"حماس" تتهم الاحتلال بالمماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني

انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار

انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • 459
ص. م ص. م

كشف المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عبد اللطيف القانوع، أمس، عن بدء اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه في قطاع غزة مع الكيان الصهيوني المحتل.

شدد القانوع في تصريحات صحافية على أن حركة "حماس" معنية ومهتمة في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار في قطاع غزة، متهما الاحتلال بتعطيل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار والمراوغة والمماطلة في تنفيذه.

وبينما أكد على الإيواء والإغاثة للشعب الفلسطيني قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال، شدد القانون على أن إعادة بناء المستشفيات وإصلاح الطرق وآبار المياه تعيد الحياة في غزة بعد الدمار الهائل فيها. وحذر مجددا من أن غياب محاسبة الاحتلال والصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب حرب إبادة في الضفة على غرار غزة. وقال إن "كل محاولات الاحتلال إبادة شعبنا وإسقاط حقه في قطاع غزة والضفة الغربية ستفشل"، مشيرا الى أن "ما فشل به الاحتلال في قطاع غزة لن ينجح فيه في الضفة.. والمعركة معركة إرادات".

وتقاطع تصريح القانون مع تصريح آخر أدلى به حذر القيادي في "حماس"، حازم قاسم، الذي حذر من بأن الاحتلال الصهيوني يواصل مرواغته في تنفيذ المسار الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحا وخاصة الخيام والبيوت الجاهزة  والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.

وأكد المسؤول في الحركة في بيان له أن "ما تم تنفيذه في هذه الجوانب أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه.. ما يعني عدم التزام واضح في الموضوع الإغاثي والإنساني". وذكر بأن العدوان الصهيوني على القطاع، خلف دمارا كبيرا خاصة في شمال القطاع، حيث أعدم الاحتلال كل مظاهر الحياة فيه بتدمير شبه شامل للمنازل والمستشفيات وآبار المياه والمدارس والبنية التحتية. وهو ما يجعل، حسبه، الإغاثة مسارا مركزيا في اتفاق وقف إطلاق النار.

ودعا حازم قاسم الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة مصر وقطر للتدخل ومعالجة الخلل في تطبيق البرتوكول الإنساني في الاتفاق الذي تنفذ مرحلته الثانية مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية.

بالتزامن مع ذلك، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل فرصة حاسمة لمعالجة أزمة الغذاء الكارثية من خلال تمكين تسليم المساعدات الطارئة وبدء جهود التعافي.

وأوضحت نائبة المدير العام للمنظمة، بيث بيكدول، أن السلام المستدام ضروري لتلبية الاحتياجات الهائلة وضمان عدم ترك أي شخص في غزة خلف الركب. وأكدت التزام "الفاو" بضمان الأمن الغذائي في القطاع على المدى الطويل، لافتة إلى أن جهود المنظمة للتعافي ستعطي الأولوية في الوقت الحالي لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية مثل البيوت الزجاجية والآبار وأنظمة الطاقة الشمسية وتوسيع نطاق تسليم المدخلات الزراعية الحيوية لاستعادة الإنتاج الغذائي المحلي.

وفي حين نبهت لضرورة أن تكون الزراعة في صميم جهود الطوارئ والتعافي، شددت المسؤولة الأممية على أن العمل الفوري يجب أن يجمع بين الإغاثة الطارئة من الغذاء والمياه والمساعدات الطبية  واستعادة الإنتاج الغذائي المحلي. وأشارت في هذا السياق الى أن أكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة بسبب انهيار الإنتاج الزراعي. 


مقتل جنديين إسرائيليين في عملية بطوباس بالضفة الغربية

الخارجية الفلسطينية تدين جرائم الاحتلال  

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين وممتلكاتهم والبنى التحتية في مخيمات وقرى شمال الضفة الغربية المحتلة.

أكدت الوزارة في بيان لها، أن هذه الجرائم تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف وتجسّد سياسة صهيونية رسمية تهدف إلى فرض المزيد من السيطرة على حياة المواطنين وتعميق الضم التدريجي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة لصالح الاستيطان.

كما أشارت إلى جريمة التهجير القسري وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، كما حدث مع 20 عائلة في طمون مؤخرا و15 ألف مواطن في مخيم جنين، إضافة إلى عشرات العائلات في مخيم طولكرم. واستنكرت جرائم تدمير الأحياء والمنازل بالمتفجرات وما يترتب عليها من تغيير قسري للجغرافيا الفلسطينية.

وشدّدت الخارجية الفلسطينية على أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده في وطنه متمسّكا بحقوقه الوطنية المشروعة، محذّرة من مخاطر سياسة التهجير التي تعتمد على تدمير منازل المواطنين بما يشجع الاحتلال على توسيع عمليات القصف والتدمير الممنهج لمقومات الوجود الفلسطيني. وحمّلت الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسات، داعية المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته وتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذا العدوان. 

ورغم عملية الاحتلال العدوانية الواسعة في شمال الضفة وما تشهده من استنفار أمني كبير، تمكّن مقاوم فلسطيني من التسلل إلى حاجز "تياسير" بطوباس في الساعات الأولى من فجر أمس ونفذ عملية نوعية أطلق على إثرها النار على مجموعة من جنود الاحتلال قتل اثنين منهم وأصاب عددا آخر.

وارتدى منفذ العملية زيا شبيها بزي الجنود الإسرائيليين وتمكن من اقتحام الحاجز، الذي يضم قوة بحجم فصيلة ومباني، وأطلق النار على جميع الجنود المتواجدين في المكان. كما نجح في السيطرة على الطابق العلوي من البرج العسكري وإدارة الاشتباك مع الجنود، حيث واصل الاشتباك حتى قدوم قوة إسرائيلية أخرى باغتته ليرتقي بعدها شهيدا.

وحسب المعلومات الأولية، فإن المنفذ أطلق النار على الجنود وهم في أسرّتهم، في حين استغرق القضاء عليه وقتا طويلا من قبل جندي إسرائيلي في قوة الإسناد التابعة لجيش الاحتلال. 

هذا الأخير الذي واصل قصفه واقتحاماته أمس لبلدات ومدن الضفة الغربية التي تعيش في الأيام الأخيرة على وقع صفيح ساخن قابل للانفجار في أية لحظة.

وقصف جيش الاحتلال باستخدام طائرتين مسيرتين، أمس، موقعين في بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع استمرار عدوانه الجائر على البلدة ومخيم الفارعة لليوم الثالث على التوالي. 

ومنذ 21 جانفي الماضي، أطلق الجيش الصهيوني عملية عسكرية شمال الضفة الغربية بدأها بمدينة جنين ومخيمها، قبل أن يوسع عدوانه ليشمل مدينتي طولكرم وطوباس.

وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة في أكتوبر 2023، وسّع الجيش الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 905 فلسطيني وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال قرابة 14 ألفا و300 آخرين وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وأمام تواصل العدوان الصهيوني، أدانت بوليفيا أمس، جرائم الكيان الصهيوني في الضفة الغربية التي يقترفها في تحد سافر للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.

وقالت الخارجية البوليفية، في بيان بها، أن هذا العدوان "دليل واضح على أن عملية التطهير العرقي لم تنته، حيث يتواصل سقوط عدد من الضحايا والجرحى، إضافة إلى حرق منازل المواطنين واستمرار عمليات الترحيل القسري للفلسطينيين من وطنهم".

وأعلنت بوليفيا دعمها لطلب رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، عقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس الأمن الدولي لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني. وأكدت دعمها لصمود الشعب الفلسطيني على أرضة واعترافها المطلق بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.