة التجمّع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديمقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية" التي ستنظم الأحد القادم.
من جهته حذّر رئيس الحكومة من أن "اليمين المتطرّف على أبواب السلطة، وقد يحقق غالبية مطلقة، مضيفا "هدفنا واضح.. منع حزب التجمّع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. ويجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمّع الوطني".
على نقيض ذلك، علقت زعيمة التيار اليميني المتطرف، مارين لوبان، على نتائج الجولة الأولى بالقول إن "الديمقراطية تكلمت ووضعت التجمّع الوطني في الطليعة ومحت حزب الرئيس ماكرون"، مشيرة إلى أن "الفوز لم يتحقق بعد، بل يجب القيام بكل شيء لمنع نجاح جبهة معادية للسامية وللجمهورية" في إشارة إلى "الجبهة الشعبية الجديدة".
أما اليميني المتطرف، جوردان بارديلا ذو 29 عاما والذي يملك حظوظا كبيرة لتولي منصب رئيس الحكومة بعد الجولة الثانية من التشريعيات، فقد اعتبر "تصويت يوم الأحد المقبل بأنه سيكون حاسما في تاريخ الجمهورية الخامسة".
ووضع الفرنسيين أمام خيارين "إما أن تقبلوا فوز تحالف من وصفهم بـ«السيئين" ويقصد "الجبهة الشعبية الجديدة" التي يقودها، جان لوك ميلانشون، أم تصوّتوا لصالح التحالف الوطني الذي يعد الحصن الوحيد الذي سيدافع عن الجمهورية وعن مؤسسات الدولة والذي سيعيد الأمن ويكبح جماح الهجرة".
وفي معسكر اليسار، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحيلولة دون فوز التجمّع الوطني. كما أعلن رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون انسحاب مرشحي اليسار الذين احتلوا المركز الثالث. لكنه رأى أن نتائج الانتخابات تشكل "هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل للرئيس ماكرون" في أول انتقاد له لهذا الأخير.
وبقدر ما تشكل هذه الانتخابات أهمية بالغة بقدر ما سيكون لها تأثيرها على القارة الأوروبية التي تشهد في الآونة الأخيرة تنامي التيار اليميني المتطرّف في عدد من بلدانها على غرار ايطاليا، التي سارعت رئيسة حكومتها، جورجيا ميلوني، للترحيب بنجاح هذا التيار في فرنسا.
وقالت إن "شيطنة" اليمين المتطرف لم تعد تجد نفعا، مضيفة أن "المحاولة المستمرة لشيطنة الأشخاص الذين لا يصوّتون لصالح اليسار هي فخ يسقط فيه عدد أقل من الناس". كما قالت "لقد لاحظناها في إيطاليا، ونراها أكثر فأكثر في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم الغربي".