أحزاب عربية وشخصيات أوروبية ترفض رهن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره

بيار غالان.. الصحراء الغربية "ليست للبيع"

بيار غالان.. الصحراء الغربية "ليست للبيع"
  • 850
 ق. د ق. د

توالت ردود الفعل الدولية الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مقايضة قرار تطبيع العلاقات الإسرائيلية ـ المغربية بالتنكر لحق الشعب الصحراوي في استعادة أرضه ومنحها للمحتل المغربي في تعد سافر على الشرعية الدولية.

وأكد النائب الأوروبي، بيار غالان رئيس اللجنة الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي "أوكوكو" أن الصحراء الغربية "ليست للبيع" وقال إن ترامب الذي "باع" القدس المحتلة لإسرائيل وتنكر لاتفاقات نزع التسلح النووي وسحب مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية من اليونيسكو والأونروا ومنظمة الصحة العالمية وبعد محاولته القضاء على استراتيجية أوباما للصحة.. ها هو اليوم يعتقد أنه الحاكم المطلق ويمنح المغرب سيادة مزعومة على أراضي الصحراء الغربية مقابل خيانة العاهل المغربي محمد السادس للفلسطينيين". وأضاف "يعتقد نتنياهو وملك المغرب أنهم يحرزون تقدما في مشاريعهم التوسعية في كل من فلسطين والصحراء الغربية وهم بذلك ينتهكون إلى جانب دونالد ترامب الحقوق الثابتة والسيدة للشعبين الخاضعين اليوم إلى استعمار عسكري وللاضطهاد ونهب ثرواتهما". وختم بالتأكيد على أنه "لضمان حق هذين الشعبين والسلم والأمن في حوض المتوسط يجب على الدول الأوروبية الحريصة على احترام القوانين الدولية الاعتراف بالدولتين الفلسطينية والصحراوية كما فعله الاتحاد الافريقي".

وجدّد كارميلو راميريث، رئيس فيدرالية المؤسسات الإسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي، تذكير بلاده بمسؤولياتها المباشرة تجاه الشعب الصحراوي باعتبارها القوة القائمة بالإدارة في الصحراء الغربية، الإقليم الذي تم  تقسيمه فيما بعد في اتفاقية مدريد، مشدّدا على حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال محذرا من استمرار الاحتلال المغربي "لما يشكله من تهديد خطير على الأمن والاستقرار، خاصة جزر الكناري التي تعد أقرب نقطة جغرافية إلى الصحراء الغربية والأكثر تهديدا للسياسة التوسعية للنظام المغربي إلى جانب موريتانيا". وطالبت الندوة البرلمانية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي، المجتمع الدولي التحرك لإنهاء حالة الجمود والإسراع في تسوية النزاع في الصحراء الغربية. كما طالبت الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بـ«التصرف بشكل قانوني من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية من خلال إجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي". واعتبر البرلمان الأوروبي أن النزاع في الصحراء الغربية "المستمر منذ عقود وعدم قدرة الأمم المتحدة على ضمان احترام حقوق الشعب الصحراوي، بدءا من حقه في تقرير المصير كانت السبب الرئيسي وراء استمرار الوضع الراهن". وهو الأمر الذي جعل النائب جون بول لوكوك، رئيس مجموعة الدراسات  حول الصحراء الغربية بالجمعية الوطنية الفرنسية يحذّر من الوضع المقلق  في الصحراء الغربية عقب خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق.

أما إنسيرتي أنطونيلا، عضوة المجموعة البرلمانية الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي، فقد أكدت تصميم المجموعة على مواصلة العمل من أجل ضمان احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وفي سياق الحملة المنددة بإعلان ترامب والمطالبة بتسوية القضية الصحراوية وفق الشرعية الدولية، أكدت الندوة التحضيرية لمؤتمر الرابطة  الاشتراكية العالمية دعمها لنضال الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير. واستنكرت بشدة خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات الذي وصفته  "بالعدوان الاستعماري الجديد". ونفس الموقف أكدته المجموعة البرلمانية السلام للشعب الصحراوي التي جددت على لسان نائب رئيسها مانو بينيدا، التأكيد على دعمها وتضامنها مع جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي في مواجهة العدوان المغربي وفي الكفاح من أجل انتزاع الحق غير القابل للتصرف في  تقرير المصير. كما ندّدت منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد بالقرار الأحادي الجانب للرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية وطالبت مجددا بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. 

حزب العمال التونسي يدين صفقة ترامب

وأدان حزب العمال التونسي "صفقة" الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مع المغرب بخصوص السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة واعتبرها "انتهاكا" للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة بخصوص الصحراء الغربية.

وقال رئيس الحزب، حمة الهمامي، إن إقدام المغرب على تطبيع رسمي مع الكيان الصهيوني مقابل اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة مزعومة على الصحراء الغربية  يشكل تحديا صارخا للقوانين الدولية ولقرارات الأمم المتحدة"، مؤكدا استغرابه لهذه الخطوة من النظام المغربي "العميل". وكان عصام الشابي القيادي في "الحزب الجمهوري" التونسي أكد أن المغرب "انضم إلى "قافلة الخيانة" والتطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل اعتراف ترامب بسيادة مزعومة على الصحراء الغربية".

النهج الديمقراطي المغربي يدعو إلى إفشال قرار التطبيع

وأدان حزب النهج الديمقراطي المغربي بشدة التطبيع الذي أقدم عليه نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، داعيا كل القوى الحية وكافة المواطنين في المغرب إلى رفضه والنضال الوحدوي من أجل إسقاطه. ووصف الحزب قرار التطبيع بمثابة "خيانة وطعنة غادرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة المتمثلة في إقامة دولته على كامل التراب الفلسطيني يتعايش فيها الجميع بمختلف الهويات والأديان". وحذر من أن إعلان التطبيع "يزج بالمملكة فيما يسمى بصفقة القرن المشؤومة والتخندق ضمن طابور الأنظمة العربية الرجعية العميلة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية".

الجيش الصحراوي يواصل هجماته ضد مواقع قوات الاحتلال

وفي هذا السياق واصل جيش التحرير الشعبي الصحراوي، لليوم الـ30 على التوالي، هجماته المركزة على معاقل ونقاط تمركز قوات الاحتلال المغربي بمنطقة الكركرات.

وأوضح البيان العسكري الصادر عن وزارة الدفاع الصحراوية، أول أمس، أنه خلال ليلة الجمعة إلى السبت "تحوّلت حفر جنود العدو إلى أهداف مباشرة لضربات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي واصل طيلة اليوم السبت دك معاقل الغزاة محولا نقاط تمركزهم إلى حفر ملتهبة بفعل القصف اليومي". وأضاف البيان أنه "قد شهد صباح هذا اليوم تنفيذ هجومات عنيفةً استهدفت تمركز القوات المغربية في غرب فدرة لغراب بقطاع حوزة". وقصف الجيش الصحراوي "قواعد جنود الاحتلال يوم السبت في منطقة أمكلي النبكة بقطاع آمكلا وقصف مكثف استهدف جحور القوات المغربية ايضا في منطقة أسويحة الشرقية بقطاع المحبس". وتعرضت منطقة أم لكطة بقطاع المحبس "لقصف عنيف مستهدفا مواقع الجنود المغاربة". وتتوالى هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستهدفة مواقع جنود الاحتلال الذين تكبّدوا خسائر معتبرة في الأرواح والمعدات على طول الجدار الرملي العسكري الفاصل.